الحلقة الحادية عشر..النبى والوطن.. موقفه صلى الله عليه وسلم مِنْ مناشدة قريش له

الإثنين، 04 مايو 2020 10:43 ص
الحلقة الحادية عشر..النبى والوطن.. موقفه صلى الله عليه وسلم مِنْ مناشدة قريش له النبى والوطن
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة و هو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى.
 

مَوْقِفُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحُدَيْبِيَةِ وَتَعْظِيمُ الْحَرَمِ:

سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّجِهًا إِلَى مَكَّةَ.. حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ، فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الفِيلِ. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا. ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَـى الحُدَيْبِيَةِ. حَلْ حَلْ: كَلِمَةُ زَجْرٍ لِلْإِبِلِ لِتَنْهَضَ وَتَقُومَ.خَلَأَتْ: اسْتَعْصَتْ عَلَى صَاحِبِهَا. حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ: يَعْنِي: مُنِعَتْ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ كَمَا مُنِعَ فِيلُ أَبْرَهَةَ
 
 

مَوْقِفُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ مُنَاشَدَةِ قُرَيْشٍ لَهُ بِاللهِ عز وجل وَالرَّحِمِ

كَانَ مِنْ شُرُوطِ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ الْجَائِرِ: أَنَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمًا يُعِيدُهُ إِلَى قَوْمِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَصِيرٍ رضى الله عنه ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشُ تَطْلُبُ اسْتِعَادَتَهُ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْتِزَامًا بِالْعَهْدِ، فَهَرَبَ أَبُو بَصِيرٍ رضى الله عنه إِلَى السَّاحِلِ.
 
ثُمَّ هَرَبَ أَبُو جَنْدَلٍ رضى الله عنه مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ وَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، وَكُلَّمَا أَسْلَمَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ هَرَبَ وَلَحِقَ بِهِمَا، حَتَّى تَكَوَّنَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ قَوِيَّةٌ، أَصْبَحَتْ تُهَدِّدُ أَمْنَ قُرَيْشٍ وَتِجَارَتَهَا وَعِيرَهَا الْمُتَّجِهَةَ إِلَى الشَّامِ أَوِ الْقَادِمَةَ مِنْهَا، لِدَرَجَةِ أَنَّ قُرَيْشًا اسْتَنْجَدَتْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ اللهَ وَالرَّحِمَ، أَنْ يُرِيحَهُمْ مِنْهُمْ وَأَنْ يَقْبَلَهُمْ عِنْدَهُ، وَيُعْطِيَهُمُ الْأَمَانَ بَأَلَّا يَرُدَّهُمْ إِلَى قُرَيْشٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ صلى الله عليه وسلم، فَحَصَلَ الْفَرَجُ الَّذِي بَشَّـرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا جَنْدَلٍ رضى الله عنه يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ، لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا "، وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة