أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

المعارضة الوطنية تختلف فى الأفكار وتتفق حول الوطن.. ضياء الدين داود نموذجا!!

الثلاثاء، 14 يناير 2020 01:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ببساطة ودون اللجوء للمصطلحات السياسية الرنانة، نؤكد على حقيقة ثابتة، لا يمكن إخضاعها لوجهات النظر، أنه فى أوقات تعرض الأوطان للخطر، لا مكان لمحايد، أو معارض يبحث عن توظيف الأحداث الجسيمة لتحقيق أهداف سياسية، ويجب أن تختار بين الجلوس فى خندق الوطن، أو فى معسكر الأعداء.
 
وشهدت الساحة السياسية المصرية منذ عقود، بشكل عام، وبعد 25 يناير 2011 بشكل خاص، تدشين مصطلحات مطاطة، هدفها دغدغة مشاعر البسطاء، وتزييف وعيهم، وتبتعد كل البعد عن الواقع، أبرزها مصطلح «الحياد».. وفى تقديرى أن المحايد شيطان أخرس، وشخص ليس له موقف، باختصار، هو شخص بلا طعم أو لون.
 
وأنا، مختلف فى الآراء والأفكار مع معظم المعارضة المصرية، لكن يبقى احترامى وتقديرى لكل معارض على أرضية وطنية، وأتصادم مع الذين يعتبرون الوطن مجرد قبضة من تراب عفن، ولديهم استعداد قوى أن يرتموا فى أحضان كل الأعداء، ويفرحون فى نكبات الوطن، ويوجهون ضربات قوية وعنيفة فى العمود الفقرى للوطن عن طريق التشكيك وترويج الأكاذيب والفبركة والتسخيف من القوات المسلحة.
 
وجميعنا قرأنا وسمعنا ورأينا قامات المعارضة الوطنية فى مصر سواء فؤاد باشا سراج الدين وخالد محيى الدين وإبراهيم شكرى ومصطفى كامل مراد وضياء الدين داود أو ياسين سراج الدين وممتاز نصار والدكتور رفعت السعيد، وغيرهم كثر، وكم كانوا أقوياء الشكيمة، ودفاعهم عن قيم الحق والعدل، لكن اللافت فى قيمة نهج هؤلاء المعارضين وكياناتهم الحزبية، أمران جوهريان:
 
الأول: أن معارضتهم للنظام والحكومة على أرضية وطنية، وعدم السماح بهدم المؤسسات، والالتفاف حول المؤسسة العسكرية وتقدير دورها المحورى فى الدفاع عن هذا الوطن، والوقوف فى وجه كل دولة تعادى مصر.
 
الثانى: إعلاء شأن القيم الأخلاقية فى حواراتهم، واستخدام مفردات محترمة، وعدم اللجوء للشتائم والسفالة والانحطاط، لذلك نالوا احترام وتقدير القاعدة العريضة من المصريين الوطنيين.
 
والحقيقة، فوجئت بموقف المعارضة المدنية المصرية، حيال المخاطر التى باتت تهدد أمن مصر القومى، على حدودها الأربعة، ومخطط أردوغان للسطو على ثروات مصر من الغاز فى شرق المتوسط، وأيضا غزو ليبيا، فى استدعاء للاستعمار العثمانى الوقح، لذلك رأيت، على سبيل المثال، النائب المعارض، ضياء الدين داود، يقف صلبا، ويؤكد أنه فى هذا التوقيت الفارق من تاريخ الأمة، يستوجب على البرلمان المصرى، وعلى مصر أن تكون كما تحملت سابقا وكما تتحمل الآن وكما ستتحمل مستقبلا، الذود عن أمن واستقرار هذه الأمة، وأنه فى وقت الأزمة لا مجال للاختلاف.
 
وقال نصا: «إننا وقت الأزمة لسنا أمة لها جيش، إنما جيش له شعب وكلنا بنادق فى يد القوات المسلحة، وكلنا بصدورنا العارية دفاعا عن هذه الأمة، وحان الآن أن نقف وقفة رجل واحد، للدفاع عن مصير هذه الأمة، هذه الأمة التى تشرذمت وقسمت ووصفت مصر فيها بالجائزة الكبرى».
 
وأضاف: «لا نملك ترف الاختلاف الآن، كلنا عتاد فى يد قواتنا المسلحة، نفوضها فى اتخاذ القرار المناسب وفقا لما يتراءى لأمننا القومى المصرى والعربى».
 
نفس الأمر، تبناه النائب هيثم الحريرى، والنائب الدكتور محمد فؤاد، بوضوح دون لبس، والحقيقة اختلفت كثيرا مع المعارضة فى الأفكار، وفقه الأولويات حيال كثير من القضايا، وكتبت ذلك، لكن وكما أعلنت من قبل عن موقفى المعارض لضياء الدين دواد، وهيثم الحريرى، على وجه الخصوص، فإننى أثمن موقفهما الوطنى، ومساندتهما للقوات المسلحة درع الوطن، والوقوف فى خندق الدفاع عن مقدرات البلاد، بكل قوة ووضوح ودون لبس، حاليا.
 
هذه هى المعارضة الوطنية الحقيقية، تختلف فى الآراء والأفكار، فى إطار وجهات النظر، لكن تتفق حول راية الوطن عندما يواجه تهديدا حقيقيا، ويعد أمرا حتميا..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة