بعد فوز بايدن.. الجماعة الإرهابية تتوهم العودة مُجددًا.. خبراء لـ"اليوم السابع": بايدن من الديمقراطيين التقليديين ويؤمن بأن مصلحة أمريكا أولًا.."الإخوان" تُعاني من تمزُق.. والدعم الخارجى يبقيها على قيد الحياة

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 10:36 ص
بعد فوز بايدن.. الجماعة الإرهابية تتوهم العودة مُجددًا.. خبراء لـ"اليوم السابع": بايدن من الديمقراطيين التقليديين ويؤمن بأن مصلحة أمريكا أولًا.."الإخوان" تُعاني من تمزُق.. والدعم الخارجى يبقيها على قيد الحياة جو بايدن
شيريهان المنيري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن بدأت مؤشرات الإنتخابات الأمريكية في الإشارة إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، تعالت معها أصوات الأذرع الإعلامية للنظام القطري عبر السوشيال ميديا ولاسيما موقع التدوينات القصيرة، تويتر، إلى جانب عدد من الوسائل التقليدية التي باتت تتحدث عن العلاقات القطرية الأمريكية وتاريخها ومستقبلها، إلى جانب الحديث عن الاحتفال بعام الثقافة الأمريكي القطري عام 2012، حيث قالت رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة مياسة آل ثاني في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي مع "منشن" لصفحة الرئيس الأمريكي الجديد بعد تهنئته بفوزه أن "العام المقبل سيكون مميزًا بين قطر وأمريكا حيث احتفالنا بعام الثقافة الأمريكي القطري عام 2021.. نضطلع إلى أن يحتفل شعبينا في مجالات عديدة". هذا إلى جانب إرافاق تغريدتها بصور سابقة جمعت بين أمير قطر تميم بن حمد وبايدن، وقد تداولت غيرها من الحسابات واللجان الإليكترونية التابعة لتنظيم الحمدين الصور ذاتها وأيضًا صور تجمع بين  بايدن وأمير قطر الوالد حمد بن خليفة ورئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم  بن  جبر. ويُعرف الأخير بسياساته التي أضرّت كثيرًا بقطر وعلاقاتها مع محيطها العربي والخليجي، فيما كتب في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر مُلمحًا إلى تغريدة ماضية متوقعًا فيها فوز بايدن على الرغم من أنها بدت في حينها مُراوغة كعادته، مُحاولًا الآن بعد فوزه رسميًا أن يُوجه اللوم على العرب فيما وصلت إليه العلاقات بين بلاده ومحيطها، مُستغلًا الأمر في طلب التصالح بشكل غير مُباشر وإعادة دراسة الوضع في المنطقة العربية ليس فقط في مجلس التعاون وإنما في الجامعة العربية أيضًا، على حسب قوله، لافتًا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى قيادة إقليمية عربية تتولى هذا الأمر، دون أن يُشير تحديدًا إلى هويتها.
 ربما نسى "بن جاسم" أن مصر طالما مثلت قلب الأمة العربية النابض وبوصلتها؛ في حل الأزمات واحتواءها، وأن الأزمة القطرية حلها في الرياض، وأن الوساطة الكويتية تم تقديرها واحترامها عدة مرات دون أي بادرة خير من قبل تنظيم الحمدين الذي تسببت سياساته منذ وجوده نفسه في الحكومة إلى جانب الأمير الوالد؛ في قرار دول الرباعي العربي – السعودية والإمارات والبحرين ومصر – مقاطعة الدوحة دبلوماسيًا وتجاريًا منذ يونيو في عام 2017.
ويتساءل كثيرون نتيجة تصدير هذا الجدل الدائر من قبل الوسائل الإعلامية القطرية والممولة من الدوحة عن موقف الرئيس الأمريكي المنتخب جوبايدن من الأزمة القطرية، وأيضًا من جماعة الإخوان الإرهابية التي كانت مُستمدة لقوتها من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وهل من الممكن أن يُغامر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية داخليًا وخارجيًا لصالح الدوحة أو جماعة الإخوان. 
حول هذا الجدل يرى أستاذ الإعلام السياسي السعودي البارز، الدكتورعبدالله العساف أن هذا الاتجاه بالمُصالحة نتيجة فوز بايدن "حالم" وليس أكثر، وتساءل ساخرًا: هل الرئيس الأمريكي المنتُخب أكبر همومه قطر؟! وأوضح رؤيته في حديثه لـ"اليوم السابع" قائلًا: "لقد ورثّ بايدن تركة ثقيلة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وأقل ملفاتها بحجم قطر، وقبل أن يسعى الإعلام القطري ومن دار في فلكه في هذا الاتجاه؛ على قطر أن تساعد نفسها أولًا، فالدول المقاطعة لها نتيجة سلوكها الإرهابي مُتماسكة ومُتمسكة بموقفها تسندها الأدلة التي لا يمكن تكذيبها، ومنها أسرار خيمة القذافي وإيملات هيلاري كلينتون، فضلًا على الأدلة والوثائق التي يمتلكها الرباعي العربي ضد قطر". وأكد على أن حل الأزمة القطرية  لازال في الرياض، وأن الدوحة تعرف ذلك الأمر جيدًا، لكنها فقدت بوصلتها وأضاعت وقتها ومالها على شركات العلاقات العامة ومكاتب المحامين وبعض المنتسبين لقطاعات أممية رسمية أو مستقلة، مشيرًا إلى أن هذا لا ينفي جهود الكويت مجددًا في تجديد وساطتها مع قرب موعد القمة الخليجة المقررة شهر ديسمبر المقبل، خصوصًا أنها ستكون عن طريق تقنية "الفيديو كونفرانس" تحقيقًا للمُتطلبات الصحية التي فرضتها جائحة كورونا.
وأضاف "العساف" أن "واشنطن ورثت جماعة الإخوان الإرهابية من لندن في خمسينيات القرن الماضي، حيث خططت كوادر الحركة التي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 70 عام، وشغلت مواقع مهمة في المؤسسات الأكاديمية والفكرية الأمريكية، وأيضًا في بيوت الخبرة ومراكز التفكير المؤثرة، لممارسة أدوار استثنائية في تعطيل القرارات الأمريكية التي تستهدف حلفاءها وفي مقدمتهم قطر وتركيا وإيران، وفي عدم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، هذا واعتمدت عليهم إدارة أوباما في رسم سياسة أمريكا الخاصة بالدول العربية، وأيدت مشروعاتهم في تونس ومصر وليبيا وسوريا أيام بما سُمي بالربيع العربي، ولذا سعت التيارات المؤدلجة التي تنسب نفسها للإسلام بدعم حملة بايدن بشكل واضح، ورفضت إعادة انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية، لأن الأخير معروف أنه لا يحتفظ بعلاقات ودية معها، وسيعمل على إزالتها بالكامل، وعناصر الجماعة تقف خلف معظم هجمات الإعلام الغربي على دول الخليج والمنطقة العربية، ولهم وجود راسخ منذ زمن في وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية، وأرى أن هناك ضرورة إلى أن تهتم الحكومات العربية بالملاحقة القضائية لقطر وإدارة أوباما وإخوان أمريكا، وتطالبهم بتعويضات معنوية ومالية عن خسائر الربيع العربي، ولو عاد أوباما مجددًا للرئاسة لما استطاع استخدامهم، فقد احترقت ورقتهم وانكشف مشروعهم التدميري في المنطقة وبايدن من الديمقراطيين التقليديين الذين يؤمنون بسياسة الجمهورين الخارجية وكلا الحزبين يؤمنون بمصلحة أمريكا أولًا، ويعملان على تحقيق استراتيجية المؤسسات الدستورية والسياسية الأمريكية ولكن بتكتيكات مختلفة".
وفي نهاية حديثه، أكد "العساف" على ضرورة عدم الانسياق خلف الدعوات التحريضية للإعلام القطري، وأن نستقبل الإدارة الجديدة دون أن نضعها في سلة باراك أوباما ورفاقه".
 
وقال الأكاديمي  الإماراتي، عبدالخالق عبدالله: "ما لم تتمكن منه إدارة ترامب خلال 4 أعوام، لا أتوقع أن إدارة بايدن ستنجح فيه خلال الـ 4 سنوات القادمة؛ فقطر التي تتشكى من المقاطعة تبدو أكثر عنادًا اليوم من أي وقت مضى، ولذا ليس في الوارد أن تقبل بمطالب الدول التي قررت المقاطعة أو أن تتجاوب مع الوساطة الكويتية أو أن تستجيب لضغوطات أمريكية. ثم أن أخر هم أمريكا حل أزمة قطر، ولو استمرت مقاطعة قطر 10 سنوات قادمة؛ فإن ذلك لن يؤثر على مصالحها الحيوية في المنطقة، علاوة على ذلك فإن أزمة قطر ستكون أخر هم واهتمام الرئيس بايدن الذي سينشغل بملفات داخلية وخارجية أكثر أهمية. 
وأوضح "عبدالله" في حديثه لـ"اليوم السابع" أن قطر هي المسؤولة عن المقاطعة في المقام الأول، كما أنها المسؤولة لاستمرار أزمتها لـ 4 سنوات حتى الآن، وهي التي تتحمل مسؤولية استمرارها حتى أجل غير مسمى، قد يتجاوز 4 سنوات من رئاسة بايدن.
وأضاف أن "كل ما في الأمر هو أن قطر تعتقد بأن بايدن هو أوباما زمانه بما عُرف عنه بميوله تجاه الإسلام السياسي، وقد تعتقد أنه سيكون شديد على أصدقاء ترامب خاصة السعودية، لذلك تختفي به وتُراهن عليه، بينما جميع رهانات قطر أثبتت خطؤها".
 
أيضًا الإعلامي والباحث السياسي السعودي، عبدالعزيز الخميس لا يتوقع أن يفعل بايدن شئ تجاه أزمة قطر، مشيرًا إلى فشل ترامب في حل تلك الأزمة طوال فترة توليه، وقال في حديثه لـ"اليوم السابع": "هذه مسألة سيادية، ودول الرباعي العربي لديها من السيادة والقدرة على إتخاذ القرار ما لا يمكن لغيرها أن يؤثر على قرارتها". وأضاف أن "الأمر تغير بالنسبة لجماعة الإخوان عن السابق، وأصبح سئ جدًا في الغرب، والديمقراطيون لا يُمكن أن يُساعدوهم كثيرًا الآن ؛ فالجماعة تُعاني فعليًا من تمزُق؛ وفقط الدعم التركي والقطري هو الذي يبقيها على قيد الحياة، لكن مما لاشك فيه أنها أصبحت أضعف بكثير عما كانت عليه في عام 2011".
 
 
وعما تُحاول قطر تصديره من علاقات قوية بين حكومتها وبايدن، تدور أحاديث حول إمكانيتها بالقيام بدور الوساطة بينه وتركيا، بينما أكد السياسي والكاتب التركي، تورجوت أوغلو على أن الدوحة لا يُمكنها ذلك على الإطلاق، مؤكدًا في حديثه لـ"اليوم السابع" على رؤيته الدائمة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحرك بازدواجية، ولذلك فهو من الممكن أن يُغير من استراتيجيته خلال الفترة المقبلة لارضاء أمريكا وابعاد احتمالية فرض عقوبات على أنقرة جراء سياساته، ولكن قطر لا يُمكنها حل أزمته مع بايدن.  
 
بينما يرى الباحث السياسي بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور مايكل مورجان أنه مع تولي بايدن، سيكون هذا بمثابة مدة ثالثة لإدارة باراك أوباما، لأن بايدن كان نائبًا للرئيس الأسبق، وكان متواجد معه في جميع المشاريع التي تمت ومنها الشرق الأوسط، لافتًا على سبيل المثال دفاع بايدن عن مشروع "أوباما كير" خلال الفترة الماضية، وعن غالبية سياسات أوباما".
وقال في حديثه مع "اليوم السابع": "من الواضح أنه سيكون هناك استمرارية في خطط أوباما للشرق الأوسط، ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك محاولات لحل أزمة قطر لأن  لدينا رباعي عربي قوي وتحالف أراه قويًا للغاية، أصبح خط دفاع صامد ومن ثم سيكون هناك مقاومة شديدة في حال أي مُحاولات للمُصالحة لصالح قطر.. ربما يكون هناك محاولات من إدارة بايدن لقطر لكن من الصعب تحديد إذا كانت ستنجح أم لا، لكن ما هو مؤكد بالنسبة لي هو مقاومة تلك المُحاولات  إن حدثت من الأساس".
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة