أكرم القصاص - علا الشافعي

العثور على رفات طفل يعود لـ "المايا".. هل كان كبش فداء لإنقاذ الحضارة

السبت، 24 أكتوبر 2020 11:00 م
العثور على رفات طفل يعود لـ "المايا".. هل كان كبش فداء لإنقاذ الحضارة حضارة المايا
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اكتشف علماء الآثار فى جواتيمالا مجموعة من القطع الأثرية التى تعود لحضارة المايا وبقايا بشرية، ألقت ضوءا جديدا على الأهمية الروحية لطقوس الحمام التعريقى، حيث تملك "حمامات التعرق" تاريخا طويلا من الاستخدام بين الثقافات التى هيمنت فى السابق على أمريكا الوسطى.

ومن المايا إلى الأزتيك، وقع بناء حمامات التعرق لأسباب روحية وصحية وغالبا ما كانت تستخدمها القابلات قبل الولادة وبعدها وأثناءها، وتقليديا، كانت الطقوس التى يتم إجراؤها داخل الحمامات تؤدى إلى حالة من التعرق لدى المسؤولين على المكان، من خلال مزيج من النار والأناشيد والصلاة.

وعرف علماء الآثار الآن المزيد حول كيفية ارتباط هذه الحمامات بمعتقدات وطقوس المايا، بعد اكتشاف مجموعة من العظام والأدوات فى الحمام التعرقى المزينة بالزخارف فى موقع Xultun ، حسب ما ذكر موقع أكسبريس، وقاد الاكتشاف علماء الآثار من معهد سميثسونيان المدارى وبرنامج علم الآثار فى جامعة بوستوم بالولايات المتحدة.

ووفقا للدراسة، كان ينظر إلى حمامات التعرق لدى المايا على أنها أكثر من مجرد مبان، بل تجسيدات فيزيائية للأقارب والأجداد ومكان تسكنه الكائنات الخارقة للطبيعة، وفى كثير من الحالات، اعتقد السكان الأصليون فى أمريكا الوسطى أن الأرواح كانت مأهولة فى كل من السمات الطبيعية والهياكل من صنع الإنسان.

ويبدو أن الحمام التعرقى فى Xultun، على وجه الخصوص، كان تجسيدا لآلهة المايا الشبيهة بالضفادع المرتبطة بدورة الولادة والخلق، وتم تسمية الحمام التعرقى "لوس سابوس"، ووقع تأريخه إلى الفترة الكلاسيكية المبكرة بين 250 إلى 550 بعد الميلاد.

 

وخارج المبنى، واجه الباحثون تمثيلا تفصيليا لإله غير معروف للمايا، وقع تصويره فى وضع القرفصاء، مثل الضفدع، بأرجل مزينة مثل زواحف الإجوانا.

 

وقالت آشلى شارب، مؤلفة الدراسة وعالمة آثار من معهد سميثسونيان المدارى، لا يوجد هيكل آخر فى أمريكا الوسطى، حمام تعرقى أو غير ذلك، يشبه هذا المبنى.

وأضافت مارى كلارك، عالمة الآثار بجامعة بوسطن، على الرغم من أن اسم هذه الآلهة ما يزال غير مفكك، فإن القراءات المقترحة تشير إلى أنها كانت مسؤولة عن دورات الحمل، فى كل من الوقت والحياة البشرية، وربط مفاهيم الولادة بأشكال الزواحف، ليس من غير المألوف بين كلاسيكيات المايا لأنها تعبر عن فعل الولادة لديهم".

 

وكان الحمام التعرقى نشطا على الأرجح لمدة 300 عام تقريبا، ثم حوالى عام 600 بعد الميلاد، تم دفن بقايا شخص بالغ داخل مدخل الهيكل، وبعد ذلك انهار المبنى، وبعد نحو 300 عام، تم حفر حمام التعرق وإزالة البقايا الموجودة بداخله. ثم وضعت بقايا جديدة فى الداخل، بما فى ذلك بقايا طفل وجرو وطيور وضفادع وحيوانات صغيرة أخرى.

ويعتقد علماء الآثار أن هذا يدل على أن الحمام التعرقى كان ينظر إليه على أنه شخصية الجدة وكذلك مكان ولادة وخلق الإنسان، كما ويقترح العلماء أن الدور التاريخى للحمام التعرقى فى Xultun استمر لقرون بعد دفن المبنى، ونظرا لأن الآلهة المرتبطة بحمامات التعرق فى جميع أنحاء تاريخ أمريكا الوسطى موصوفة على أنها تسيطر على ظروف الحياة على الأرض، فمن المحتمل أن تكون القطع الأثرية والطفل المدفون كان محاولة لطلب المساعدة من الآلهة التى تجسد مبنى لوس سابوس، وربما كان هذا جهدا أخيرا لإرضاء الكيان الخارق ومنع فقدان السيطرة على أراضيهم، التى تم التخلى عنها بعد فترة وجيزة، عند انهيار المايا عام 900 م.

وقالت الدكتورة آشلى شارب، غالبا ما يجد علماء آثار المايا تركيزات من القطع الأثرية مثل تلك التى من المحتمل أن تكون بمثابة إهداءات للمبانى، ولكن نادرا ما يكون هناك ارتباط واضح بين الأشياء والبنى، موضحة أنه بسبب الأيقونات الموجودة على الجزء الخارجى من لوس سابوس، ولأننا نعلم أنه كان حماما تعرقيا، لدينا حالة نادرة حيث يمكننا ربط القرابين، الرضيع وتماثيل صغيرة لنساء وضفادع وإجوانا، بدور المبنى الذى لعبه فى المجتمع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة