أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

النساء شقائق الرجال.. قاعدة توارت خلفها إسهامات المرأة فقهيًا

الإثنين، 24 أغسطس 2020 02:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثرت في مقالي السابق قضية مهمة تمثل إشكالية في التراث الدينى، وهي لماذا يسمى علم مهم من أدق علوم السنة في نقد رواة الحديث وتعديل أو جرح روايتهم بـ"علم الرجال" متجاهلين إسهامات المرأة المسلمة عربية وغير عربية، في علم الحديث. 
 
وقد ناقشني فيما كتبته عالم جليل معروف بأسلوبه العلمي الراقي، وهو فضيلة الدكتور حسن كمال القصبي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية. أوضح الدكتور القصبي أن هناك قاعدة لغوية ضمن بلاغة اللغة العربية، قلما توجد في لغة أخرى بخلاف لغة الضاد، وهي "النساء شقائق الرجال" وهذا معناه إذا كان المخاطب بالرجال وهم أغلبية فهذا لا ينفي الأقلية مثل قوله تعالى مثلا يا أيها الذين آمنوا، فهو لا يخاطب الرجال فقط ولكن الجميع رجالًا وإناثًا. وقياسا على ذلك آيات كثيرة في القرآن الكريم، وعلى سبيل المثال في أسماء النقابات المهنية يقال نقابة الأطباء.. نقابة الصحفيين.. وهي تضم طبيبات، صحفيات وهكذا نفس القاعدة السابقة. 
 
ويشير الدكتور القصبي إلى أن علم الجرح وعلم التعديل المسمى بعلم الرجال، لأن أغلب العلماء المحدثين الذين شغلوا أنفسهم بتعديل الرواة أو جرحهم كانوا رجالًا، بينما لم تشغل النساء أنفسهن بهذا العلم لا جرحًا ولا تعديلًا.  وهذا لا ينفي تميزهن في رواية الحديث، حتى أن الإمام البخاري كان من شيوخه نساء. أما فكرة ما أسند إلى السيدة عائشة رضي الله عنها أو إلى غيرها فمعناه مجرد ترتيب على المسانيد أي جمع راويات السيدة عائشة أو غيرها في مكان واحد.
 
ويبسط أستاذ الحديث وعلومه مفهوم الجرح والتعديل، ليقربه من الجمهور بأن الجرح والتعديل،  معناه نأخذ من راوي الحديث أو لا نأخذ، فلو عدلناه نأخذ أي شاهد عدل، ولو جرحناه لا نأخذ منه، لفقدان الثقة في شهادته.
 
أي أن أقوال النبي(ص) أخبار في لغة الإعلام وضعت لها ضوابط، قمت بجمعها في دراسة بعنوان ضوابط الإعلام في منهج النقد عند المحدثين(2013) استلهاما من ميثاق الشرف الإعلامي، فالذي يثبت عليه الكذب لا يؤخذ منه مرة ثانية. 
 
انتهت شهادة مهمة لعالم أزهري مرموق، أوضح فيها نقاط مهمة أثرتها في مقالي، لكن هذا لا يمنع من إبراز إسهامات المرأة بمفردها في علوم الحديث، في وقت قلل البعض من مكانتها فقهيا وعلميا، في خطاب إقصاء وتهميش في روايات تاريخ العرب لأدوار لعبتها المرأة في القرون الثلاثة الأولى للإسلام. 
 
يشير كتاب الباحثة التونسية ناجية الوريمي "زعامة المرأة في الإسلام المبكر(2019 )" إلى أن  الخطابات الرّسمية في الأدبيات الإسلامية تواطأت على تكريس السّيادة الذّكورية والعبوديّة الأنثوية وأفضلية الرّجل على المرأة في حقّ الحياة. وهذا الموقف يتأكدّ في ثنايا الخطاب المعجمي أيضًا إذ ترد صفة الرّجولة مرادفة لصواب الرّأي ورجاحة العقل، وهو ما يعنى أنّ المعجم قد طُوّع لترسيخ مسلمات الثقافة الفقهية القائمة على تثبيت النّقص الطّبيعي للمرأة وعدم الاعتراف بأحقيتها في الاضطلاع بأدوار مهمّة داخل المجتمع.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة