القارئ طارق المصرى يكتب: نتبع مين؟

الأحد، 30 أغسطس 2020 02:00 م
القارئ طارق المصرى يكتب: نتبع مين؟ دار الإفتاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحمد لله على النعماء والصبر له عند الضراء سبحانه خالق الأرض والسماء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وبعد: يتساءل الشباب دائما هذه الأيام مع فيضان الفتاوى الذى نعيشه وكلام الكثيرين فى الدين ما هو الصحيح وما هو الخاطئ ومن الذى نسمعه ومن الذى لا نسمعه وما هى قصة المذاهب الأربعة وهل يجب علينا اتباع أحد هذه المذاهب أم لا؟.. فنقول أولا سبب ظهور هذه المذاهب هو شرح أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وتبسيطها للناس، ولأنه فى كل عصر تظهر مسائل جديدة لم تكن موجودة على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وجب على العلماء أن يشرحوا هذه المسائل للناس ويقيسونها على مسائل مشابهة حدثت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، ليستنبطوا منها الحكم الشرعى، وعليه فهذه المذاهب خاصة بوقتها، فنجد الفقه الحنفى كان هو الأساس ثم جاء الإمام مالك ثم الإمام الشافعى، وهكذا فكان فقههم هو النور لأهل الأرض.

 فالفقه يختلف بإختلاف الزمان والمكان، لكن الآن لا يمكننا أن نتمذهب بمذهب واحد، لأنه لن يوفى كل متطلبات عصرنا، ولكن فى نفس الوقت لا يجوز أن نهدم كل هذا المجهود وكل هذا التراث العظيم، لأن فيه أساس المسائل وأساس المعاملات كالبيع والشراء وغيرها.. والآن نصل إلى سؤالنا إذا من نتبع هذه الأيام؟، نقول إن هذه الأيام أصبح الفقه فيها أصعب مما قبل لوجود مسائل كثيرة جديدة كالبورصة والقروض وكل هذه المعاملات التى تحتاج إلى علماء فقهاء من هذا العصر، ليفتوا فيها ولكن لا  يمكن أن نتبع عالما واحدا، لأن عصر الفقيه الواحد انتهى، فلا يوجد الآن مثل الامام الشافعى وغيره، والحل هو أن لا نتبع عالما واحدا إنما نتبع مجمعا فقهيا يحوى مجموعة من العلماء يتشاورون فيما بينهم.

 والنبى صلى الله عليه وسلم روى عنه أنه قال: "لا تجتمع أمتى على ضلالة" فعندما يجتمع مجموعة من العلماء معا يستطيعون بذلك الوصول للحكم الذى يوافق الشرع، ويراعى مصالح الناس، وهذه المجموعة من العلماء هى دار الإفتاء.. فعلى كل إنسان أن يتبع دار الإفتاء الخاصة بالبلد التى يعيش فيها، وأن لا يأخذ بفتاوى دار إفتاء دولة أخرى لأن كل دولة لها فقهها الخاص، وعليه فلا يمكننا أخذ الفتاوى من أى عالم حتى لو كان أزهريا ما دامت فتاواه تخالف فتاوى دار الإفتاء، ولا نستمع لأى انسان يتحدث على وسائل التواصل وهو ليس أزهريا.. فعلينا جميعا أن نجتمع على فتاوى دار الإفتاء التى توافق الشرع وتراعى مصالح البلاد والعباد.. نسأل الله عز وجل أن يجمع كلمتنا ويوحد صفوفنا ويجعل بلدنا أمنا أمانا وسائر بلاد الدنيا.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة