أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

ألبوم شهداء الشرطة.. نالوا الشهادة لتحيا مصر

الإثنين، 27 يناير 2020 12:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم أكن أتصور أن ألبوم شهداء الشرطة المصرية يضم كل هذه الصور وكل هذه النماذج من التضحيات الخالدة، خلال الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 حتى اليوم، وكم قدمت الأسر المصرية تضحيات غالية من خيرة أبنائها فداء لاستقرار الوطن، وحماية لأمنة ومقدراته، فقد ظهر فى الصورة عشرات بل مئات الشهداء، الذين كان أغلبهم فى مقتبل العمر ورعيان الشباب، لندرك أن هذه العيون الساهرة قدمت تضحيات غالية من أجل هذا الوطن، ودفعت مالا يقدر بثمن، حتى تحيا مصر وشعبها فى أمن وسلام.

الشرطة المصرية ليست حديثة العهد بالتضحية والبطولة، بل إن تاريخها ونشأتها وبسالتها فى التضحية عن مبنى محافظة الإسماعيلية فى 25 يناير 1952، وتأكيدهم لقوات الاحتلال الإنجليزى فى ذلك الوقت أن العبور على جثثهم أسهل عليهم وأكرم من تسليم سلاحهم ورفع الراية للمحتل الغاصب، الذى كان يحاصر المبنى بالمدافع الثقيلة، إلا أن قذائفها لم ترهب رجال البوليس المصرى، الذين قدموا 50 شهيدا وعشرات الجرحى، فى يوم خلده التاريخ واتفق المخلصون من أبناء الوطن على تسميته عيدا للشرطة.

مشاهد التضحية والبطولة فى سجلات الشرطة المصرية كثيرة وعظيمة، وقد شعرت بالفخر والزهو بعدما عرفت قصة الشهيد العميد وائل طاحون، وزج ابنته الرائد ماجد عبد الرازق، الذى كان يحفظ القرآن الكريم، وكان نموذجا فى الالتزام والأخلاق، إلا أن يد الغدر الجبانة اغتالته من أسرته وزوجته، ولم يبق منه سوى طفلته الرضيعة التى لم تتجاوز شهرها التاسع، ورغم ذلك ظهر بطل ثالث فى العائلة ليستكمل مسيرة الشهداء، وهو عاطف وائل طاحون، نجل الشهيد، الذى يقضى مرحلة التدريب والإعداد بكلية الشرطة حاليا، وبذلك نرى مثالا حيا على عظمة الشعب المصرى، الذى لا تكل عزيمته ولا تكسره الشدائد أو المحن.

وقد تابعت خلال الأيام الماضية حلقة لأم الرائد الشهيد ماجد عبد الرازق، وهى تحكى عن طباعه وعاداته، وكيف كان، فلم أستطع تمالك دموعى، التى انهمرت بعد سماع عبارات هذه الأمة المكلومة، التى راح نجلها وفقدت أغلى ما تملك، ولن يعوضها شيئا فى غيابه مهما قلنا ومهما تحدثنا، وأدعوا الله أن يلهمها الصبر على مصابها الأليم وأن يجعل شهيدها فى جنات النعيم، جزاء بما قدم وضحى فداء لهذا الوطن الغالى، الذى نراه أكبر من أرض وحدود، إلى هواء نتنفسه وحياة نعيشها.

كل التحية والتقدير لأسر شهداء رجال الشرطة الأبرار الذين يدفعون ما لا يقدر بثمن، بعدما فقدوا العائل والسند، ولا نملك إلا أن نعدهم بأن نظل نحكى سيرة أبنائهم العطرة، ونسطر ما قدموه لأجل خاطر مصر وشعبها، فى قصص ومرويات تظل أبد الدهر تحكى كيف ضحى أبناء الوطن فى مواجهة الإرهاب، وكيف صمدوا وكانوا عند حسن الظن.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة