سفير اليونان: تربيت في بورسعيد وعلاقتنا بمصر نموذجا نموذجا يحتذى به

الخميس، 10 ديسمبر 2020 03:00 م
سفير اليونان: تربيت في بورسعيد وعلاقتنا بمصر نموذجا نموذجا يحتذى به جانب من الندوة
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، سابع ندوات سلسلة أمسيات مبادرة: (علاقات ثقافية)، التى واصل تنظيمها قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة الدكتورة سعاد شوقى، احتفاءً بدولة اليونان، بمشاركة السفير نيكولاوس جاريليدس سفير اليونان بالقاهرة، والسفير محمد فريد منيب، مساعد وزير الخارجية المصرى سابقًا وسفير مصر السابق بأثينا، وأدارها الدكتور هشام عزمى.

جانب من الندوة
جانب من الندوة

 

وأشار الدكتور هشام عزمى، إلى أهمية هذه الأمسية، التى تمثل الأمسية السابعة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة علاقات ثقافية، حيث تابع قائلا: "لقد شهدت هذه القاعة ست ندوات ثرية عقدت خلال الأسابيع الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك وتلتها احتفالية الصين ثم احتفالية كولومبيا واحتفالية إسبانيا ثم احتفالية روسيا، وأخيرًا إندونيسيا منذ قرابة أسبوعين، وظنى أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر وهذه الدول، التى ربما لم تكن معروفة للبعض أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها وتأثيرها على العلاقات بين الدولتين على أقل تقدير، ولعل من أهم ما كشفت عنه هذه الندوات الدور الذى لعبته الثقافة والفنون فى دعم العلاقات بين مصر وهذه الدول، بل إن العلاقات الثقافية وبروتوكولات التعاون الثقافى ربما تكون قد سبقت تاريخيًا إقامة العلاقات الدبلوماسية فى بعض الأحيان.

ولفت الدكتور هشام عزمى، إلى أن العلاقات المصرية اليونانية تعد نموذجًا يحتذى به من جهة عمقها التاريخى وأصالتها، وأكد أن الجالية اليونانية شكلت ركن ومكون رئيسى على جانبى الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصرى بشكل خاص، كما أشار إلى أهمية ما عكسته زيارة اليونان خلال الشهر الماضى من قبل فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، واستقباله بواسطة فخامة رئيسة دولة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو، وهى الزيارة الثالثة خلال الخمسة أعوام الأخيرة، مما يشير إلى تميز العلاقات على مختلف الأصعدة بين الجانبين، كما أن قيمة مبادرة: (علاقات ثقافية) تتجاوز حدود کونها نشاطًا أو فعالية ثقافية يقتصر تأثيرها على حضورها ومشاهديها، لكن الهدف الأهم والأسمى لها هو أن تعمل على تطوير العلاقات الثقافية بين مصر والدول الصديقة والارتقاء بها إلى أفاق ارحب بغية تعزيز العلاقات وأواصر التعاون بينها.

 

وقال السفير اليونانى نيكولاس جاريليدس، إلى أن عائلته عاشت فى مصر منذ باع طويل يزيد عن مائة عام، كما أوضح أنه ولد فى محافظة بورسعيد الباسلة ودرس فى العاصمة المصرية، وأقام بها فترة طويلة من عمره، وأكد على عمق العلاقات الثقافية اليونانية المصرية، وأن بلاده تأمل فى مواصلة الحراك الإبداعى مع مصر فى مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وأشار السفير اليونانى نيكولاس جاريليدس، إلى أهمية العلاقات الثقافية والإنسانية التى تعد ركيزة للصداقة بين البلدين، مشيدًا بالدور الثقافى البارز الذى تقدمه مصر نحو دعم سبل السلام بين شعوب المتوسط، مؤكدًا على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين مصر واليونان فى العصرين القديم والحديث.

ولفت السفير اليونانى نيكولاس جاريليدس، إلى أن استضافة مصر لمنتدى "كفافيس" الذى يحمل اسم الشاعر اليونانى الكبير قسطنطين كفافيس ابن الإسكندرية، دليلًا على قوة هذه العلاقات، كما أن هذا الشاعر قدم إنتاجا كبيرًا من الأشعار العالمية، وأكد أن منتدى "كفافيس" الذى انطلق منذ حوالى 36 عامًا، يشمل عدة أنشطة وفعاليات ثقافية، لافتا إلى القيمة الكبيرة التى تحملها أعمال وأشعار الشاعر كفافيس وعن علاقاته بمدينة الإسكندرية، وهو ما يعد رافدًا ثقافيًا مهمًا يضاف إلى التراث الحضارى الكبير الرابط بين مصر واليونان، الذى يعود إلى عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وصولًا إلى التاريخ الحديث الذى شهدت العلاقات اليونانية المصرية تطورات إيجابية كبيرة فى عصر محمد على.

حضور فى الندوة
حضور فى الندوة

 

 

ومن جانبه أكد السفير المصرى السابق باليونان محمد فريد منيب، على سعادته بدعوة المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة فى هذه الفعالية المهمة التى تؤكد عمق العلاقات الثقافية بين مصر واليونان، وعلى عمق العلاقات الثقافية الممتدة بين الجانبين منذ فجر التاريخ، واستشهد بعدة معالم اأثرية للحضارة المصرية العريقة مثل معبد "إيزيس" المتواجد بجزيرة كريت اليونانية.

وأوضح أنه مؤشر كبير للمحبة التى يكنها الشعب اليونانى لمصر منذ القدم، فبالتأكيد عبادة أبناء حضارة الإغريق لإحدى آلهة المصريين القدماء مثل "إيزيس" يعكس عمق المحبة والألفة لمصر، ولا شك أن الإسكندرية التى شيدها الإسكندر الأكبر هى المنارة الثقافية للعالم والرمز الثقافى العريق، التى مازالت تحمل أحيائها أسماء يونانية حتى اليوم مثل: "جليم" و"باكوس" و"جانكليس"، وهو ما يشير إلى عمق تأثير الجاليات اليونانية فى الثقافة المصرية، تلك الجاليات التى تميزت عن نظيراتها الفرنسية أو الإنجليزية بعدم ارتباطها بطبقة محددة وانحصارها فيها مثل الطبقة الأرستقراطية، كما أنها لم تكن تتمركز بالقاهرة أو الإسكندرية فحسب، بل تغلغلت اجتماعيًا فى المجتمع المصرى واستقر اليونانيون فى شتى بقاع مصر؛ فكانت هناك جالية يونانية فى أغلب المحافظات والقرى؛ لتشمل الجالية اليونانية فى "زفتى" و"كفر الشيخ" إلخ، كما تطرق إلى أهمية دور الكنيسة فى الترابط بين الشعبين، والتعاون المشترك فى جميع المجالات ومن أهمها المجال الثقافي.

 وأكد السفير محمد فريد منيب أن العلاقات الثنائية بين الجانبين مميزة ومثالية على مختلف الأصعدة وأهمها الجانب الثقافى، وتابع مشيدًا بترجمة العديد من الأعمال الأدبية لطه حسين ونجيب محفوظ، وكذلك أشعار الشاعر "كفافيس" وما تمثله جائزته من قيمة كبيرة فى مجال الشعر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة