أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

شركات النقل التشاركى بدون خدمة عملاء

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 11:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لو كنت تبحث عن السفر إلى أحد المدن السياحية الشهيرة، مثل شرم الشيخ، أو الغردقة أو الساحل أو مطروح، وحاولت الحصول على خدمة سيارة من شركات النقل التشاركى، التي باتت كثيرة ومتنوعة، أبشرك أنك لن تجد من تسأله، فلا يوجد رقم تليفون أو خط ساخن أو أى وسيلة اتصال مباشر مع هذه الشركات، وسوف يتركك الجميع تتحدث مع "الأبليكيشن"، الذى غالبا لن يقدم لك أى معلومة، خاصة إن كنت تسأل عن خدمة جديدة أو رحلات يتم تطبيقها لأول مرة.

التطبيقات الخاصة بخدمات النقل التشاركى تقدم الإتاحة لأغلب الأماكن التى يرغب المواطن الوصول إليها، لكنها تجعل السائق أو الكابتن حر فى قبول "الأوردر" من عدمه، ولو أنك على سبيل المثال تطلب سيارة للذهاب إلى مدينة الغردقة، قد تتعرض لإلغاء "الأوردر" عشرات المرات، نتيجة حسابات المكسب والخسارة التى سيلجأ إليها السائق، وأولها أنه سيعود من الغردقة دون أجر، فالتطبيق لا يعمل فى هذه المدينة، وسيعود منها إلى القاهرة فارغا، لتتقلص أرباحه إلى النصف تقريبا، ومن سائق لآخر لن تجد من يقدم لك الخدمة، وتصبح فى النهاية موجودة على الورق أو على التطبيق بمعنى أدق، وهذا قد يدفعك فى النهاية إلى فقدان حجز فندق، أو التخلف عن موعد عمل، أو التراجع عن حضور مناسبة مهمة، فلن تجد وسيلة مواصلات مباشرة ولائقة إلى هذه المدينة بالسرعة المطلوبة، خاصة أن أغلبها يتم بالحجز مسبقا.

وحين تسأل أين خدمة العملاء من كل هذه الشكاوى؟! لن تجد أحد، وحتى نصل بصورة أعمق للمشكلة، سوف أحكى هذه التجربة العملية مع أحد شركات النقل التشاركى التى تعمل فى مصر، فقد كنت أسأل إن كانت هناك خدمة باص يذهب إلى مدينة الغردقة أو لا؟ وبعد كل البحث الممكن وغير الممكن على محرك البحث "جوجل" لم أجد من يدلنى أو يقدم إجابة واحدة عن هذه الخدمة، وبعد مداولات واتصالات مع زملاء وأصدقاء عن خدمة عملاء هذه الشركة، نجحت بعد حوالى 24 ساعة تقريبا فى الوصول إلى معلومة مفادها أن "الباص" لا يذهب إلى المنطقة التى أرغب السفر إليها، وهنا أذكر أن المعلومة حصلت عليها من خلال عضو فى مجلس إدارة الشركة!!

هل يحتاج كل مواطن الوصول إلى مجلس إدارة الشركة للسؤال عن خدمة بسيطة من شركات النقل التشاركى؟ هل وصلت فكرة الابتعاد عن الاستماع للعملاء أو الاهتمام بشكواهم إلى هذا الحد؟ هل تبخل هذه الشركات على تعيين مجموعة من الشباب فى خدمة العملاء لتحسين جودة ما تقدمه للناس؟ هل تحقق هذه الشركات مكاسب بسيطة حتى تقرر التخلى عن خدمة العملاء أو الخطوط الساخنة وأرقام الهواتف، التى يمكن اللجوء إليها فى حالات الطوارئ؟!

الرد على المستهلك والاهتمام بشكواه أهم جزء فى تقديم الخدمة، وعلى جهاز حماية المستهلك، وكل الأجهزة المعنية فى الدولة أن تتدخل لحسم هذه القضية وإلزام شركات النقل التشاركى أو أى جهة تقدم خدمة، أن يكون لديها مكتب مختص لتلقى شكاوى المواطنين والرد على استفساراتهم، فلا يمكن لشركات تتعامل مع ملايين المواطنين أن يكون الوصول إليها فقط من خلال "التطبيق".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة