دارسة: أفلام الرعب تشجع على التواصل الاجتماعى..ولهذا السبب تغيب عن الأوسكار

الأحد، 09 فبراير 2020 03:41 م
دارسة: أفلام الرعب تشجع على التواصل الاجتماعى..ولهذا السبب تغيب عن الأوسكار مناظر من أفلام رعب - أرشيفية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت دراسة جديدة أن أفلام الرعب تتلاعب بالنشاط فى المخ لتعزيز الإثارة، حيث قام فريق من العلماء الفنلنديين برصد النشاط العصبى للمشاركين فى الدراسة أثناء مشاهدتهم فيلمى رعب.

وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أظهر المشاركون فى الدراسة، التى أجريت فى مختبر أنظمة العاطفة البشرية فى جامعة توركو، أن المخ يتوقع باستمرار اتخاذ إجراءات رد فعل تجاه التهديدات بطريقتين مختلفتين، ويتم تشغيل مناطق الدماغ، التى تشارك فى الإدراك البصرى والسمعي، خلال لحظات الأحداث المفاجئة، مما يتيح رد فعل سريع لتخفيف حدة الخطر.

كما تبين أن هناك مناطق معينة بالدماغ تنشط بشكل متزايد خلال مشاهد الفزع الوشيك مع زيادة القلق ببطء، بما يجعل المخ فى "حالة تأهب دائمة".

وكشفت نتائج الدراسة أيضا أن أقوى رد فعل للرعب يحدث نتيجة للتصور الضمنى أو المُتخيل بما يزيد عما يشاهده المتفرج بالفعل على الشاشة.

وقال د. ماثيو هدسون، عالم نفسى بجامعة توركو فى فنلندا: "تشجع مشاهدة أفلام الرعب على التواصل الاجتماعي، حيث يفضل الكثيرون مشاهدة أفلام الرعب مع الآخرين بدلاً من متابعتها منفردين".

هذا وقام 37 مشاركا متطوعًا فى الدراسة بمشاهدة فيلمى رعب، بينما كان يقوم فريق العلماء بقياس نشاط عقولهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى fMRI، والذى يقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغييرات المرتبطة بتدفق الدم.

وقال دكتور هدسون: "إن مشاهدة أفلام الرعب داخل أنبوب التصوير بالرنين المغناطيسى هى تجربة جذابة للغاية، حيث يتم عرض الفيلم عبر نظارات واقية أمام العينين فقط. وتسمح تلك التجربة بعمل نماذج لرد فعل المخ خلال حالات الخوف الحاد والمستدام".

وأشار دكتور‏ هدسون إلى أن "الخوف الشديد أو الصدمات المفاجئة تؤدى لزيادة النشاط فى الدماغ والمهاد واللوزة المخية والقشرية الحبيبية، فى حين أن التشويق المستمر يؤدى إلى مضاعفة ردود الفعل الحسية"، مضيفًا أن النتائج كانت متشابهة لكلا الفيلمين.

كما أضاف: "تشير هذه البيانات إلى وجود ارتباط ديناميكى بين دوائر البقاء على قيد الحياة المختلفة فى المخ اعتمادًا على قرب الخوف".

هذا ويعتمد سيناريو وحبكة أفلام الحركة والإثارة، التى يدور معظمها حول شكل خفيف من التهديد لسلامة أو سعادة أبطال الفيلم، عن سيناريوهات أفلام الرعب التى تركن إلى أسلوب النبرة العالية من خلال تضمين تهديدات خارقة للطبيعة أو للقدرات البشرية، يصعب تبريرها ولا يمكن توقعها.

إلى ذلك، قال فريق العلماء، الذين نشروا أبحاثهم فى دورية NeuroImage، إنه لا يوجد اختلاف كبير فى رد فعل الدماغ أثناء مشاهدة أفلام الرعب، حيث إن دماغ المتفرج تتنبأ باستمرار وتجهزه تلقائيا لرد فعل على التهديد، وهو الأمر الذى يستغله مخرجو أفلام الرعب بخبرة لتعزيز حماسة الجمهور.

وقال بروفيسور لورى نومينما، الباحث الرئيسى فى الدراسة إنها تعتمد على تلك "الرهبة المدهشة، التى تحدث عندما يشعر المرء أن هناك شيئاً ما غير صحيح بالإضافة إلى رد الفعل الغريزي، الذى يحدث عند الظهور المفاجئ للوحش، وهى العناصر التى تجعل المتفرج ربما يصرخ مشدوها أو يقشعر خوفا وإثارة".

