أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود دياب

الجري في الدنيا

الإثنين، 14 سبتمبر 2020 11:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توفي قبل عدة أيام رحمة الله عليه الدكتور مصطفي السيد عبده أخصائي القلب بمحافظة الدقهلية متأثرا بفيروس كورونا وهو في ريعان شبابه وقال قبيل وفاته بساعات كلمات توزن بماء الذهب ويثمنها اولي الالباب وعظة وعبرة لكل الناس وخاصة الغافلين عن حقيقة الدنيا حيث لخص فيها حال معظمنا في هذه الحياة حيث قال وهو علي فراش الموت ملحقتش احفظ وشوش عيالي بسبب الجري في الدنيا وكما كانت هذه الكلمات البسيطة مؤثرة في النفوس لكل من قرأها واحس بها وجال بخاطره لو انه هو الذي يمر بهذه اللحظات القاسية وكلنا معرضون لذلك وهل هو مقصر في حق اسرته واولاده بسبب الجري في الدنيا لتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرته بدون توازن ما بين حق الأسرة في الحنان والمشاعر والاحتواء وما بين الانغماس في العمل

وكلمات الدكتور مصطفي غزيرة بالمعاني والحكم لا تكفيها مائة مجلد والاف المقالات لشرحها وأخذ العبر منها ولكن في سطور بسيطة تؤكد ان علينا جميعا ونحن نسعى في طلب الرزق في الدنيا ان لا تطحنا تروس الحياة وننسى من نسعي لأجلهم و نتيقن ان الارزاق مقسمة وأنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقها  حيث قال جل شأنه وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ صدق الله العظيم وانه ليس أمام العبد إلا أن يأخذ بأسباب تحصيل الرزق، وأن يسعى في تحصيله على قدر استطاعته، ولكن لابد ان يعلم ان صلة الرحم من أهم عوامل سعة الأرزاق ومنهم أهله حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يُنسأ له في أثره، ويُبسط له في رزقه، فليصل رحمه

كما يعلمنا مشهد الدكتور مصطفي أن علينا جميعا أن نعود إلى الله بكل حواسنا ونراعيه في أفعالنا ونبعد عن كل ما يغضبه لأن الموت لا يستأذن أحد ولا يجامل أحد وليس له إنذار مبكر ويحوم شبحه حوالينا في كل اللحظات ويأتي فجأة وبدون مقدمات  ولا شيء يقهر الإنسان ويجعله يعلن عجزه واستسلامه دونما جدال أو مقاومة سوى الموت  ولكننا لا نحس به حقا إلا عندما يدخل بيوتنا وينتزع فردا من أفراد عائلتنا وننتبه فجأة إلى حقارة وتفاهة الحياة التي نلهث وراءها والتي لا تتوانى عن أن تدير ظهرها للإنسان في لمح من البصر.   










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة