أكرم القصاص - علا الشافعي

عبده زكى

خالد صلاح.. وماذا بعد؟

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 04:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما كان هذا المقال الأصعب في حياتى، ليس لأن مضمونه يعبر عن المسئول الأول في المؤسسة التي أتشرف بالانتماء إليها، ومن ثم يرى البعض شهادتي مجروحة، ولكن لأن البداية صعبة حقا، وصعوبتها تأتى من كثرة البدايات التي تلاحق ذهنى، فمن أين ابدأ؟

هل أبدأ من يوم كنا فيه نحن الصحفيين القدامى نسخر من اهتمامه بالصحافة الإلكترونية، ونحاول الفرار منها للعمل بالمنتج الورقى، قبل أن نكتشف خطأنا ونعاود الهرولة نحو الديجيتال؟

أم أبدأ بالحديث عن إبداعه فى فن الإدارة، نعم سأتحدث عن هذا الجانب، وأحاول أن ألخصه بقليل من الكلمات فأقول: خالد صلاح استطاع تحقيق المعادلة الأصعب، حين جمع بين الحب والخوف، حب جعل أصغر صحفى "سنا"، يتعامل معه كصديق، وخوف أو تقدير جعل أكبر صحفى ينفذ ما يريد دون نقاش، وبمنتهى الرضا.

خالد صلاح خلق ولاء منقطع النظير، للمؤسسة، ولما لا وهو الذي تواجد بين الزملاء، ناقش مشكلاتهم، وساهم في حلها أو أغلبها، وحافظ على مشاعرهم وكتم أسرارهم التي كشفوها له.

وخالد صلاح وأد الضغينة في نفوس الصحفيين، ففي مؤسستنا لا تشعر بوجود رئيس ومرؤوس، بل الجميع يؤدي مهام متنوعة، ينفذ سياسة تحريرية واحدة، بعضنا ينتج وبعضنا يراجع وبعضنا ينشر، لا فرق بين كبير وصغير، هكذا نشأت اليوم السابع وترعرعت بقوانين لا تقبل تجاوزها، وتلفظ من لا يحترمها.

خالد صلاح لم يمارس الإدارة بعشوائية، يبدو أنه درس فنونها، وطبق قوانينها فلا تجده يتوانى عن التدخل المباشر لحل المشكلات مع ترك مساحة لمعاونيه، بعد أن يعطيهم الخطوط العريضة، فيعتقدون أنهم ينفذون رؤيتهم وهم في الحقيقة ينفذون توجيهاته ولا يشعرون.

ونجح في خلق بيئة أمنة سيكولوجيا، حيث استمع لكل الآراء وحماها من التنمر والسخرية، فبات الجميع يدلى برأيه بحرية وأتصور أن خالد صلاح استفاد من هذه الحالة، فهو ييقن أن الإنسان مهما علت قدراته تظل منقوصة.

وامتلك قدرة عجيبة على التواصل مع الصحفيين، وتداخل أحيانا في مشاكلهم الشخصية وتوثقت العلاقة بين الطرفين فمن الصحفيين من اعتبره أب ومنهم من وجد فيه أخا ومنهم من رآه صديقا، لكن الأهم كانت في قدرته على التفريق بين الشعور الإنسانى والعمل، فالعلاقات الإنسانية لم تؤثر على العمل ومن استغلها خسر كثيرا.

وخالد صلاح في تصورى كان ذكيا جدا حين تعامل وفق المعطيات السابقة، فقد خلق ولاء منقطع النظير في نفوس جميع الصحفيين تجاه مؤسستهم، لذا كان طبيعيا إذا أن تصبح اليوم السابع رائدة الصحافة المصرية والعربية، وتحصد الجائزة تلو الآخرى، وكان طبيعيا أن يعلن نادى دبى للصحافة اليوم فوز اليوم السابع بجائزة الصحافة العربية فئة الصحافة الذكية، وهى جائزة مخصصة للمؤسسات الصحفية الرائدة، على صعيد تطور صالات التحرير وآليات إنتاج المحتوى وفق تقنيات ذكية متطورة، ويظل السؤال قائما: ماذا بعد، وإلى أين بنا صاعد يا خالد؟

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة