أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

الموت من أجل الحبيب

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"هو فيه حد ممكن يموت عشان حد ..الإجابة أيون"، والدليل ما حدث في قرية المنيرة التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بالقليوبية، عندما فارقت سيدة الحياة حزنًا على شريك حياتها بعد وفاته بـ 90 دقيقة فقط، فقد عاش الاثنين معًا على مدار 55 سنة، كان "الحب" بمثابة القاسم المشترك بينهما، لا يعرف لسانه أن يستريح لأحد إلا لها، ولا تطمئن هي لأحد إلا له، فقد عاش معًا، ورحلا معًا.

 

ما جرى في القليوبية، لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، وإنما سبقها وقائع مماثلة، تؤكد أن ارتباط الأرواح أقوى بكثير من ارتباط الأجساد، فقد تابعت ـ بصفتي متخصصًا في صفحات الحوادث ـ واقعة إنسانية قبل عدة سنوات من الآن، برهنت على أن تلاقي الأرواح أقوى بكثيرًا من تلاقي الأجساد.

 

الأمور كانت هادئة بالقرب من سوق التوفيقية بالقاهرة، حتى شعر الأهالي برائحة كريهة تخرج من شقة يقطنها مسن وزوجته، أبلغوا الجهات المعنية، وبعد تقنين الأوضاع، تم فتح الباب ليكتشفوا وجود جثة سيدة متعفنة وبجوارها زوجها في حالة إغماء.

 

التفاصيل والمعلومات كشفت عن جانب إنساني، وحب كبير، وارتباط روحي بين الاثنين، حيث ماتت السيدة المسنة، وبدلًا من أن يسارع الزوج المسن في دفنها، قرر الرحيل معها، حيث حضن جسدها وظل بجوارها لمدة 5 أيام دون أكل، حتى أغمي عليه، وبدأت رائحة زوجته تخرج خارج الشقة ليشعر الجيران بها، ويتم اكتشاف الأمر، ونقل الزوج في حالة صحية سيئة للمستشفى، وعندما فاق بكى عليها مؤكدًا رغبته في الرحيل معها، فلن يضيق الحياة بدونها.

 

الأغرب من ذلك كله، أن الجيران طوال هذه السنوات لم يعرفوا اسم الزوج أو الزوجة، فقد دأبوا على سماعه يناديها :"حبيبتي" فترد عليه: ـ"حبيبي".

 

هذه الواقع التي أفرزها الواقع، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أنه وسط حالة "الارتباك الزوجي" التي أصابت بعض بيوتنا الآن، مازال كثيرون ينعمون بالحب والدفء والاحترام، ترفرف فوق جدران منازلهم "السعادة".

 

ربما اختلف الأمر بعض الشىء خلال هذه الأيام، وظهرت ثقافة "العند" بين الزوجين، وباتت بعض الزوجات غير قادرة على احتواء شريك حياتها، غير قادرة على تحمل مسئولة المنزل، يضرب الإهمال يومها، ويقطع الحياة الزوجية عُقم تفكيرها ونفاذ صبرها، وبعض الرجال غير عابئن بتحمل المسئولية، لا يجيدون حلًا المشاكلهم، ومن ثم تأتي الاحصائيات الصادمة عن حالات الطلاق اليومية، التي ربما تصل لوقوع حالة كل دقيقة، أضف إلى ذلك وجود المدخلات الحديثة لحياتنا، ما بين سوشيال ميديا ودراما غير هادفة أحيانًا، واختفاء دور الأسرة، لتكون المحصلة النهائية "خلاف" و"عراك" مستمر يهدم جدران "عش الزوجية" في بعض المنازل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة