أكرم القصاص - علا الشافعي

سقوط عصابة البجع فى تركيا بعد استقالة صهر أردوغان.. جناح الفساد داخل حزب العدالة والتنمية يصبح بدون غطاء بعد خروج بيرات البيرق من الحكومة.. اتهامات لأردوغان برعاية الفاسدين بالحزب لتصفية خلافاته مع المعارضين

السبت، 21 نوفمبر 2020 06:27 م
سقوط عصابة البجع فى تركيا بعد استقالة صهر أردوغان.. جناح الفساد داخل حزب العدالة والتنمية يصبح بدون غطاء بعد خروج بيرات البيرق من الحكومة.. اتهامات لأردوغان برعاية الفاسدين بالحزب لتصفية خلافاته مع المعارضين اردوغان
كتب:محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شنت صحيفة أحوال تركية المعارضة هجوما عنيفا ضد نظام اردوغان، حيث توقع سقوط وانكشاف مجموعة الفساد داخل حزب العدالة والتنمية التى كانت محيطة ببيرات البيرق صهر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان والذى استقال مؤخرا من وزارة الخزانة بالحكومة التركية.

وأشارت الصحيفة فى افتتاحيتها إلى رواية الإثارة القانونية المعروفة باسم" قضية البجع"، التى صدرت فى 1992 للمؤلف جون غريشام قبل أن تتحوّل إلى فيلم، وتروى القصة مصير طالب فى كلية الحقوق، كتب تقريرا بعد مقتل اثنين من قضاة المحكمة العليا المختلفين أيديولوجيا فى الولايات المتحدة.

وأوضحت أن فى تركيا، تحمل قضية البجع معنى مختلفا تماما. فهى إشارة لعصابة البجع، وهى جناح من حزب العدالة والتنمية الإسلامى الحاكم، ويُعتقد أن صهر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير المالية السابق بيرات البيرق يقودها.

 

وأضافت:"لا يزال مستقبل المجموعة السرية، التى تضاعف نفوذها فى تركيا من خلال تشويه المعارضة على الشبكات الاجتماعية ونشر معلومات مضللة، غير واضح مع استقالة البيرق غير المتوقعة."

 

وتابعت :"اشتهرت العصابة لأول مرة بعد أن صدرت وثيقة فى 1 مايو 2016 تحت عنوان قضية البجع، وحددت نقاط الخلاف بين أردوغان ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو. وفى الشهر التالى، استقال داوود أوغلو من منصبه، فى خطوة فُسرت على نطاق واسع على أنها تهميش للوزير من الرئيس.

ويعتقد الكثيرونّ بأن المجموعة بقيت تحت قيادة البيرق وشقيقه الأكبر سرحات، وهو الرئيس التنفيذى لمجموعة تركواز الإعلامية الموالية للحكومة. ويُعتقد أنها تتطلع إلى تعيين البيرق على رأس حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد الرئيس رجب طيب أردوغان".

 

وأضافت :"لكن، ووفقا للصحفى التركى، فرات أرز، الذى كان من بين أعضاء مؤسسة "بوسفور غلوبال" الفكرية، تبقى العصابة قريبة من أردوغان بقدر ما هى قريبة من عائلة البيرق، وحيث أكد أن رئيس المجموعة، صهيب أويوت، وزوجته هلال كابلان، يقدمان تقارير لأردوغان كل ثلاثة أشهر حول أنشطتها."

 

وأوضحت أنه يُنظر إلى اجتماع سنة 2019 بين أردوغان ومؤسسة "بوسفور غلوبال"، التى تُعتبر جزءا من آلة الدعاية للحكومة التركية، على أنها دليل على العلاقات الوثيقة بين الرئيس التركى وعصابة البجع.

 

ونشرت "بوسفور غلوبال" تغريدة وصورة، جمعت مساعد أردوغان فخر الدين ألتون، ورئيس مركز "بوسفور غلوبال" سلمان أوغوت، وهلال كابلان، ونائب رئيس المؤسسة.

 

 

وفقا للصحفى إيفى كريم سوزيرى، استهدفت المجموعة داوود أوغلو فى يونيو 2015، كما يتضح من مقال لأوغوت فى مجلة أكتويل التابعة لمجموعة تركواز. وعندما ننظر فى سجل عصابة البجع، نرى وثائق كشفت عنها مجموعة القرصنة اليسارية التركية "ريد هاك" فى 2016، حيث نشرت رسائل بريد إلكترونى زعمت أنها للبيرق.

 

أظهرت المعلومات التى كشفت عنها رسائل البريد الإلكترونى أن الأكاديمى، إدريس كارداش، هو الذى أسس هذه المجموعة فى سبتمبر 2015. وتلقى البيرق هذه المعلومات من أوغوت. ورفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين تحدّثوا عن هذه الرسائل وسجنوا لأشهر.

 

تضمنت بعض الأسماء المقترحة لتشكيل مجلس الإدارة فى البريد الإلكترونى فى ذلك الحين أوزغوت وصالح تونا والمؤلف صادق أوناى ومالك ألتينوك ورجل أعمال لم تحدد هويته، من بين آخرين.

 

تشكلت المجموعة، ثم بدأت مرحلة البحث عن مقر. ويعرف اليوم باسم قصر البجع، بعد تأجيره لمؤسسة "بوسفور غلوبال". ويعرف الجميع أن مركز الأبحاث هذا كان واجهة لعصابة البجع. وتؤكد الوثائق التى كشفت عنها مجموعة القرصنة "ريد هاك" على صفحة مدونة مخصصة لهذا العقار أن الإيجار الشهرى بلغ 20 ألف ليرة. وحسب الصحفى فرات أرز، جاء التمويل من ميديبول، وهو مستشفى وكلية طب رائدة أسسها فخر الدين قوجة، الذى عيّنه أردوغان وزيرا للصحة.

 

وأصبحت المجموعة فى دائرة الضوء بعد استقالة داوود أوغلو فى 2016، واستمدت قوتها من الشبكة الواسعة التى أطلقتها عبر تركيا، بحضورها الممتد من الإعلام إلى القضاء، ويُعرف أنها لا تستهدف المعارضة التركية فقط. فهناك العديد من الشخصيات الإسلامية التى تقف ضدها، بما فى ذلك بعض الصحفيين الإسلاميين فى البلاد. كما كانت جوهر العديد من المناقشات حول حزب العدالة والتنمية الحاكم لسنوات.

 

وأثار مقال لديليك غونغور فى صحيفة ديلى صباح الموالية للحكومة فى 2019، والذى لفت الانتباه إلى مزاعم تعيين شخصيات مؤيدة لغولن فى مناصب حساسة فى القضاء التركى، انتقادات شديدة من وزير العدل عبد الحميد غول، وزعم تقرير إخبارى فى خدمة "بى بى سي" التركية أن الوزير مستهدف بسبب صدامه مع البيرق. وبعد أن عبّر غول عن إحباطه لأردوغان، شوهد إلى جانب الرئيس التركى أكثر من مرة، وهو ما فُسر على أنه علامة على أنه تحت حماية أردوغان.

 

يترك صمت هذه المجموعة المتشابك مع أجندة حزب العدالة والتنمية السياسية، بعد استقالة البيرق، مجالا للتساؤل حول مستقبلها. وتبدو تصريحات أردوغان الأخيرة التى أعلن فيها عن فترة جديدة من الإصلاحات فى تركيا، بما فى ذلك القضاء، جديرة بالذكر.

 

وقال أليجان أولوداغ، وهو صحفى فى "جمهورييت" التركية اليومية، فى مقال بتاريخ 28 ديسمبر 2019 أن عصابة البجع فى القضاء فى إسطنبول تواجه مشاكل مع وزارة العدل.

 

وتُعتبر إعادة تعيين أردوغان لعدد من البيروقراطيين الذين أقالهم البيرق من وزارة المالية خلال الأسبوع الماضى تطورا آخر قد لا يكون لصالح المجموعة.

ويبقى أن نرى ما إذا أدار أردوغان ظهره لمجموعة البجع. ويعدّ هذا ممكنا، إذ يحمل رجل تركيا القوى سجلّا يصوّر سهولة تهميشه لشخصيات كانت فى دائرته المصغّرة.

 

بالإضافة إلى كل هذا، يمكن أن يعرّض بروز هيكل يقف فى مواجهة المجموعة مكانها للخطر. وكما أثبتت استقالة البيرق، ليست المجموعة فعالة كما يعتقد الكثيرون، وذلك بسبب عدم قدرتها على تحريك الرأى العام على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

من ناحية أخرى، أدت استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، الذى وُصف بأنه أكبر منافس للبيرق، إلى تحريك موجة من مؤيديه على وسائل التواصل الاجتماعى لإعادته إلى منصبه.

 

ويجب ألا نتفاجأ إذا رأينا عناصر من داخل حزب العدالة والتنمية، أو شريكه الأصغر، حزب الحركة القومية اليمينى المتشدد، تحل محل مجموعة البجع فى حالة اضمحلالها. وستحدد التطوّرات كيف ومتى يمكن اتخاذ هذه الخطوة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة