تصريحات ترامب عن أزمة كورونا تثير الجدل.. الرئيس الأمريكى يقترح حقن المصابين بمطهر.. ويتهم الصحة العالمية بالانحياز للصين.. التجارب تثبت فشل عقار وصفه بـ"الواعد".. وحالات تسمم بنيجيريا بعد نصيحته بـ"كلوروكين"

الأحد، 26 أبريل 2020 07:00 م
تصريحات ترامب عن أزمة كورونا تثير الجدل.. الرئيس الأمريكى يقترح حقن المصابين بمطهر.. ويتهم الصحة العالمية بالانحياز للصين.. التجارب تثبت فشل عقار وصفه بـ"الواعد".. وحالات تسمم بنيجيريا بعد نصيحته بـ"كلوروكين" ترامب
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ارتبط اسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على مدار الشهرين الماضيين، بعدد كبير من التصريحات والمواقف المثيرة للجدل والصادمة أحيانًا، والمرتبطة جميعًا بأزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد"، فبعد تقليل ترامب فى البداية من خطورة الفيروس التاجى، تلاحقت بعد ذلك تصريحاته الغريبة حول الأدوية المقترحة لعلاج المرض القاتل، والتى كان بعضها غير منطقى والآخر يسبب الوفاة بدلًا من الشفاء.

 

شركة معقمات تحذر من شرب منتجاتها كدواء
 

وخلال إفاداته الدورية حول تطورات متابعات فيروس كورونا المستجد، قال ترامب، فى مؤتمر صحفى يومى حول تطورات الفيروس التاجى: "أرى المعقمات التى تقضى عليه الفيروس بأقل من دقيقة، هل يمكننا القيام بأمر كهذا عبر حقنة داخلية أو تنظيف، سيكون البحث فى هذا مثيرا للاهتمام.. هذا مثير للاهتمام بالنسبة لى"، بدوره، قال مسؤولا بإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لشبكة "CNN"، "بالتأكيد لا أوصى بإدخال المعقمات إلى داخل الأجساد".

 

بدورها حذرت شركة تصنع معقمات ومنتجات تطهير عالمية، من تناول منتجاتها كدواء، حيث عقبت على التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، طالبة عدم شرب منتجاتها كدواء لكورونا، وجاء تعقيب الشركة بعد إشارة ترامب إلى احتمالية نجاح حقن مصابى فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19"، بمعقمات لمواجهة الوباء.

وأصدرت الشركة، بيانا تحذيريا من أى استهلاك لمنتجاتها التعقيمية، قائلة إنه "يأتى عقب تكهنات برزت مؤخرا ونشاط على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.

 

فشل ذريع لعقار ريمديسيفير أمام كورونا
 

ولم تكن هذه السقطة الوحيدة للرئيس الأمريكى، فقد سبق وكشفت تجارب أولية أجريت على عقار يعتقد أنه فعال لعلاج فيروس كورونا المستجد، عن نتائج مخيبة للآمال، رغم أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وصفه بـ"الواعد"، وفقا لما ذكرته "سكاى نيوز".

وتم اختبار عقار "ريمديسيفير" على عدد من مرضى كورونا، فى دراسة شملت 237 شخصا، إلا أنه لم يأت بأى نتيجة إيجابية، بل إن التجارب أوقفت بسبب آثاره الجانبية الضارة، وخلال الدراسة، أعطى الدواء إلى 158 حالة، تمت مقارنتها بـ79 حالة اعتمدت على عقاقير أخرى.

 

وكان من المأمول على نطاق واسع، أن ينجح "ريمديسيفير" فى علاج مرضى "كوفيد 19"، وتم الترويج له بشكل واسع حتى إنه شح فى أسواق الدواء العالمية، لكن وفقا لوثيقة نشرتها منظمة الصحة العالمية عن طريق الخطأ، فإن الدواء لم يكن فعالا بعد تجربته على مرضى فى الصين.

 

وقالت الوثيقة إن "الدواء لم يحسن حالة المرضى أو يقلل نسبة الفيروسات فى الدم"، إلا أنها سرعان ما حذفت من موقع منظمة الصحة العالمية، وأوضحت أن "ريمديسيفير" لم يثبت أى فائدة فى مكافحة الفيروس".

ورغم أن الشركة الأمريكية المصنعة للدواء، وهى "جلعاد ساينسيز"، قالت إن الوثيقة التى نشرتها منظمة الصحة العالمية "أساءت فهم الدراسة" التى أجريت على عقارها، فقد سبق للدواء ذاته أن أثبت فشله فى التعامل مع فيروس إيبولا، الذى اجتاح عددا من الدول الإفريقية قبل سنوات.

 

نيجيريا تسجل حالات تسمم بـ"كلوروكين" بعد نصيحة ترامب باستخدامه
 

وفى إطار الوصفات الطبية غير الدقيقة أيضًا، كان هناك ضحايا فى بلد أفريقى بسبب نصيحة وجهها ترامب للعالم، حيث قالت السلطات فى نيجيريا، خلال شهر مارس الماضى، إن المستشفيات شهدت حالات تسمم بـ"كلوروكين"، بعد أن وصفه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنه علاج ضد فيروس كورونا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة south china post.

وقد صرح الرئيس الأمريكى ترامب – حينها - بأن الدواء المضاد للملاريا "تمت الموافقة عليه" لعلاج Covid-19 قبل أن يتراجع عن هذه التصريحات بعد يوم واحد، لكن مسئولو الصحة فى لاجوس، قالوا إن "هناك بالفعل مطالبات على الإنترنت لدواء الملاريا الكلوروكين كعلاج للإصابات بفيروس كورونا".

 

من جانبه، قال Ore Awokoya المساعد الخاص الأول لحاكم ولاية لاجوس على الصحة - آنذاك - "رأينا الكثير من الرسائل تدور على وسائل التواصل الاجتماعى حول كون الكلوروكين علاجًا لفيروس كورونا وفى بعض أجزاء لاجوس، لم يعد متاحًا.. وازداد الأمر سوءا بعد تصريح دونالد ترامب.. اصطف المواطنون بشكل كبير أمام الصيدليات لشراء الكلوروكين".

ووصف الاندفاع إلى تناول الدواء بأنه مقلق بالنظر إلى أن الناس كانوا يعالجون أنفسهم بدون أى نوع من التوجيه الطبى أو تحت إشراف طبى، ما أدى إلى حدوث حالتين تسمم بدواء الكلوروكين، وتم إدخال المرضى إلى المستشفى فى لاجوس.

 

ترامب يتهم منظمة الصحة العالمية بالانحياز للصين
 

وانتقالًا من الإرشادات الطبية لعلاج كورونا إلى توجيه الاتهامات، وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مطلع أبريل الجارى، انتقادات حادة لمنظمة الصحّة العالمية، متهما إياها بالتقرب من الصين وبسوء إدارة أزمة وباء كورونا.

وقال ترامب فى تغريدة – حينها - إن "منظمة الصحة العالمية أخفقت.. الغريب أنها - أى المنظمة - مموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة لكنّ تركيزها منصبّ على الصين"، وأضاف "لحسن الحظ رفضت نصائحها الأولية بإبقاء الحدود مع الصين مفتوحة.. لمَ أعطونا توصيات خاطئة إلى هذا الحدّ؟".

 

وحينها، نفى مسؤولون فى منظمة الصحة العالمية، اتهامها "بالتركيز على الصين"، وقالوا إن المرحلة الحرجة من الوباء ليست الوقت الملائم لوقف التمويل بعدما صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنه سيعلق مساهمة بلاده فى المنظمة، حيث أن الولايات المتحدة أكبر مانح فى المنظمة التى تتخذ من جنيف مقرا، بينما يقول ترامب إنها قدمت نصائح سيئة أثناء أزمة تفشى كورونا.

وقال الدكتور هانز كلوج المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا فى إفادة عبر الإنترنت ردا على سؤال بشأن تصريحات ترامب – فى وقت سابق من الشهر الجارى - "لا نزال فى المرحلة الحرجة للوباء لذلك الوقت ليس ملائما الآن لوقف التمويل"، ووصف تفشى الفيروس فى أوروبا بأنه "مقلق للغاية"، كما حث الحكومات على "التفكير بحرص شديد" قبل تخفيف الإجراءات للحد من انتشاره.

 

ترامب: المؤتمرات الصحفية بالبيت الأبيض لا تستحق الجهد طالما يتم تزييف الحقيقة
 

لكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كان له رأى آخر فى بعض التصريحات المنسوبة له أو المنقوله عنه بشكل خاطئ، حيث هاجم وسائل الإعلام التى تزيف الحقائق، وأكد ترامب، أنه خلال المؤتمرات الصحفية فى البيت الأبيض تطرح وسائل الإعلام أسئلة معادية، ثم يرفض بعدها توصيل الحقائق ولا يحصل الشعب الأمريكى سوى على الأخبار المزيفة، كما هاجم ترامب الديمقراطيين، بخصوص جائحة كورونا، مشيرا إلى أنه لم يقل أن وباء كورونا كان خدعة.

 

وقال دونالد ترامب، عبر حسابه بموقع تويتر: "لم أقل أبداً أن الوباء كان خدعة، من سيقول مثل هذا الشىء؟ قلت إن الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئًا إلى جانب شركائهم فى وسائل الإعلام الرئيسية، هم خدعة، لقد تم استدعاؤهم وإحراجهم على هذا، حتى الاعتراف بأنهم كانوا مخطئين لكنهم يواصلون نشر الكذب".

وأضاف: "ما هو الغرض من عقد مؤتمرات البيت الأبيض الإخبارية عندما لم تطرح وسائل الإعلام سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة"، وتابع "الشعب الأمريكى لا يحصل على شىء سوى الأخبار المزيفة، لا تستحق الوقت والجهد"، وتابع: "تذكر أن العلاج لا يمكن أن يكون أسوأ من المشكلة نفسها كن حذر، كن آمنا، استخدم الحس السليم".

 

محاولات داخل البيت الأبيض للسيطرة على الوضع
 

ولتدارك الأزمات المتكررة، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية، إن مقربين كثيرين من الرئيس دونالد ترامب يعتقدون أن الإحاطات اليومية تؤذيه أكثر مما تساعده، مع كون حلقة الخميس، 23 أبريل، هى المثال الرئيسى، والتى نصح فيها بحقن مصابى كورونا بمطهر.

 

فكانت الإحاطة اليومية لفريق البيت الأبيض لمواجهة  كورونا، يوم الجمعة، 24 أبريل الجارى، هى الأقصر منذ أن بدأ الوباء، حيث سجلت 22 دقيقة، كما استقبل ترامب أسئلة من الصحافة أثناء توقيعه على مشروع قانون إنفاق إغاثة فيروس كورونا فى وقت سابق من هذا اليوم، وأقصر إحاطة سابقة كانت 32 دقيقة.

وأمضى البيت الأبيض الساعات الأربع والعشرين الأخيرة محاولاً تخفيف الضرر الناجم عن ملاحظات الرئيس التى مفادها أن الباحثين يجب أن ينظروا فى حقن الأشخاص بأشعة مطهرة أو فوق البنفسجية لعلاج الفيروسات التاجية.

وقال مصدر مقرب من فريق مكافحة الفيروسات التاجية، إن ترامب منزعج من "الجدل" الذى حدث بعد تلك التعليقات، ويبدو أن ذلك جزء من السبب الذى جعل الرئيس يختصر إيجاز الجمعة.

خلال الاستجواب السابق من الصحفيين، يوم الجمعة، قال ترامب إنه كان "ساخرًا" باقتراحه أن يقوم الناس بحقن المطهرات، على الرغم من أنه كان جادًا بشكل واضح خلال مؤتمر صحفى يوم الخميس.

 

وقال مسئول فى البيت الأبيض، إنهم طلبوا من الرئيس التوقف عن إجراء الإحاطات اليومية الأسبوع الماضى، لكنه قاوم، وقال حليف آخر لشبكة CNN ، إن هذا القلق ليس جديداً بين المقربين منه، وقال حليف لترامب لشبكة CNN ، إن إحاطة يوم الخميس هى بالضبط ما كانوا قلقين بشأنه عندما توسلوا إليه ألا يكون لديه مثل هذه المؤتمرات الصحفية الطويلة ، وأنه فى يوم من الأيام سيقول شيئًا مخالفا تمامًا لما يجب أن يقوله.

وينظر بعض مساعدى البيت الأبيض أيضًا إلى الإلغاء التدريجى النهائى للإحاطات كإشارة من واشنطن إلى البلاد بأن الحياة تتباطأ فى العودة إلى طبيعتها.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة