أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

"تحسبهم أغنياء من التعفف"

الجمعة، 31 يوليو 2020 02:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
{ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }          البقرة(273) 
 
هل تعلمون أعزائي  من هؤلاء الذين تحدثت عنهم الآية الكريمة و الذين أوصانا  بهم الله خيراً ؟
 
هل فكر كل منا أن يبحث عن هؤلاء الذين  تعلو وجوههم  ابتسامة الرضا بما قسم الله لهم  في الحياة الدنيا  غير  ناقمين إن قتر عليهم  الرزق ، تملأ صدورهم  العفة و نفوسهم  الكرامة و الكبرياء لدرجة قد تبدو للآخرين  غني .
 
هؤلاء الذين يعلمون و يؤمنون بأن الغني الحقيقي هو غني النفس وليس المال الذي عادة ما يكون مئاله إلي زوال .
 
و بمناسبة عيد الأضحي و تلك الأيام المباركة التي يهرول كل منا بها سعياً  للتقرب إلي المولي عز و جل ، فمن الواجب علينا أن نجهد أنفسنا قليلاً لنخرج صدقاتنا لمن هم بحق أحق .
 
إذ يندرج  تحت هؤلاء الذين نحسبهم أغنياء من التعفف قائمة طويلة من أناس لا نعلم عنهم شئ ، فعلي سبيل المثال :
 
⁃ "طائفة الموظفين  "
⁃ الذين مازالت ضمائرهم حية ، لا تمتد أبصارهم  إلي ما يفعله غيرهم  من نفس الطائفة كالرشوة وخلافه بحجة ضيق العيش و قلة المرتب أو أي مبرر آخر  يحلل به الإنسان لنفسه ما حرم الله ليتخلص من ضميره و يحتفظ به في مكانٍ آمن .
⁃ هؤلاء الذين يعتمدون كلياً علي رواتبهم الزهيدة التي حتي و إن زادت قيراط رفع الجشعين أمامه الأسعار أربعٍ و عشرين !
 
⁃ "قطاع  الطبقة المتوسطة كما يسمونه ":، 
⁃ هؤلاء الذين كانت دخولهم  ميسورة سواء كانت عن طريق وظائف مرموقة  بالقطاع العام  أو الخاص  أو لديهم تجارة رابحة أو ميراث معقول يعيشون علي أرباحه ، 
⁃ ثم تبدلت أحوالهم  بين ليلة و ضحاها  طبقاً  لتقلبات الزمن التي لا تتوقف ،و ربما  لسوء الأوضاع الإقتصادية بسنوات الثورة و ما بعدها  و التي نالت من الجميع  علي حدٍ سواء .
 
أخيراً : "المستشفيات الخيرية"
تلك  التي تقوم بعلاج المرضي بالمجان و التي تعتمد بشكل أساسي علي تبرعات أهل الخير 
 
و لكننا :
جميعاً  و من باب الإستسهال  و عدم  إرهاق النفس بالبحث الجيد نقوم  بإخراج صدقاتنا  و تقديم مساعداتنا  عادة بغير محلها و بطريقة تقليدية ،
فكلما صادف أحدنا  رواد الشوارع  و الإشارات و متسولي المناطق المعينة  و من يحترفون فن خداع  الناس  ، أخرجنا  لهم ما لا يستحقونه بل يستحقه من هو أحوج  لكنه لا يسأل الناس إلحافا .
و غالباً ما يمتلك هؤلاء الذين يجوبون المدن من مشارقها إلي مغاربها  الأطيان و العمارات و الأموال الطائلة التي لا تمتلك أنت جزء و لو بسيط منها !
 
⁃ فهل آن الأوان لتدارك هذا الخطأ التراجيدي ،  و تحري مواضع الصدقات و البحث بحق عن مستحقيها  و العمل علي مساعدتهم دون المساس بكرامتهم  أو جرح مشاعرهم  العفيفة الغنية و بطرق غير مباشرة  أو مهينة .
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
 
{سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه : إمامٌ عدْلٌ ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلَّق في المساجد ، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه}.
 
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
{اليد العليا خَير من اليد السفلى، وإبدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غِنًى ، ومن يستعففْ يعِفه الله ، ومن يستغنِ يغنِه الله}.
 
             
               كفانا الله و إياكم جميعاً  شر العوز و تقلبات الزمن التي لا ترحم .
                     و  كل عام و مصر و شعبها بخير و سلام و رخاء و اكتفاء









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة