المجرة وقوس قزح.. ما يقوله التراث الإسلامى فى الظواهر الطبيعية

الثلاثاء، 05 مايو 2020 05:00 م
المجرة وقوس قزح.. ما يقوله التراث الإسلامى فى الظواهر الطبيعية البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل من خلال كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ بن كثير التعرف على نظرة التراث الإسلامى إلى ظواهر بدء الخليقة، واليوم نتعرف على رأيه فى "المجرة وقوس قزح".
 
يقول الكتاب:
قال أبو القاسم الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبى بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن هرقل كتب إلى معاوية وقال: إن كان بقى فيهم شىء من النبوة، فسيخبرنى عما أسألهم عنه.
 
قال: فكتب إليه يسأله عن المجرة، وعن القوس، وعن بقعة لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة.
 
قال: فلما أتى معاوية الكتاب والرسول، قال: إن هذا الشيء ما كنت آبه له أن أسأل عنه إلى يومى هذا، من لهذا؟
 
 
قيل: ابن عباس، فطوى معاوية كتاب هرقل، فبعث به إلى ابن عباس، فكتب إليه:
 
إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة: باب السماء الذى تنشق منه الأرض، وأما البقعة التى لم تصبها الشمس إلا ساعة من النهار: فالبحر الذى أفرج عن بنى إسرائيل.
 
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضى الله عنه.
 
فأما الحديث الذى رواه الطبراني؛ حدثنا أبو الزنباع: روح بن الفرج، حدثنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا الفضل بن المختار، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن ابن أبى يحيى، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ:
 
" يا معاذ. إنى مرسلك إلى قوم أهل كتاب، فإذا سُئلت عن المجرة التى فى السماء، فقل: هى لعاب حية تحت العرش".
 
فإنه حديث منكر جدًا، بل الأشبه أنه موضوع، وراويه الفضل بن المختار هذا أبو سهل البصري، ثم انتقل إلى مصر.
 
قال فيه أبو حاتم الرازي: هو مجهول، حدث بالأباطيل.
 
وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث جدًا.
 
وقال ابن عدي: لا يتابع على أحاديثه، لا متنًا ولا إسنادًا.
 
وقال الله تعالى: "هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِى اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" [الرعد: 12-13] .
 
وقال تعالى: "إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [البقرة: 164] .
 
وروى الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن شيخ من بنى غفار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
" إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك".
 
وروى موسى بن عبيدة بن سعد بن إبراهيم أنه قال: إن نطقه الرعد، وضحكه البرق.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام، عن عبيد الله الرازي، عن محمد بن مسلم قال: بلغنا أن البرق ملك له أربعة وجوه: وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد، فإذا مصع بذنبه فذاك البرق.
وقد روى الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، والبخارى فى كتاب الأدب، والحاكم فى (مستدركه) من حديث الحجاج بن أرطاة، حدثنى ابن مطر، عن سالم، عن أبيه، قال:
 
كان رسول الله ﷺ إذا سمع الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك ".
وروى ابن جرير من حديث ليث، عن رجل، عن أبى هريرة رفعه:
كان إذا سمع الرعد قال: "سبحان من يسبح الرعد بحمده".
وعن على أنه كان يقول: سبحان من سبحت له.
وكذا عن ابن عباس، والأسود بن يزيد، وطاوس، وغيرهم.
وروى مالك، عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ويقول: إن هذا وعيد شديد لأهل الأرض.
 
وروى الإمام أحمد، عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
" قال ربكم: لو أن عبيدى أطاعونى لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد، فاذكروا الله، فإنه لا يصيب ذاكرًا."
وكل هذا مبسوط فى التفسير، ولله الحمد والمنة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة