دراسة حديثة تستعرض ٣ سيناريوهات للانتخابات الأمريكية القادمة.. الأول تأجيلها بسبب كورونا والاحتجاجات والخسائر الاقتصادية.. والسيناريو الثانى يعزز فوز بايدن.. وبقاء ترامب مرهون بقهر التحديات على الصعيد الداخلى

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 08:00 ص
دراسة حديثة تستعرض ٣ سيناريوهات للانتخابات الأمريكية القادمة.. الأول تأجيلها بسبب كورونا والاحتجاجات والخسائر الاقتصادية.. والسيناريو الثانى يعزز فوز بايدن.. وبقاء ترامب مرهون بقهر التحديات على الصعيد الداخلى ٣ سيناريوهات للانتخابات الأمريكية القادمة
كتب:محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
استعرضت دراسة حديثة للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية ٣ سيناريوهات حول مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة على خلفية تأثرها بالاحتجاجات الأخيرة.
 
وأشارت الدراسة التى أعدتها الباحثة مها علام إلى أن هذه الموجة من الاحتجاجات يمكن وصفها بالأكبر على الإطلاق منذ ستينيات القرن الماضى. لذا، فرضت أربعون مدينة على الأقل حظرًا للتجول، بما في ذلك لوس أنجلوس وشيكاجو وأتلانتا، فى حين طلبت ما يقرب من 26 ولاية مساعدة الحرس الوطنى.
 
اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين
 
وحددت الدراسة السيناريوهات للانتخابات الرئاسية الأمريكية كما يلى 
السيناريو الأول: تعليق الانتخابات القادمة
ينطلق هذا السيناريو من فكرة أساسية مفادها أن الولايات المتحدة أضحت تواجه ما يمكن اعتباره ثاني أسوأ وضع في تاريخها بعد الحرب الأهلية.
 
ويرتبط بذلك التفشي الكبير لجائحة كورونا، بطريقة وضعت الولايات المتحدة في صدارة الدول من حيث أعداد الإصابة والوفيات، وما نجم عنه من مشكلات تتعلق بسوء الإدارة والخسائر الاقتصادية الضخمة، وحالة الخوف وعدم اليقين التي باتت تسيطر على الشعب الأمريكي. وفي ظل وضع معقد بهذا الشكل ظهرت حادثة “فلويد” لتحيي مجددًا المشكلات المتجذرة في أعماق النموذج الأمريكي، لتضيف تهديدًا جديدًا للمشهد الأمريكي. فقد دفعت تبعات وباء كورونا إلى انعدام الثقة في السلطات المحلية والاتحادية نتيجة فشلهما في إدارة الأزمة وارتفاع الإصابات بين السود.
 
اشتباكات
 
وتكمن خطورة هذا المشهد في حجم التداخل الكبير بين أزمة كورونا وتبعاتها، وبين أزمة العنصرية المتجذرة، حيث إن عدم المساواة يتجسد بشكل أوضح في انتشار الوباء وتزايد تأثيره بين الأمريكيين من أصول إفريقية ولاتينية. وكذا إذا تم اعتبار أعمال النهب والتخريب التي تمت في الاحتجاجات نتيجة لحالة الفقر والجوع التي ضربت هؤلاء جراء جائحة كورونا، فإنها تعد مؤشرًا خطيرًا على اتجاه الساحة الأمريكية نحو الفوضى.
 
ومن ثم، يفترض هذا السيناريو أن هذا المشهد الأمريكي المعقد المرشح لوقوع مزيد من الأزمات، سيعرقل بلا شك الانتخابات القادمة، ليس انطلاقًا من سند قانوني أو دستوري، ولكن بالاستناد إلى ظروف الأمر الواقع. ويرتبط بهذا السيناريو المخاوف بشأن وصول فيروس كورونا إلى أحد المرشحين أو كلاهما، بطريقة لن تؤدي إلى تعليق الانتخابات فحسب، وإنما قد تُعيد ترتيب المشهد الانتخابي والسياسي برمته. وعلى الرغم من تواضع فرص هذا السيناريو، إلا أنه يجب وضعه في الاعتبار.
 
المتظاهرون يرفعون لافتات
 
السيناريو الثاني: تعزيز فرص فوز “بايدن”
يستند هذا السيناريو إلى افتراض مفاده أن أي أزمة تواجه الإدارة الجمهورية الحالية ستصب بشكل تلقائي في صالح المرشح الديمقراطي. واستنادًا إلى ذلك، ستصب الإدارة المتذبذبة لجائحة كورونا، وما نجم عنها من خسائر اقتصادية ضخمة، في مصلحة “بايدن”، باعتباره البديل المتاح خلال الانتخابات القادمة. وكذا، فإن اعتبار حادثة “فلويد” والاحتجاجات المرتبطة بها نتاج للخطاب العنصري والسياسة العنصرية التي يتبناها الرئيس “ترامب”، سيرسل رسالة عامة بأن الحل يكمن في التخلص منه عبر صناديق الاقتراع. علاوة على أن الخلاف بين “ترامب” وبين المسئولين الديمقراطيين من حكام الولايات في بعض القضايا كالتعامل مع كورونا ومواجهة الاحتجاجات، يقدم بديلًا عمليًّا أكثر مرونة في مقابل الشكل العنيف والحدي الذي يغلف تحركات “ترامب”. وكذا، فإن اتساع حدة ونطاق التظاهرات يعني وجود حالة حقيقية من الامتعاض أو عدم الرضا عن إدارة “ترامب” لدى قطاع في الشارع الأمريكي. وأخيرًا، فقد يعمد “بايدن” إلى استغلال ميراثه السياسي كنائب لأول رئيس “أسود” في تاريخ الولايات المتحدة. كما قد يعمد إلى تكرار الأمر عبر اختيار نائب أسود خلال الانتخابات الحالية كورقة لضمان أصوات ذوي الأصول الإفريقية.
 
السيناريو الثالث: إعادة انتخاب “ترامب”
 
يقوم هذا السيناريو على افتراض قدرة “ترامب” على تحويل التهديدات إلى فرص، وقدرته على تحويل الانتباه عن أخطاء إدارة جائحة كورونا عبر شن موجة من الاتهامات لمنظمة الصحة العالمية والصين، لإبراز أن الخطأ ليس بسبب إدارته. أما فيما يتعلق بحادثة “فلويد”، فإن تعامله مع الأزمة اتسم بالتوازن، حتى وإن اتهم المحتجين بالإرهاب والتخريب. فقد عمد “ترامب” إلى إدانة الحادث وشرع في التحقيق ومعاقبة المذنب، وهو السبيل الطبيعي والمنطقي للتعامل مع الحادثة. أما فيما يتعلق بالاتهام الخاص بخطابه العنصري، فإن هذا الاتهام لا يجد ما يبرره، لا سيما وأنه أكد في خطاب حالة الاتحاد الأخير أنه رئيس لكل الأمريكيين. إضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية ومعدل البطالة بين الأمريكيين السود والملونين كان في أفضل أحواله خلال إدارة “ترامب” قبل اندلاع الجائحة. كذلك، فإن الخبرة التاريخية تشير إلى أن العديد من الحوادث العنصرية وقعت أيضًا في ظل الإدارات الديمقراطية، مثل حادثة “إريك جارنر” التي وقعت في نيويورك عام 2014. إضافة إلى أن اتساع نطاق أعمال التخريب والسرقة والنهب لن يعزز فقط مكانة إدارة “ترامب” لدى “الأغلبية الصامتة”، وإنما ستدلل على صدق أهمية شعارات “ترامب” حول تقييد الهجرة واللجوء. علاوة على ذلك فإن الاحتجاجات وأعمال التخريب والشغب ستوفر لترامب المسوغ المناسب لتبرير الخسائر المرتبطة بأزمة كورونا، من حيث استمرار حظر التجوال وتزايد أعداد المصابين واستمرار النزيف الاقتصادي.
 
واكدت الدراسة فى نهايتها أنه ختاما يمكن القول بشكل عام إن الأحداث المتلاحقة التي تقع على الساحة الأمريكية جعلت المشهد في حالة سيولة، ويمكن اعتبار المرحلة الحالية مرحلة حاسمة في التاريخ الأمريكي بطريقة تتطلب النظر بكل تدقيق في التطورات السريعة التي تحدث من وقت إلى آخر.
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة