أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

صديقى أسود.. قمة العنصرية

السبت، 13 يونيو 2020 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننشغل جميعاً بما يحدث فى العالم من مظاهرات ضد العنصرية، اندلعت على إثر مقتل الأمريكى من أصل أفريقى "جورج فلويد" على يد ضابط أمريكى أبيض، حيث ظل الضابط لأكثر من 8 دقائق واضعاً ركبته على رقبة المواطن بينما الأخير يصرخ بأنه لا يستطيع التنفس.
المهم أن المظاهرات خرجت فى أمريكا وكثير من الدول، منها بريطانيا، رافضة لتاريخ طويل من العنصرية قاد العالم عبر سنوات طويلة وصنع تاريخا للعبودية وللعذاب الذى لا يعلمه إلا الله.
 
أقول هذه عنصرية واضحة قبيحة، لكن يا عزيزى القارئ، هناك نوع من العنصرية أكثر قبحاً نمارسه أيضاً، وذلك عندما نريد أن ننفى عن أنفسنا أننا "عنصريون" فنقول جملا كارثية مثل "أسود ولكننى أعامله جيدا، أسود ولكننى لا أكرهه، أصدقائى بهم الكثير من السود، السود ليسوا سيئين دائما" أو أن نرى صورة تجمع بين إنسان أبيض وإنسان أسود البشرة وتحتها تعليق "أنا لا أهتم باللون" إن مثل هذه الجمل وهذه التعليقات أكثر سخافة وعنصرية من أى شيء، إنها تحتوى درجة من العنصرية الرهيبة، فهذا الاستعلاء تعنى أن الشخص الأبيض يتنازل عن حقوقه فى إهانة غيره وأنه شخص مختلف وأنه كريم لدرجة أنه يعامل الشخص الأسود بشكل جيد.
 
لا أعرف كيف نفكر بهذه الطريقة، كيف لا نتنبه للغة، ونتعامل معها بكونها مجموعة من الحروف، وليس بكونها مثقلة بالمعانى والدلات، كيف لا نرى غياب الإنسانية فى الجمل المفخخة بالعنصرية، كيف نجعل الإنسان أسود البشرة، فى درجة أقل حتى إننا نمن عليه، نحن غير العنصريين، فنمد يدنا إليه، بل ونبادله الضحك والابتسام.
 
عزيزى العنصرى المتخفى تحت لون بشرتك، الذى لا أعرف "ميزته" أصلا، لن تتخلص من عنصريتك إلا عندما لا تتنبه إلى لون الشخص الذى تعاملت معه أساسا، بمعنى، أن اليوم الذى لا يرد فى ذهنك تعليق أن هذا أبيض وهذا أسود، وعندما يتوقف تفكيرك تماما فى هذه النقطة، ولا ترد فى ثنايا حديثك مثل هذه الكلمات، ولو قالها شخص أمامك لا تفهم مقصده، عندما يحدث ذلك، سنقول نحن عنك "أنك لست عنصريا" لأن وصفك لذاتك بأنك لست عنصريا هو قمة العنصرية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة