أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

حرب دعائية واتهامات بالعنصرية بين الصين وأمريكا على خلفية كورونا

السبت، 22 فبراير 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتوقف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهى حرب تضمنت معارك دعائية وإعلامية، تزامنت مع إجراءات وتشريعات تفرض قيودا على الصادرات الصينية، وهو ما ردت عليه بكين بالمثل، لكن أزمة فيروس كورونا التى تضرب الصين تحولت هى الأخرى إلى مجال لتحرك الإعلام الأمريكى بما يتجاوز التغطية الإعلامية، واللافت للنظر أن كل طرف يتهم الآخر بالتضييق على حرية الإعلام والتعبير، وتوظيف كورونا لتحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر.
 
واضح بالطبع أن الصين هى الطرف الذى يحسر من فيروس كورونا، وتعرضت مصالح بكين للضرر، بسبب إجراءات الحظر وتعطل الصفقات التجارية التى تقدر بمليارات، وترى أن الأمريكان يستغلون الفيروس بشكل انتهازى، وقد اتهمت الصين الصحف والإعلام الأمريكى باستغلال خطر فيروس كورونا فى شن حرب دعائية، من خلال تقارير وفيديوهات تهاجم الصين وتتهم السلطات بالتعتيم على أخبار كورونا، وأيضا بنشر تفسيرات طبية غير صحيحة عن الفيروس وضحاياه، وترى الصين أن الإعلام الأمريكى يشارك فى حملة دعائية مضادة لا تراعى القواعد المهنية والإنسانية، من خلال نشر صور وفيديوهات مفبركة تتهم الصينيين بالمسؤولية عن الفيروس، متجاهلة القواعد الطبية والعلمية. 
 
اللافت للنظر أن التضييق على الإعلام، جاء من الولايات المتحدة أولا، حيث اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات ضد وسائل الإعلام الصينية أعادت التذكير بما اتخذته تجاه الإعلام الروسى وقت تصاعد الحملات الروسية الأمريكية، حيث قررت الخارجية الأمريكية اعتبار خمس وسائل إعلام صينية حكومية بعثات دبلوماسية أجنبية، فى مقدّمتها وكالة «شينخوا» للأنباء وشبكة التليفزيون العالمية الصينية «سى جى تى إن»، وهذا القرار يعرض وسائل الإعلام الصينية لقواعد مشددة فى العمل والتحرك، وهو ما انتقدته الصين، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية جينج شوانج، إن الولايات المتحدة لطالما نادت بحرية الصحافة، لكنها تتدخل فى العمل المعتاد لوسائل الإعلام الصينية فى الولايات المتحدة وتعرقله، محذرا «نحتفظ بحق الرد على هذه المسألة».
 
من جانبها اتهمت الصين الإعلام الأمريكى بتعمد نشر شائعات وتقارير ومقالات تحمل معلومات خاطئة، حيث اتهمت الصين صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بنشر مقال عنصرى وطلبت اعتذار الصحيفة، وألغت اعتماد ثلاثة من مراسلى «وول ستريت» لديها، بعد مقال «الصين مريض آسيوى حقيقى»، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية: إن وول ستريت نشرت مقالة تشوه جهود الحكومة الصينية والشعب الصينى فى مكافحة الوباء. 
 
وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو اعتبر قرار إلغاء تصاريح المراسلين تقييدا لحرية التعبير، لكن المتحدث باسم الخارجية الصينية قال: «هذه ليست مسألة حرية التعبير كما يقول بومبيو، لقد نشرت «وول ستريت» مقالا يشوه صورة الصين بعنوان تمييزى وعنصرى يعكس افتقار الحقائق الأساسية والأخلاق المهنية، وأضاف: «بما أنه قام بتنصيب نفسه نصيرا لحرية التعبير، هل يعتقد بومبيو أن صحيفة «وول ستريت جورنال» لديها الحق فى إهانة الآخرين بشكل تعسفى، من دون رد لمن أهينوا، ونفى المتحدث الصينى أن يكون إلغاء تصاريح مراسلة وول ستريت ردا على القيود الأمريكية ضد وسائل الإعلام الصينية فى أمريكا، وقال: «يجب على وسائل الإعلام التى تتعمد الإساءة إلى الصين وتستخدم أساليب تمييزية وعنصرية وتشوه صورة الصين بخبث أن تتحمل عاقبة ذلك، أما بالنسبة لقرار الولايات المتحدة تصنيف خمس مؤسسات إعلامية صينية كبعثات أجنبية، فنحن نحتفظ بالحق فى اتخاذ المزيد من الإجراءات«.
 
ويبدو أن كورونا يجدد الحرب الدعائية، ويدفع الإعلام فى البلدين للانحياز إلى مصالح بلاده بصرف النظر عن العواقب، لا فرق بين الحرب التجارية والفيروسية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة