أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

كورونا وتعليق رحلات العمرة

الخميس، 06 فبراير 2020 11:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وفرضه الله على المسلمين لمن استطاع إليه سبيلا، والعمرة جزء من الحج، فكل حاج يؤدى أركان العمرة، إلا أن هناك بعض الاختلافات الجوهرية، أهمها أن الحج له توقيت محدد وأشهر معلومات كما أخبر القرآن الكريم، بينما العمرة لا تتقيد بذلك، فيمكن أن يعتمر المسلم في أي توقيت من العام، النبى صلى الله عليه وسلم أدى فريضة الحج مرة واحدة، وقد عرفت بحجة الوداع، إلا أننا فى مصر نرى من يحج مرتين وثلاثة وخمسة، ليتحول الحج إلى وسيلة للتباهى والفخر، فهذا يقسم أنه لا يكذب أبدا فقد حج بيت الله 7 مرات، وهذا لا يخرج زكاة ويترك أولاده دون مدخرات أو  سند بدعوى رغبته فى الحج للمرة الرابعة أو الخامسة تقربا إلى الله، وهذا يحدث كثيرا خاصة فى صعيد مصر.

البعض الآخر يتعامل مع الله في الحج والعمرة بمنطق نفعى بحت، فالأمر يخرج عن فكرة النية والتقرب والسعى إلى الله، ويتحول من رحلة إيمانية وروحانية خالصة إلى تجارة وبورصة لإسقاط السيئات واكتساب الحسنات بمنطق ساذج وضعيف ليعود بعدها كما كان، يقول "كلما تعتمر وتحج كلما يغفر الله لك وكلما تكون أقرب وأوثق" ، فنتعامل مع الخالق بمنطق بشرى استغلالى، وكأن من يفعل كل المحرمات ويحج أو يعتمر سيدخل الجنة أو يغفر له ما تقدم وما تأخر.

ونحن نستمع إلى تحذيرات العالم من فيروس كورونا وانتشاره فى العديد من دول العالم، يجب أن ندرك مخاطر التجمعات الكبيرة من مختلف الجنسيات التى غالبا ما يكون الحج أو العمرة أجواء مثالية لها، وقد تدفع بصورة كبيرة لانتشار هذا الفيروس القاتل، الذى يهدد سكان واحدة من أهم وأقوى دول العالم "الصين"، لذلك علينا أن نحتاط ونفرض قيودا وضوابط على الحج والعمرة خلال الوقت الراهن، حتى نرى ضوءً أخضر أن الوضع آمن، ولا توجد مخاطر أو مشكلات، وقد أكدت دار الإفتاء المصرية، وهى جهة الفتوى المعتمدة في مصر، أن الحفاظ على حياة الإنسان أهم من أداء الفريضة، ويجوز لمجلس الوزراء أو وزارة الصحة أو الجهة المنظمة للعمرة والحج أن تؤجل أو تعطل أداء فريضة العمرة والحج إذا كان يهدد الحجاج بالإصابة بفيروس كورونا، إعلاء لمنطق درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، وعملا بقول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

العمرة أقل تكلفة وأيسر في الإجراءات، إلا أنها في الوقت الحالي خطر داهم، يجب أن ننظر إليه فى ظل عالم يهدده فيروس لا يرى بالعين المجردة ولا علاج له أو عقار أو تطعيم، فعلينا أن نبادر بتعليق رحلات العمرة، خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الأعداد التى تذهب خلال شهرى رجب وشعبان كبيرة جدا، والزحام خلالها يكون أقرب للزحام فى فترة الحج، بما يمثل بيئة مناسبة لنقل العدوى وانتشار فيروس كورونا اللعين، الذى يهدد العالم، وهذا الأمر يمثل خطورة كبيرة أيضا على المملكة العربية السعودية باعتبارها المستضيف الأول لكل هذه الوفود والجنسيات من دول العالم، وتتحمل مخاطر كبيرة جدا حال انتشار الفيروس بين شعبها.

لا تنظر إلى الموضوع بمنطق دينى أو عاطفى، فلو أننا تعاملنا مع مقاصد الشريعة الحقيقية والفهم السليم للدين لكان علينا أن نتحرك سريعا نحو قرار صائب يتعلق بالعمرة وحركة السفر خلال الأيام المقبلة، التى قد يشهد الفيروس فيها انتشارا أو تحورا يجعله أشد فتكا وخطورة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة