أكرم القصاص - علا الشافعي

فلاسفة فرنسا والإسلام.. هل عادى مفكرو باريس الدين الإسلامى؟

السبت، 24 أكتوبر 2020 02:35 م
فلاسفة فرنسا والإسلام.. هل عادى مفكرو باريس الدين الإسلامى؟ الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحادثة الأخيرة التى وقعت فى فرنسا بمقتل مدرس تاريخ على يد شخص مسلم يتبنى آراء متطرفة، لا تزال تلقى بظلاها على الشارعين الغربى والإسلامى، خاصة بعد ملاحظة نوع من العداء الذى راح ينتشر فى الشارع الفرنسى تجاه ما هو إلاسلامى.. لكن ماذا عن تاريخ النظرة إلى الإسلام فى أوروبا، وبمعنى آخر: هل عادى مفكرو باريس الدين الإسلامى؟
 
على الرغم من الهجوم الفرنسى الأخير على الإسلام، ومن قبله الرسومات المسيئة ضد الرسول، لكن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بأخلاقه وصفاته الكريمة، كان محل اهتمام العديد من علماء الغرب، وتناولت بعض الكتب ما قاله كبار الفلاسفة والعلماء عن الرسول الكريم، لعل أهمها كتاب "الإسلام ورسوله فى فكرهؤلاء"، وفيما يلى أبرزما قاله مفكرى فرنسا عن النبى صلى الله عليه وسلم.
 
مونتسكيو
 
الفيلسوف مونتسكيو صاحب كتاب روح القوانين ونظرية فصل السلطات عن بعضها البعض فقد كانت له أطروحة عن الإسلام تستحق الاهتمام. لا ريب فى أنه كان يحارب التعصب الدينى والاستبداد السياسى المرتبط به كباقى فلاسفة التنوير ومعلوم أن هذه القضية كانت شغلهم الشاغل فاستبداد لويس الرابع عشر أو الخامس عشر كان مدعوما من قبل الأصولية المسيحية التى تمنع عليه الشروعية الالهية، أى الحاكمية أو ولاية الفقيه بحسب مصطلحنا نحن.
 
ولكن مونتسكيو كان يعتقد بأن سبب تخلف الشعوب الإسلامية يعود إلى البيئة والمناخ. فهى بيئة جافة وصحراوية أو شبه صحراوية ولا تساعد بالتالى على التفتح العقلى أو التسامح الدينى أو الاستنارة الفكرية وإنما هى بيئة مناسبة تماما لانتشار الأفكار الأصولية المتعصبة والاستبداد السياسي.
 
جاك روسو
 
وحده جان جاك روسو اعترف بعظمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وقال إنه أحد كبار المشرعين على مدار التاريخ بالإضافة إلى النبى موسى عليه السلام. ولكن ينبغى القول إن كلام مونتسكيو عن سبب تخلفنا وسبب تقدم أوروبا لا يجرحنا مثل الأطروحة العنصرية التى سادت لاحقا فى عصر الاستعمار: أى فى القرن التاسع عشر.
 
يقول الفيلسوف الفرنسى الشهير وصاحب نظرية العقد الإجتماعى جان جاك روسو: "رسالة محمد قوية أعطته قوة راح ينشر بها الرسالة فوجدت صدى غير عادي، لذلك نجح محمد فى رسالته واستطاع أن يقنع بنى قومه الذين تميزت عقولهم بالصلابة وقلوبهم بالقسوة، بأن خالق هذا الكون واحد لا شريك له، ولو أن محمدا عاش مدة أطول مما عاش لأصبح الإسلام ورسوله سادة العالم".
 
 
أما الفيلسوف فولتير، فقد عاش فى قلب زمن النهضة الأوروبية، حيث بدأ الجميع فى مواجهة الأفكار الدينية السائدة مانحين مساحة أكبر  للتنويروالعلم، لذا لم يكن رأى فولتير فى البدايات جيدا فى الدين، وطبعا فى الدين الإسلامي، حتى أنه ألف مسرحية تسمى (التعصب أو حياة محمد) عام 1742 هاجم فيها الإسلام ورأى أنه يجبر النساء على الإيمان، وشكك فيها  بلقاء الرسول الكريم و جبريل عليه السلام، وقد صودرت هذه المسرحية بعد عام بسبب تحفظ الكنيسة عليها إذ رأت أن فولتير  أراد نقدها من خلال نقد شريعة الإسلام.
 
لكن فولتيرعاد بعد ذلك بعدما أطلع بشكل أكبر على الإسلام وتأثر بكتاب "سيرة حياة محمد" لمؤلفه هنرى دى بولونفيرس، وفيه دفاع عن الرسول  الكريم ورد على المطاعن والانتقاصات التى افتريت عليه، وبالتالى ألف فولتير كتابه «بحث فى العادات» عام 1765 ومدح فيه الإسلام وأشاد بمحمد وبالقرآن، وقال: «إنّ محمداً مع كونفوشيوس وزرادشت أعظم مشرعى العالم» على حد تعبيره.
 
 
المفكروالشاعر الفرنسى «لامارتين» كتب عن رسولنا الكريم فى مقدمة كتابه الضخم «تاريخ تركيا - الجزء الثانى»، الصادر عام 1854، يقول: «إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير صنعوا الأسلحة، وسنوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة