كل شعب وله طريقة.. المعجزات فى تاريخ الحضارات والرسل

السبت، 29 فبراير 2020 06:00 م
كل شعب وله طريقة.. المعجزات فى تاريخ الحضارات والرسل سفينة متخيلة لـ مركب نوح
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البحث عن معجزة كى يكتمل الإيمان أو تأتى البشارة هى طريقة تفكير قديمة ارتبطت بالأديان منذ بدايتها، وربما من قبل الأديان أيضا، ارتبطت بالطمأنينة الإنسانية، والغريب أن يظل البعض يبحثون عن ذلك فى القرن الواحد والعشرين، ومؤخرا فى المكسيك أقدم شخص يبلغ من العمر 38 عاما، على تدمير مزار مريم العذراء فى كنيسة فى غرب المكسيك، لأنه دعواته لمعجزة لم تستجب.
 
فقد سجلت كاميرات المراقبة بالكنيسة لحظة وضع فيها الرجل حقيبته بجوار عمود وسحب منها حجرين بينما كانت هناك امرأة تمشى بعيدا عن منطقة الصلاة بجوار مجموعة من الشموع وقذف بهما أيقونة السيدة مريم العذراء، وقد حددت شرطة الرجل واسمه "خورخى" والذى أكد أنه كان ينتظر معجزة لم تأت ويعيدنا ذلك إلى تاريخ الرسل والبحث فى أشهر معجزاتهم.
 
كانت لكل نبى من معجزات الأنبياء والرسل لكل نبى من أنبياء الله أو رسول من رسله معجزة يتميز بها:

 معجزة نوح عليه السّلام

 بعد أن دعا نوح، عليه السّلام، قومه إلى الإيمان بالله ولم يؤمنوا به، رغم أنّه أطال العهد فيهم حينها أمره الله سبحانه وتعالى بصنع سفينة ليحمل فيها من آمن معه، وقد كانت تلك السفينة من المُعجِزات التى أعطاها الله سبحانه وتعالى لنوح عليه السّلام؛ حيث كانت فى حينها سابقةً لم يشهد لها الناس مثيلاً.

معجزة صالح عليه السّلام

 تميز نبى الله صالح عليه السّلام بمعجزة لم يعط أحد غيره من الناس مثلها، كغيره من أنبياء الله الذين آتاهم الله مما عنده من الأمور الخارقة للعادات، فقد أيّد الله سبحانه وتعالى نبيّه صالحاً بناقة، أخرجها الله لقوم صالح من الصّخر، بعد أن طلبوا منه ذلك حتى يصدّق نبوّته وما جاءهم به من عند الله، ورغم أنّ مجرد إخراج الناقة من صخرة صمّاء يُعدّ مُعجِزةً بحدّ ذاتها إلا إن تلك الناقة كانت فى جميع تفاصيلها مُعجزةً؛ حيث كان من إعجازها أن خُصِّص لها شرب يوم من النبع الذى يشرب منه قوم صالح، فتشرب بقدر ما يشرب قوم صالح جميعهم، بينما كان لقومه شرب يومٍ آخر غير يوم شرب الناقة، وكان من إعجازها كذلك أن تعطيهم يوم شربها لبناً ليشربوه بقدر ما أخذت من نبعهم فيكفيهم ذلك اليوم، حتّى عقرها أحدهم بعد مؤامرةٍ دبّرها القوم لأجل ذلك، فعذّبهم الله بفعلتهم.

 معجزة سيدنا إبراهيم عليه السّلام

 بعد أن دعا سيّدنا إبراهيم عليه السّلام قومه إلى عبادة الله وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام، وحاججهم لأجل ذلك بكل الوسائل والسبل، كذبوه وآذوه، فحطّم أصنامهم ليُثبت لهم ضعفها وقلّة حيلتها، وأنها مجرّد حجارة لا تضرّ ولا تنفع، فلمّا عجز القوم عن دفع حجج إبراهيم الكثيرة والتى توافق جميعها المنطق وتخالف ما يعتقدون، حينها أجمعوا على حرقه بالنار حتى لا تتضرّر آلهتهم التى أصبح إبراهيم يُهدّدها.

 

ولحرق سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، جمع قوم إبراهيم حطباً كثيراً، ثمّ جعلوا ذلك الحطب فى حفرة عميقةٍ من الأرض، وأشعلوا النار فيها، فكان لهيبها مرتفعاً جداً، وشررُها من عِظمه يتطاير، ثمّ وضعوا إبراهيم -عليه السّلام- فى منجنيق، مخافة أن يصيبهم شررها أو حرُّها الشديد، وألقوه فى النار.
 
وقد أتاه جبريل وهو فى الهواء، فقال له: (ألك حاجة؟ فقال: أمَّا إليك فلا، وأمّا من الله فبلى)، حينها جاءت المعجزة الإلهيّة لإبراهيم بقول الله تعالى: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)، فلم تحرقه تلك النار على عِظَمها وشدّة حرِّها، ولم تحرق سوى وَثاقِه الذى ربطوه به، فكانت تلك المُعجِزة خرقاً لجميع الأعراف والعادات، إذ إنّ من الطبيعى أن تحرق النار جميع ما تلمسه أو تقترب منه، لكنها لم تؤذِ إبراهيم مجرّد إيذاء.

 معجزات سيّدنا موسى

معجزات نبى الله موسى -عليه السّلام- كثيرةٌ متعددة، بل إنّها أكثر من أن تُذكر، وذلك لكونه أرسل إلى قوم معروفين بقوّة سحرهم، والتَّحكم بالأبصار، والتلاعب بعقول الناس، لذلك كانت معجزاته تتلاءم مع القوم الذين اُرسل إليهم، أمّا أهمُّ مُعجِزات موسى عليه السّلام، فمنها معجزة العصا، معجزة انفلاق البحر

 معجزات سيدنا عيسى

 معجزات نبى الله عيسى كذلك كثيرة، ولعل أهمها على الإطلاق مولده بلا أب وكلامه فى المهد ليُخبر الناس بصدق قول أمّه مريم، ويبلغهم أنّه نبى الله إليهم، ومن مُعجِزاته أنّه كان يصنع من الطين طيراً ثمّ ينفخ فيه فيطير بأمر الله، وأنه كان يُبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ويُنبئ الناس بما يدّخرون فى بيوتهم، كما كان عيسى -عليه السّلام- يُحيى الموتى بأمر الله.

مُعجِزات سيّدنا محمّد 

إنّ معحزات نبى الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- تربو على الألف كما يقول الإمام ابن قيم الجوزيّة، أمّا أعظم تلك المُعجِزات على الإطلاق فهى القرآن الكريم، وهو كلام الله التى تحدى الله بها قريش وهم أهل الفصاحة والبلاغة، فعجزوا عن الإتيان ولو بسورةٍ من مثل القرآن أو أدنى من ذلك، ومن مُعجِزات رسول الله ما حصل وانتهى، ومنها ما حصل وما زال باقياً حتى يشاء الله، فالقرآن العظيم مُعجِزة الله الخالدة والآية الباقية الدائمة، فلا يمكن أن يتغير أو يتبدَّل، أما مُعجِزات رسول الله التى انتهت فمنها ما جرى فى حادثة الإسراء والمعراج، انشقاق القمر، تكثير القليل من الطعام بين يديه، أن ينبع الماء من بين أصابعه، حنين الجذع.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة