أكرم القصاص - علا الشافعي

د. إبراهيم نجم

مصر والتحديات الراهنة

الثلاثاء، 07 يناير 2020 09:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتسارع وتيرة الأحداث، وتمر المنطقة بمتغيرات شديدة التعقيد والصعوبة، وظروف بالغة الخطورة والأهمية، وتهديدات مستمرة من قوى إقليمية غرتها نشوة الأحلام الكاذبة، تريد أن تحتل دولة شقيقة عزيزة وجارة حبيبة أراد بعض الخونة والمرتزقة من المنتسبين إليها أن يجعلوا من أعناقهم جسور عبور لاحتلال أوطانهم والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها والسيطرة على أراضيها وجعلها قاعدة عسكرية يسهل منها ضرب الهدف الأسمى لهم ألا وهى مصر الكنانة، وفى خضم هذه الأحداث الجسيمة تقف مصر العزة والكرامة قوية شامخة بأقدام ثابتة راسخة وقامة فى السماء عالية لا تخشى إلا الله، ومصدر هذا الشموخ ليس فقط قوة جيشها الباسل وحصانة دروعها المنيعة، بل قبل كل ذلك ما تميزت به مصر من قيم أخلاقية سامية، تأبى عليها دائما أن تكون معتدية على دولة أخرى، أو أن تطمع فى ثروات شعب آخر، فمصر دائمًا ما تمد يد العون بالعلم والخبرة والعمل والبناء لكافة الشعوب والدول الأخرى، وليس من ثقافتها ولا من أخلاقها أن تعتدى ولا أن تغير على أحد، حتى وزارتها المسؤولة عن قواتها المسلحة تسمى بوزارة الدفاع، فجيشنا جيش دفاع لا جيش اعتداء، وهذا التسمية الشريفة مستمدة من القرآن الكريم الذى حدد وظيفة الجهاد فى سبيل الله تعالى فى الدفاع عن الأرض والعرض فقال تعالى «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، وهذا المبدأ القرآنى الكريم قد أكد عليه فخامة الرئس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا فى مناسبات عديدة، حيث أكد سيادته أننا نعمل على تطوير جيشنا الباسل لأجل حماية أرضنا ومقدراتنا ولا ننظر أبدا لما فى أيدى الشعوب الأخرى من خيرات، فمصدر ثقتنا أولا هو الله تبارك وتعالى وما نتمسك به من قيم وأخلاق نابعة من الإسلام والمسيحية وكافة الشرائع السماوية، وما درجنا عليه عبر تاريخنا من احترام وتقدير للشعوب الأخرى، فمصر العروبة والإسلام لا تسعى أبدا للشر ولا تستهين بقضية الدماء، ولن يضرنا ولن يحرك منا ساكنا كون بعض الحكام الموتورين يستهينون بالأرواح والدماء، بزعم أنه يريد أن يحيى إرثا قديما قد ذهب أدراج الرياح ودفن تحت طباق الأرض السابعة، لن نكترث أبدًا لتلك الأوهام التوسعية تحت شعار استرداد إرث الأجداد فليقل من شاء ما شاء، ولكن ليعلم كل حالم مغرور أن مصر قادرة بإذن الله وبفضل جيشها خير أجناد الأرض على حماية أرضها وشعبها ومقدراتها، وأيضا بفضل تماسك شعبها وقوة اللحمة الوطنية بين عنصريها، وعدم قدرة تيارات التأسلم السياسى على تغيير عقائد الشعب المصرى وإخراجه عن حد الوسطية والاعتدال، لقد أثبتت هذه الأحداث أن شعب مصر كان على حق راسخ وبصيرة ثاقبة حينما أخرج هؤلاء المتطرفون من سدة حكم مصر وحذفهم تماما من المعادلة، فلا يعلم إلا الله وحده كيف سيكون الأمر لو تمادى هذا المخطط المدمر، واستمر وأخذ فرصة أكبر واستمر فى خداع الشعب المصرى كيف يكون الحال، لقد أثبتت الأحداث مدى الخسة والنذالة والضعة التى يتصف بها هذا التيار حتى إنهم لا يعرفون لهم وطنا ولا دينا إذا ما نادى منادى التنظيم أن حى على الخراب، وقد أثبتت الأحداث أيضا بعد وثاقب نظر الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى فى تطوير قواتنا المسلحة الباسلة فى ظروف اقتصادية بالغة الحساسية وخطط وتوسعات إصلاحية أفقية ورأسية فى جميع المجالات، تحديات كبيرة عملاقة كان على رأسها تطوير القوات المسلحة وبناء قاعدة محمد نجيب العسكرية المصرية القاعدة الأكبر فى أفريقيا والشرق الأوسط فى الجهة الغربية من البلاد، وسط تعالى صيحات السخرية والاستهزاء من أهل الخيانة والغدر والجهل الذين لا يعلمون، هذه القيادة الحكيمة تثبت دائما أنها على قدر المسؤولية والأحداث وأنها مدركة وبعمق ما يدور حولنا من أحداث ومتغيرات خفية وتدبيرات خبيثة لا تحمل خيرا للبلاد، فلا معنى لأى إنجاز اقتصادى أو اجتماعى ما لم يكن محميا بالسيف والدرع، ونحن على ثقة بالله تعالى أن الأطماع التوسعية لهذا الرجل الحالم لن تتحقق إلا فى صورة صدمة قاسية تحطم رأسه الموهوم بأحلام الخلافة واستعادة إرث الأجداد، إن ديننا الحنيف هو دين الأمن والأمان والسلم والسلام، ولا يمكن لرجل يحاول أن يعتدى على شعب آخر، ويعمل على بث الرعب والفرقة فى قلوب أبنائه مستغلا وبخسة شديدة أنهم فى حالة غير مستقرة سياسيا وعسكريا، أن يكون رجل إسلام ولا سلام، ولا محققا لمقاصد الدين الحنيف ولا ناشرًا لمكارم الأخلاق والقيم التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهمها عدم الاعتداء عل شعوب مسالمة، وإن كان لابد لدولة أن تتدخل فى شؤون دولة أخرى فبالدعم والمساعدة، وتقديم الخدمات ومحاولة انتشالها من حالة عدم الاستقرار والدفع بها فى طريق التنمية والاستقرار، وترك الحرية لشعوبها فى تقرير مصيرها هكذا تفعل مصر الحضارة مع جيرانها الذين تعرضوا لظروف سياسية ضاغطة بفعل الثورات والاضطرابات، ولا يمكن تسمية عمل غير هذا أبدًا بأنه عمل نبيل أو فى مصلحة الدولة المعتدى عليها، فالإسلام دين واضح المعالم يدعو إلى الخير، ويحث أتباعه على مد يد العون والمساعدة، وينهى أشد النهى عن الاعتداء وسفك الدماء بغير وجه حق، ولقد خضنا معارك عديدة من قبل كان سلاحنا الأول فيها هو القيم والأخلاق قبل كل شىء، ولقد نصرنا الله تعالى لأننا دولة حق لا ظلم، ودولة الظلم ساعة ودولة مصر الحق إلى قيام الساعة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة