الفنان سامح الصريطى: الحروب الإعلامية تفوق فى تأثيراتها معارك الجيوش

الخميس، 17 ديسمبر 2020 02:47 م

تكريم الفنان سامح الصريطى فى ندوة عن العلاقة بين الإعلام والثقافة

كتب محمد صبحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الفنان سامح الصريطى، أن الثقافة هى منتج شعبى، وخط الدفاع الأول عن الأمة، فهى نمط حياة وإذا حدث خلل فيها يسهل على أى عدو أن يسيطر على الدولة، موضحا أن مصر بحضارتها شكلت مصدر ثراء ثقافى وفكرى وحضارى للعالم بأسره.

وأضاف الفنان سامح الصريطى، أن الإعلام يمكن أن يسهم بدور كبير فى بناء الإنسان من خلال تسليحه بالعلم والمعرفة، وغرس القيم الأصيلة، ومساندة وحماية ثقافة المجتمع، والتعبير عن هموم أفراده، وأن ينقل نبضه، وأن يساهم فى الارتقاء بوعيه، أما أن يكون الإعلام فى واد والناس فى واد آخر، فهذا يعنى أنه لم يعد معبرا عنهم.

وشدد الصريطى على أن التطورات المتلاحقة التى أتاحتها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ساهمت فى تقريب المسافات بين الناس حول العالم، إلا أنها يمكن أن تُستخدم فى تفتيت الدول، وتقسيمها، مشيرا إلى أن الحروب الإعلامية، وما يسمى بــ "حروب الجيل الرابع" تفوق فى تأثيراتها الحروب والمعارك التى تشارك فيها الجيوش.

وطالب الصريطى، الإعلام أن يلعب دور قوى فى مواجهة التحديات التى تواجهها مصر، وأن يعمل على ترسيخ القيم المصرية الأصيلة، مشددا على أن وسائل الإعلام الناجحة هى تلك التى تساهم في بناء الدولة، وليس تلك التى تسعى من أجل "الإثارة والمكسب والبحث عن التريند" ، فالإعلامى لا يقل دوره عن الجندى الذى يحارب من أجل حماية بلده.

وشدد على أنه يجب التركيز على الاستثمار فى مصادر قوتنا الناعمة بما يساعد فى نقل الصورة الحقيقية عن مصر فى الخارج، مطالبا الدولة بتقديم تسهيلات لمنتجى الأفلام المصريين والعرب والأجانب الراغبين فى التصوير فى الأماكن السياحية فى مصر، لأن ذلك يفوق فى تأثيره أضعاف ما يمكن تحقيقه من خلال الحملات الترويجية للمقاصد السياحية المصرية فى الخارج.

وأكد الصريطى أن مؤسسات الدولة الثقافية، والأعمال التى تقدمها تبقى هى رمانة الميزان، حيث تتعامل مع الفن كخدمة ثقافية ذات رسالة تنويرية، مطالبا بدعم حكومي لتلك المؤسسات ومن بينها قصور الثقافة، وقطاع الإنتاج، متابعا أنه يجب على الدولة كذلك أن تدعم الطبقة المتوسطة التي ساهمت بدور كبير خلال تاريخ مصر على حماية الذوق العام بفضل وعيها الفكري والثقافي ، ودورها الحضارى.

جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة لكلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة، حول العلاقة بين الثقافة والإعلام، والدور الذى يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام فى ظل التحديات التى تواجهها الدولة المصرية فى المرحلة الراهنة ، ودور الفن فى تنمية المجتمع وتدعيم قيمه وثقافته، بمشاركة الدكتور عبدالحى عبيد مدير الجامعة، والدكتورة نرمين خضر عميد كلية الإعلام.