وأعرب بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - عن أمله في ألا تتسبب ردود الفعل الأخيرة، السياسية والطائفية والقانونية، في تعطيل مسار التحقيق القضائي في حادثة انفجار ميناء بيروت البحري التي تسببت في سقوط 200 قتيل وقرابة 6 آلاف مصاب فضلا عن آلاف المنكوبين الذين تهدمت منازلهم.


وأشار إلى أنه يتطلع ألا تتسبب ردود الفعل الأخيرة إزاء التحقيقات في خلق انقسام وطني على أساس طائفي، مؤكدا عدم وجود مبرر لهذا الأمر، وأن هناك حرصا لدى الجميع على موقع رئاسة الحكومة وسائر المواقع الدستورية والوطنية والدينية، غير أن هذا الحرص لا يُفترض أن يتعارض مع سير العدالة.


وقال: "العدالة هي أساس الملك، ولذا نحن لا نحمي أحدا ولا نتدخل في شأن أي تحقيق قضائي. همنا حق الشعب وجميع الناس وأولهم المسئولون، تحت سقف العدالة والمحاكم المختصة، وتحقيق العدالة هو ما يصون كل المقامات والمرجعيات".. داعيا إلى أن ترفع القوى السياسية والطائفية والمذهبية أياديها عن القضاء اللبناني حتى يتسنى له تحقيق العدالة المنصفة بعيدا عن الكيدية والانتقام واختلاق الملفات.


من جانبه، انتقد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مشيرا إلى أنه كان ينبغي أن تتشكل الحكومة في وقت قياسي إنقاذا للأوضاع شديدة التدهور.


وقال المطران عوده - في كلمة خلال عظة الأحد وإحياء الذكرى الـ 15 لاغتيال الكاتب الصحفي جبران تويني رئيس تحرير جريدة (النهار) الراحل - إن المصالح الخاصة لدى المسئولين اللبنانيين أهم من الشعب ومآسيه، الأمر الذي حدا بالعالم أجمع أن ينصح اللبنانيين بكيفية الخروج من الأزمات والمشاكل التي يشهدها لبنان، في الوقت الذي يتجاهل فيه السياسيون اللبنانيون مطالب الشعب بدلا من أن يكونوا في خدمتهم.


وأضاف: "لبنان فقد كل مقومات الحياة في ظل حكام بعيدين كل البعد عن مفاهيم الحكم والحكمة. لقد أصبح المواطن عاجزا عن شراء رغيف الخبز ليطعم أبناءه، بعد أن فقد منزله وعمله وجنى عمره".