أكرم القصاص - علا الشافعي

أشهر كاتب رعب فى العالم يتحدث عن نفسه.. ستيف كينج يتذكر طفولته

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 07:00 م
أشهر كاتب رعب فى العالم يتحدث عن نفسه.. ستيف كينج يتذكر طفولته مسيرتى فى التأليف
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد الكاتب الأمريكى ستيفن كينج من أشهر الروائيين فى العالم، حيث كتب أكثر من 50 رواية ومئات القصص القصيرة وباع أكثر من 350 مليون نسخة من كتبه على مستوى العالم، وتم أخذ الكثير من أعماله كقصص لأفلام رعب، وفى مذكراته التى صدرت بعنوان "مسيرتى فى التأليف" وصدرت ترجمته عن الدار العربية للعلوم ناشرون فى بيروت، جانب مهم يتحدث فيه "ستيفن" عن طفولته.
 
ستيفن
 
يقول الكتاب:
- 1 -
أولى ذكرياتى هى تخيّلى أننى شخص آخر - تخيّلى أننى فى الواقع الفتى الخارق فى سيرك الإخوة رينغلينج، كان هذا فى منزل خالتى إيثيلين والعمّ أورين فى دورهام، ماين، تتذكَّر خالتى هذا بوضوح كبير، وتقول إننى كنتُ فى الثانية والنصف أو ربما الثالثة من عمرى.
 
وجَدتُ طوبة خرسانية فى زاوية المرأب وتمكّنتُ من رفعها وحملها ببطء على أرضية المرأب الأسمنتية الناعمة وأنا أتخيّل أننى أرتدى قميصاً بلا أكمام يشبه جلد حيوان (جلد نمر على الأرجح) وأسير فى حلبة السيرك، بقى الحشد الضخم صامتا، ورأيتُ ضوءاً أزرق وأبيض مسلَّطاً على يُظهِر تقدّمى الباهر، كانت الوجوه المندهشة تروى القصة: لم يروا أبداً ولداً بهكذا قوة لا تُصدَّق. "وهو فى الثانية من عمره فقط!"، تمتم شخصٌ غير مصدِّق.
 
لكننى كنتُ أجهل أن بعض الدبابير شيَّدت وكراً صغيراً لها فى النصف السفلى للطوبة الخرسانية. فطار أحدها، ربما غاضباً من نقل وكره، ولسعنى على أذني. كان الألم مبرحاً، مثل إلهام سام. كان أسوأ ألم عانيتُ منه فى حياتى القصيرة، لكنه احتلّ الصدارة لثوانٍ معدودةٍ فقط. لأنه عندما أفلَتُّ الطوبة الخرسانية على قدمى العارية وهَرست كل أصابع قدمى الخمسة، نسيتُ كل شيء عن الدبّور. لا يمكننى أن أتذكَّر إن أُخذتُ إلى الطبيب أم لا، ولا تستطيع خالتى إيثيلين أن تتذكَّر أيضاً (تُوفِّى العمّ أورين، مالك الطوبة الخرسانية الشريرة بالتأكيد، منذ قرابة عشرين سنة)، لكنها تتذكَّر اللسعة، وأصابع القدم المهروسة، وردّة فعلي. "آه كيف رحتَ تعوى بقوة يا ستيفن!"، قالت.
 
ستيفن كينج
 
- 2 -
بعد حوالى سنة، كنتُ مع أمى وأخى فى دى بير الغربية، ويسكنسن، لا أعرف لماذا. كانت واحدة أخرى من خالاتي، كال (ملكة جمال WAAC خلال الحرب العالمية الثانية)، تعيش فى ويسكنسن مع زوجها الحلو المعشر الذى يشرب شراب الشعير، وربما انتقلت أمى إلى هناك لتكون بالقرب منهما. إذا كان الأمر كذلك، لا أتذكَّر رؤية معظم أفراد عائلة وايمر. أياً منهم فى الواقع. كانت أمى تعمل، لكن لا يمكننى تذكُّر ما كان عملها أيضاً. أريد أن أقول إنها عمِلت فى مخبز، لكننى أعتقد أن ذلك حصل لاحقاً، عندما انتقلنا إلى كونّكتيكت لنعيش بالقرب من أختها لوْيس وزوجها (لا شراب شعير لـ فْرَد، وليس حلو المعشر كثيراً أيضاً؛ كان أباً ذا قصّة شعر قصيرة يفتخر بقيادة سيارته القابلة للطى مُغلقاً سقفها، لا أحد يعلم السبب).
 
مرّت علينا مجموعة من جليسات الأطفال خلال فترة ويسكنسن. لا أعرف إن كنَّ قد استقلنَ لأننى ودايفد كنا صعبَى المراس، أو لأنهن وجدنَ وظيفة ذات راتب أفضل، أو لأن أمى كانت تصرّ على معايير أعلى مما كنَّ قادرات على تقديمه؛ كل ما أعرفه هو أن عددهن كان كبيراً. الوحيدة التى أتذكَّرها بوضوح هى يُولا، أو ربما كانت بيولا. كانت مراهقة، وضخمة مثل منزل، وتضحك كثيراً. امتلكت يُولا-بيولا حسّ فكاهة مدهش، وكان بمقدورى إدراك ذلك حتى فى سنّ الرابعة، لكنه حسّ فكاهة خطير - بدا أن هناك قصف رعد محتملاً مخفياً داخل كل فورة انشراح يرافقها تربيت على اليد، أو هزّ للمؤخرة، أو حركة مفاجئة من الرأس. عندما أرى المشاهد التى صوّرتها تلك الكاميرات الخفية والتى تُظهِر ما تفعله جليسات الأطفال والمربّيات بالأولاد، أتذكَّر دائماً أيامى مع يُولا-بيولا.
 
هل كانت قاسية على أخى دايفد مثلما كانت معى؟ لا أدرى، لا أراه فى أى من تلك الصور. بالإضافة إلى ذلك، كان أقل عرضة لأعاصير يُولا-بيولا العاتية؛ فقد كان فى السادسة من عمره، ويقضى معظم يومه فى الصف المدرسى الأول بعيداً عن القصف المدفعي.
 
بينما تتكلَّم يُولا-بيولا وتضحك على الهاتف، تومئ لى لكى آتى إليها. فتحضنني، وتدغدغني، وتجعلنى أضحك، ثم فجأة وبينما لا أزال أضحك، تضربنى بقوة كافية لإيقاعى أرضاً. ثم تدغدغنى بقدميها العاريتين إلى أن نعاود كلانا الضحك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة