قال وزير الدفاع البريطانى بن والاس، الأحد إن بلاده يجب أن تستعد لخوض الحروب دون الولايات المتحدة، معربا عن قلقه من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتبع سياسة خارجية أكثر إنعزالية.
واعترف والاس خلال حوار مع صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، أن فرضية انسحاب الولايات المتحدة من العالم "تُقلق نومه"، موضحا أن لندن تدرس تخفيض اعتمادها العسكرى على واشنطن.
وقال والاس إن الحكومة البريطانية كانت بحاجة لإعادة التفكير فى الافتراضيات العسكرية الموجودة منذ 2010 والتى تشير إلى أن بريطانيا دائما ما ستخوض الحروب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، موضحا أن الحكومة البريطانية خلصت إلى أنها ينبغى أن تستغل مراجعتها الدفاعية المقبلة لشراء معدات جديدة لضمان أن الجيش البريطانى ليس بحاجة للاعتماد على الغطاء الجوى وطائرات التجسس الأمريكية فى النزاعات المستقبلية.
وأضاف والاس أنه "قلق حيال انسحاب الولايات المتحدة من قيادتها حول العالم .. هذا سيكون سيئا للعالم ولنا كذلك .. علينا الإستعداد للأسوأ ونأمل فى حدوث الأفضل".
وتابع: "خلال العام الماضى انسحبت الولايات المتحدة من سوريا، كما صرح ترامب فيما يخص العراق بأن الناتو ينبغى أن يتولى الأمر ويبذل المزيد فى الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن افتراضيات 2010 بأن بريطانيا دائما ستكون جزء من التحالف الأمريكى ليست حقيقة ما سيحدث.
وحذر وزير الدفاع البريطانى من أن لندن "معتمدة بشكل كبير على الغطاء الجوى والاستخباراتى والاستطلاعى والمراقبة الأمريكية"، مشددا على ضرورة أن تنوع بريطانيا من أصولها العسكرية خلال الفترة المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع استعداد بريطانيا للشروع فى مراجعة شاملة للسياسة الخارجية والدفاع والأمن، فإن والاس لديه مخاوف من الأحداث الأخيرة فى الشرق الأوسط تعنى أنه على بريطانيا إعادة تكوين قواتها المسلحة.
وقال والاس إنه بغض النظر عما تفعله الولايات المتحدة فإن بريطانيا مثل فرنسا وألمانيا ستبقى هدفا للإرهابيين من تنظيمى داعش والقاعدة، وهو ما يعنى أن بريطانيا عليها أن تتخذ قرارات تتيح لها الوقوف مع مجموعة من الحلفاء بينهم تحالف الخمس أعين، وهو تحالف استخباراتى بين الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وكذلك الحلفاء الأوروبيين حيث تتلاقى مصالحهم مع بريطانيا.
ورغم انتقاداته للسياسة الأمريكية، أعرب وزير الدفاع البريطانى عن دعمه للولايات المتحدة فى عملية اغتيال الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى والتى وقعت فى العراق، مشيرا إلى أنه لم تغمره السعادة نظرا لأن الولايات المتحدة لم تُطلع بريطانيا على العملية مسبقا.
لكن فى الوقت نفسه، رأى والاس أنه رغم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران فإن الاتفاق النووى الإيرانى "مازال حيا".
وذكرت الصحيفة أن والاس تحدث بصراحة مفاجئة عن مدى عدوانية إدارة ترامب فى قضية شركة "هواوي" الصينية للإتصالات، التى تسعى للحصول على دور فى نصيب شبكات الجيل الخامس 5G فى بريطانيا، قائلا إن ترامب ومستشاره للأمن القومى ووزير الدفاع جميعهم هددوا مرارا وبإصرار بقطع بعض المعلومات الاستخباراتية عن بريطانيا إذا سمحت لندن لهواوى بتنصيب شبكات الجيل الخامس فى البلاد.