 

الأوسكار وأفلام الرعب

ورغم ازدهار أفلام الرعب خلال السنوات الأخيرة، وحصدها لملايين الدولارات وتصدرها قائمة الأعلى إيرادات كل عام، لكن لا تزال جوائز الأوسكار تدير ظهرها لصناعها.

هذا العام -تحديدًا- تجاهلت الأكاديمية في ترشيحاتها، فيلم الرعب Us "نحن" للمخرج جوردن بيل، والذي يدور حول أم تذهب في رحلة مع أسرتها إلى منزل طفولتها، لكن الرحلة تأخذ منعطفًا مرعبًا.

قدمت بطلة فيلم "نحن"، لوبيتا نيونجو أداءً مثاليًا في الفيلم، ورغم ذلك لم تحصد ترشيحًا عن فئة أفضل ممثلة، كذلك لم يجن الفيلم ترشيحًا عن فئة أفضل فيلم هذا العام.

ورصدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها، العلاقة المضطربة بين الأوسكار وأفلام الرعب على مدار التاريخ، بداية من فيلم "عروس فرانكانشتاين" عام 1935، وحتى الآن.

في عام 1960 كسر المخرج ألفريد هيتشكوك قواعد الأوسكار النمطية بترشحه لأوسكار أفضل مخرج عن رائعته Psycho "سايكو"، إلا أن الحظ لم يحالفه رغم ترشحه 5 مرات لنيل الأوسكار.

توالت الأعوام، ونال فيلم الرعب Rosemary’s Baby (طفل روزماري) ترشيحًا لأوسكار أفضل سيناريو، إلا أنه لم يفز بها، وفي حين تلقى الفيلم إشادة نقدية قوية، لكن المديح الذي تلقاه جاء على هيئة إهانة لأفلام الرعب، إذ قالت صحيفة "لوس إنجلوس تايمز" عنه: "الفيلم أفضل بكثير من أن يكون فيلم رعب"، فيما وصفه رئيس موقع "فارايتي" إنه ليس مثل بقية أفلام الرعب.

مرت 45 عامًا منذ طرح فيلم "طفلة روزماري" للمخرج رومان بولانسكي، حتى ترشيح فيلم رعب آخر في أوسكار، ورغم ذلك لم ينل فيلم The Exorcist (طارد الأرواح الشريرة)، أوسكار أفضل فيلم عام 1974، إلا أنه نجح في اقتناص جائزتين.

في ذلك الوقت، تبرأت بطلة العمل ليندا بلير من كون "طارد الأرواح الشريرة" فيلم رعب، إذ قالت: "أي شخص يظن أنه فيلم رعب مخطأ"، لكن إذ لم يكن قصة طفلة تحت حيازة روح شريرة فيلم رعب، إذن ما هي أفلام الرعب؟!

لماذا حب أفلام الرعب

يقول كاتب الرعب ستيفن كينج، إن السبب وراء حب الجمهور لأفلام الرعب، كونها تكسر الحاجز بين الوعي واللاوعي وترينا مخاوفنا غير الواقعية مجسدة أمامنا، بداية من قصص الغول، والأرواح الشريرة، وحتى القتلة المتسلسلين.

وأوضح الكاتب أن أفلام الرعب في الأعوام الأخيرة بدأت تخرج من الصورة النمطية للوحش القاتل، لإظهار جوانب رعب نفسية واجتماعية أكثر، مثل فيلم Hereditary (وراثي)، وMidsommar ميدسمر.

عام 2018، فاز فيلم The Shape of Water (شكل الماء) بأوسكار أفضل فيلم، ورغم كونه يدور حول قصة حب بين بشرية ووحش يشبه السمك، إلا أن الجميع نفى عنه صفة الرعب، فيما عدا مخرج العمل ذاته جييرمو ديل تورو الذي تقبل كونه صنع فيلم رعب برحابة صدر، وتحدث عن هوسه بعلاقة البشر والوحوش.

منذ طرح فيلم "شكل الماء" وحتى فيلم "نحن"، أثبتت أفلام الرعب قدرتها على كسر النمط التقليدي وعبور التصنيفات التقليدية لأفلام الرعب، ورغم ذلك وعلى مدار 91 عامًا، يظل فيلم الرعب الوحيد الفائز بأفضل فيلم هو "صمت الحملان"، لكن يظل الأمل موجودا في ظل تطور الصناعة بسرعة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة