أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

التكيف مع زملاء العمل فى عصر كورونا

الأربعاء، 25 مارس 2020 02:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حياتنا اليومية العملية، نتعامل فيها كل يوم مع إناس نعرفهم وإناس جدد علينا، كل منهم له صفاته الخاصة وله طابعه الخاص، فيظهر لك أشخاص وزملاء شكاؤون بسلبيتهم التى تدفعهم إلى الجنون فى بعض الأحيان، على أفضل تقدير يستطيع هؤلاء الأشخاص أن يجعلوا الحياة مليئة بالضغوط وخالية من البهجة، وعلى أسوأ تقدير فإنهم يستطيعون الحيلولة دون أن تقوم بتحقيق اهدافك المهمة، حيث إنه يحملك عبء كيفية التعامل معه لإرضائه ولإرضاء نفسك.

البعض لا يستطيع هنا أن يتحمل هذا الشخص ويتركون أعمالهم ووظائفهم بسببه، ولكن هل ستترك كل وظيفة تشغلها بسبب شخص لا تستطيع أن تتحمله؟! .. فى هذه الحالة ستفقد الكثير من الوظائف لأنه لا يوجد مكان فيه كل ما يريحك.

أم أنك ستختار البقاء في العمل وتأقلم نفسك على التعامل مع هذا الشخص؟! .. لكن في هذه الحالة كيف ستتعامل معه.. وكيف سيكون تأثير هذا عليك؟.

في كل الأحوال فإن طريقة التعامل مع الشخوص التى تقابلها فى حياتك اليومية وتحديدًا فى مجال عملك، يجب أولاً أن تعلم أن التعرف على أى شخصية تكون من خلال التعامل معها مباشرة ويكون الهدف الأساسى من التعامل هو معرفة ما إذا كانت شخصية إيجابية أم سلبية، شخصية تريد أن تلقي باللوم –حال الفشل-على من حولها وتحمله مسئولية كل شئ أم متعاونة وتحاول أن تعلم الآخرين وتتعلم منهم وصولاً إلى النجاح المطلوب والتأكيد على أن الجميع شركاء فيه، شخص صبور أم شخص عنيد متسلط يثيرك طوال الوقت.

في علم الاجتماع يوجد ما يسمى بـ"سيكولوجية العملاء"، بمعنى كيف أدرس الشخصية أثناء التعامل بحيث أستطيع أن أتعامل معها بطريقة صحيحة وأتكيف فى التعامل معها، ويوجد أيضاً ما يسمى بخدمة الفرد وهو كيف أستطيع أن أتعامل مع هذا الشخص وفى الوقت نفسه أقدم خدمة له، ومادة سيكولوجية العملاء مبنية على أسس وقواعد تختلف حسب الجنس والسن والمستوى الاجتماعى.

 ومن هنا فإن العمل الصحي يجب أن يتوافر عدة شروط ومعطيات، وذلك وفقاً لما هو معروف في علم المنظومة الصحيحة الباحثة عن النجاح المطلوب، ففى البداية لابد من عمل منظومة تدريبية ندرب فيها العاملين على كيفية التكيف في العمل الجديد.

ثانياً لابد أن توجد علاقة بين المتدربين الجدد والقدامى في العمل تسمح بوجود تعاون بينهم وهذه مشكلة نعاني منها فى مجتمعنا وهي أن القديم رافض للجديد ودائماً توجد مسافات واسعة بينهم فى التعامل وكثيراً ما يضغطون عليهم فى العمل ويظهرون أخطائكم وكل هذا يخلق جو غير مريح في العمل، وبالتالي يجب على الشخص أن يحرص على التعارف الجيد مع زملاء العمل ويحاول اكتشاف الطبيعة الشخصية لكل زميل ويحرص على التعاون معهم حتى يستطيع أن يخلق جو من الألفة والتعاون فى هذا المجتمع الجديد.

الطب النفسى يقول فى هذه الحالة أيضًا: "تكيف الفرد مع الآخرين له مقاييس مختلفة فنوع الشخصية هو الذي يحدد مقدرتها على التكيف سواء كانت شخصية إكتئابية أم شخصية منفتحة أم سهلة وبسيطة في تعاملاتها أم شخصية متعاظمة لاتسمح لأحد بتجاوز حدود معينة وغيرها وهذه الشخصية بالطبع تختلف من شخص لآخر".

مثلاً، نحن اليوم يعيش الكثير منا حالة من فقدان الاتزان بسبب حالة الرعب من تفشى فيروس كورونا المستجد والذي يحصد الأرواح يوميًا فى كل أنحاء العالم، وبطبيعة الحال كل أماكن العمل سواء في الحكومة أو القطاع الخاص، تأثرت سلبيًا بسبب تلك الحالة، فمن المعروف أنه فى الحالات العادية الكثير من الزملاء لا يستطيعون تحمل البعض، نظراً للنزعة البشرية فى حب النفس أولاً دون مصلحة الآخرين، فما بالك الوضع الراهن، والذى يعد أشبه بفيلم رعب يشاهده كل سكان الأرض ويعيش فيها.

ختامًا، الأهم الآن أن يتكاتف الجميع ويعلم مدى الخطر المطارد لنا، ويبتعد عن أية مصالح شخصية أو العند أمام قرارات الأمان التي تصدرها الدولة لإنقاذ أبناء الشعب على حد سواء، فاستفيقوا يرحكم الله.. اللهم احفظ بلادنا وأبناءنا من كل شر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة