أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

بيلوسى تمزق خطاب ترامب.. نكاية أم عجز؟

الأربعاء، 05 فبراير 2020 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من التوتر هيمنت بصورة كبيرة على خطاب الاتحاد الذى ألقاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمام الكونجرس، وهو الأمر الذى تجسد مع المشهد الأخير، مع تمزيق رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى لنص الخطاب أمام الكاميرات، فى الوقت الذى ضجت فيه القاعة بأصوات التصفيق، والتى يأتى معظمها من الأعضاء الجمهوريين، بالإضافة إلى الضيوف الذين حضروا بناءً على دعوات من البيت الأبيض، سواء من الأمريكيين أو من خارج الولايات المتحدة، وهو ما يمثل انعكاسا لحالة الاستقطاب الحاد غير المسبوق داخل الساحة السياسية الأمريكية، جراء الانقسام العميق بين الحزبين الرئيسيين.

إلا أن مشهد تمزيق الخطاب من قبل سياسية مخضرمة، لها باع طويل فى السياسة، على غرار بيلوسى، يمثل فارقة مهمة، ليس فقط لكونه تصرف خارج عن الأعراف السياسية المتبعة، ولكن أيضا لأنه بمثابة تجسيد لمأزق الحزب الديمقراطى، فى مرحلة تمثل منحى خطير فى السياسة الأمريكية، خاصة وأنه لم يتبقى أكثر من عدة أشهر على انطلاق أشرس معترك انتخابى، تشهده بلاد العم سام فى تاريخها، وهى انتخابات الرئاسة، والمقررة فى نوفمبر المقبل.

تمزيق خطاب ترامب يمثل تنفيسا لحالة الضغط غير المسبوق التى تعانيه رئيسة مجلس النواب، فى ظل فشلها فى مواجهة الرئيس الأمريكى، سواء عبر محاولات التشوية تارة، أو حملات العزل التى أطلقها مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية، تارة أخرى، فى الوقت الذى نجحت فيه الإدارة من الوفاء بأغلبية الوعود التى قطعتها على نفسها منذ عام 2016، سواء فيما يتعلق بالسياسة الخارجية أو فى الداخل الأمريكى.

المأزق التى واجهته بيلوسى وفريقها يتمثل فى نجاح ترامب فى وضعهم فى صراع شخصى معه، بينما كان يعمل جاهدا على توسيع الفجوة بينهم وبين المواطن، وهو الأمر الذى لا يقتصر حتى على المواطنين غير المسيسين، ولكنه امتد كذلك إلى داخل الحزب الديمقراطى، وهو ما يبدو بوضوح فى حالة الانقسام العميق داخله بين القيادات التقليدية، والتى تمثلها رئيسة مجلس النواب، والمرشح الرئاسى جو بايدن، ومن قبلهما هيلارى كلينتون، من جانب، وفريق أخر يحمل رؤى وتوجهات مختلفة تحظى بدعم شبابى كبير، بزعامة بيرنى ساندرز.

تمزيق الخطاب يمثل انعكاسا لحالة من العجز والفشل يعانيها الديمقراطيون فى مواجهة أزمة انعزالهم عن الشارع الأمريكى، فى ظل مواقفهم المتعنتة تجاه قضايا يرى فيها المواطن أن الرئيس يتخذ فيها خطوات واسعة لتحقيق أهدافهم، بينما تطاردهم أزمة أكثر عمقا داخل الحزب، تتمثل فى الانقسام والذى بدأ منذ انتصار ترامب على كلينتون فى 2016، حيث اعتبر قطاع من شباب الحزب أن وصول وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إلى الجولة النهائية فى الانتخابات الرئاسية بمثابة حماقة سياسية فتحت الباب أمام صعود ترامب إلى سدة السلطة فى البيت الأبيض.

موقف بيلوسى الملفت يمثل حماقة جديدة، لأنها كانت كاشفة عن كم الضغوط التى تواجهها، جراء بقاء ترامب المؤكد فى البيت الأبيض، خلال الانتخابات القادمة، وهو ما يعنى استباقا للهزيمة من قبل السياسية المخضرمة، بالإضافة إلى أنه ساهم إلى حد كبير فى تشويه صورتها وصورة حزبها مجددا أمام المواطن الأمريكى.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة