حسين يوسف

أسكتوا منابر الفتن تتحقق مبادرة "لا للتعصب"

السبت، 14 نوفمبر 2020 01:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحيى الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة، لإطلاقه حملة "لا للتعصب.. نعم للروح الرياضية"، قبل أيام من المباراة المرتقبة بين الأهلى والزمالك فى نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا، فقد لبدت غيوم التعصب سماء الساحة الرياضية المصرية، ووصل الاستقطاب إلى وضع خطير جدا، وشهدت شاشات بعض القنوات التليفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب الكثير من الغمز واللمز والهجوم المتبادل بين أنصار المعسكرين الأحمر والأبيض، ووصل بعضه إلى توجيه السباب والشتائم والكلام المسيء، مما ينذر بالخطر من تردى الأوضاع بين أنصار الناديين، ويلزم بضرورة التحرك فى اتجاه التهدئة، ووضع الأمور فى نصابها الطبيعى وبوتقتها الرياضية.

وجاءت مشاركة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى المبادرة لتزيدها قوة، حتى تحقق مبتغاها فى التشجيع المثالى، ونبذ كافة أنواع التعصب وإعلاء قيم الرياضة وروح التنافس الشريف.

ومع تشجيعنا ودعمنا الكبير لهذه المبادرة، إلا أن القضاء على التعصب البغيض لن يفلح بمجرد إطلاق مبادرة أو بيانات تحض على ضرورة تطبيق قيم ومبادئ التنافس الرياضى، بل يجب أن يتزامن ذلك مع وضع الآليات المناسبة والأدوات الرقابية للقضاء على تلك الأفة من مصادرها، حيث يعلم الجميع الدور الذى تلعبه منابر الفتن فى تأليب وتأجيج المشاعر وإشعال فتيل التعصب، وتتنوع تلك المنابر مابين برامج على القنوات الفضائية، ومرورا بمواقع السوشيال ميديا، وانتهاء بقنوات اليويتوب، حيث اصبحت تلك الساحات أرضا خصبة للتطرف الكروى، وتبادل الحملات المسيئة بين جماهير الأندية.

 

لا يخفى على أحد أن صراع مقدمى البرامج الرياضية بالقنوات الفضائية على جذب المشاهدين يدفع بعضهم للتخلى عن مبادئ الحيادية، والشفافية فى تناول الموضوعات الرياضية، فتتغلب عليه رغبته فى الانتشار السريع بين الجماهير، أو يتغلب عليه لون انتماؤه فيخلع ثوب الحياد ويرتدى ثوب الانحياز، ويلون موضوعاته التى يطرقها أو تناوله للأخبار باللون الذى يجذب جماهير هذا النادى أو ذاك، كى يجعل برنامجه يحظى بعدد كبير من المشاهدات، ولا يهمه تأجيجه لمشاعر الكراهية والفتنة بين جماهير الأندية، المهم عنده أن يأخذ راتبه الكبير، دون النظر إلى أى اعتبارات أخر.

أما مواقع التواصل الاجتماعى، فحدث ولا حرج، حيث يتفنن أطفال السوشيال ميديا فى إشعال الخلافات، والمعايرة بين الجماهير، فجريا وراء عدد المشاهدات، والشهرة، على حساب الأعراف والقيم يلجأ هؤلاء الصبية إلى كل ماهو مثير للنعرات والخلافات بين جماهير الأندية وخاصة الأهلى والزمالك، عن طريق بث الفيديوهات والصور والبوستات التى تؤلب الجماهير على بعضها البعض.

أما الطامة الكبرى فهى قنوات اليوتيوب، التى أصبحت أخطر المنابر المثيرة للفتن بين جماهير الكرة، فقد أصبح كل من هب ودب لديه قناة، وجعل من نفسه مذيعاً ليظهر على قناته الملاكى، وينصب من نفسه قاضيا وجلادا فى تناوله للمعلومات أو الأخبار، حيث يوجهها بشكل يحقق له هدفه فى عمل"ترند"، وجذب المشاهدين دون التقيد بالمعايير الأخلاقية أو الرياضية ولا يتورع عن بث أخبارا مفبركة تثير الضغائن بين الجماهير حتى يحظى بمشاهدات كثيرة، فقد اصبحت تلك السبوبة تدر دخلا كبيرا على أصحابها، وكلما كانت تلك القناة تثير النعرات أكثر حظيت بمتابعات أكبر، وبالتالى يجنى صاحبها أموالا طائلة، ولا يهمه أن ما يفعله منافى للقيم والمبادئ والأخلاق.

لذا فلو أردنا أن نصل لهدف "مبادرة لا للتعصب" فيجب أن يتكاتف الجميع، وعلى رأسهم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لوضع وتفعيل الأدوات الرقابية والأطر القانونية لمحاسبة المخطئ والمسىء وإسكات منابر الفتنة، وردع كل من تسول له نفسه بث الكراهية والتشاحن بين جماهير الكرة المصرية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة