أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

عندما تحدث السيسى أصغى زعماء العالم.. وهرب أردوغان

الثلاثاء، 21 يناير 2020 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد قوى تجلى فى صورة جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسى، بينما كان يتحدث مع زعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش مؤتمر برلين الدولى، والذى انعقد فى العاصمة الألمانية لمناقشة الأزمة الليبية، حيث كانت الجدية تهيمن على ملامح الرئيس، بينما الإصغاء والانتباه يظهران بوضوح فى أعين متابعيه، فى انعكاس صريح لأهمية الدور المصرى، ليس فقط باعتبارها دولة جوار مهمة لليبيا، ولكن أيضا باعتبارها قوى إقليمية بارزة لا يمكن تجاهلها.
 
إلا أنه بعيدا عن القضية الليبية التى تمثل محور النقاش، وكذلك الدور المصرى الذى يعد محوريا، يبدو ملفتا التحول الكبير فى الأدوار، حيث يأتى المشهد، والذى يبقى ملهما، بعد سنوات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، من التنظير الغربى حول تلك المبادئ التى طالما تشدقوا بها، على غرار الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتى تحمل غطاءً إنسانيا، بينما يكمن فى داخلها محاولات مستميته لزرع بذور الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط، عبر زعزعة استقرار القوى الرئيسية بها، وعلى رأسها مصر، من خلال تمكين جماعات متطرفة، سواء فى داخلها، أو فى الدول المحيطة بها، فى الوقت الذى طالما حذرت فيه مصر من تداعيات السياسات الغربية، التى لا تقتصر فى نطاقها على المدار الإقليمى، وإنما سوف تمتد إلى مناطق أخرى، تصل إلى قلب الغرب الأوروبى، وهو ما تحقق بالفعل.
 
هكذا كانت الصورة التى رصدتها الكاميرات، بينما لا ينبغى أن يغيب عن أذهاننا خلفية عجزت العدسات عن التقاط بعضها، وعلى رأسها انسحاب الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، بعد أن تجاهله زعماء العالم، بعدما فقد الزخم الذى كان يحظى به قبل سنوات قليلة، خاصة خلال إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، باعتباره أداة يمكن استخدامها لتكريس نظام إقليمى متزعزع لخدمة مصالح الغرب، عبر تمكين الجماعات المتطرفة، فى العديد من دول المنطقة، للسيطرة على السلطة بها، من خلال فتح الأراضى التركية أمام الإرهابيين القادمين من كل أنحاء العالم، للانضمام إلى "داعش" فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى إمدادهم بالسلاح، وكذلك تقديم الدعم السياسى لجماعة الإخوان الإرهابية.
 
وهنا يتجلى الاختلاف الكبير بين مشهدين، أحدهما ظهر على الملأ، أمام أعين الجميع، تتحدث فيه مصر، بينما يصغى لها العالم لها، باهتمام بالغ يعكس عمق رؤيتها من جانب، وإيمانهم فى صدق نواياها فى حماية، ليس فقط الأمن القومى المصرى، وإنما صيانة الأمن العالمى فى مواجهة شبح الإرهاب، فى حين كان المشهد الأخر لديكتاتور مجنون يسعى لاستعادة خلافته المزعومة عبر تأجيج الفوضى وعدم الاستقرار، أصبح منبوذا من كافة الزعماء الأخرين، بينما ظهرت نواياه المشينة عبر التهديد المتواتر لدول أوروبا بتصدير الميليشيات المتطرفة، لإجبارهم على الرضوخ لطموحاته.
 
حالة الإصغاء التى بدا عليها زعماء العالم عندما كان يتحدث إليهم الرئيس السيسى تمثل دليلا جديدا على نجاح الدبلوماسية المصرية، فى تحقيق قفزات واسعة نحو استعادة دورها القيادى كأحد أهم القوى الإقليمية الفاعلة فى منطقة الشرق الأوسط، بعدما خفت جزئيا إبان سنوات الفوضى، وهو الأمر الذى تحقق فى زمن يبدو قياسيا، إذا ما قورن بتجارب دول أخرى، ربما مرت بظروف مشابهة، ولكنها لم تستطيع العودة من جديد إلى محيطها الإقليمى والدولى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة