نورهان حاتم البطريق تكتب: اخلقى وقتاً لذاتك‎

الجمعة، 10 يناير 2020 11:00 ص
نورهان حاتم البطريق تكتب: اخلقى وقتاً لذاتك‎ حفل زفاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن حياة الفتاة فى مجتمعنا نمطية إلى حد كبير، وتتسم بالقالب التقليدى حيث تنتقل من بيت أبيها إلى زوجها عندما تبلغ سن الزواج المناسب، وتبدأ تكريس حياتها بأكملها لزوجها وأولادها، ولا عيب فى ذلك، لأنها المنوطة بتربية أبنائها، كما أن الاهتمام بحياتها الزوجية واحدة من واجباتها التى من المفترض أن تكون على رأس قائمة أولوياتها، ولكن إذا كانت قائمتها هذه لا تحتوى إلا على هذه الأولوية وحسب!!! فهنا تكمن المشكلة.

أغلب الزيجات ترتكن إلى أن الزوجة ربة منزل فى المقام الأول، فحتى وإن كانت تتقلد عملاً قبل الزواج ،فإنه فى كتير من الأحيان تتركه حال وقوع الارتباط، ثمة فتيات يسرعن إلى تقديم استقالتهن دون أن ينتظرن حتى إتمام الزواج، وهذا شأنهن ولا يستطيع أحد التدخل فيه، فالمشكلة الحقيقية تبدأ بعد الزواج، حينما تواجه الزوجة فراغاً لايمكنها أن تحتمله، فتصب كل تركيزها حول الزوج ،فتشرع فى حصاره من كل ناحية، تاره بوابل من الاتصالات الهاتفية التى لا تحمل أى مضمون سوى الثرثرة واستخدام عبارات مكررة وذلك أثناء فترة غيابه عن المنزل، وكذلك تطوقه بالعديد من الأسئلة حال عودته والتى تخص تفاصيل يومه والتى تعد معظمها أيضا بلا معنى أو فائدة.

ومع مرور الأيام فقد تنجب هذه الزوجة أطفالاً، فيشتد الحصار أكثر على الزوج من خلال سيل الطلبات والاحتياجات التى لا تتوقف قط، إلى جانب الحصار الجديد الذى تشكله حول أبنائها عن طريق ساعات المذاكرة الطويلة، وحرصها الدائم على حصولهم على المراكز الأولى، والذى يقودها إلى إتباع أساليب غير سليمة مثل الضرب أو التعنيف وغيره من وسائل العقاب المختلفة.

كل هذا جراء الفراغ الذى تعانى منه، فتنقل ضغطها العصبى إلى زوجها وأولادها - والذى قد يكون دون قصد منها - والذى يعد أهم أسبابه هو أن سنوات عمرها تفوت وكأنها يوم يكرر نفسه كل يوم، فمنذ أن تستيقظ إلى أن تنام وهى تقوم بأعمالها المنزلية وتتهى كافة الشؤون المتعلقة بالمنزل إلى أن يعود أطفالها من المدرسة فتعرج إلى نوع آخر من المهام والتى تخص المذاكرة والدوام المدرسى وغيرها من المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

فأحيانا يكون التغيير مطلوباً لكسر روتينها اليومى الملل، فقد تكون كل ما تحتاجه لتخلص من توترها و التخفيف من حدة عصبيتها هو أن تخصص لنفسها وقتاً تفعل فيه ماتشاء ،ليس شرطاً أن تعود إلى عملها ،فهناك الكثير من ربات البيوت التى قد تكون أحوال بيوتهن غير مواتية للالتحاق بالعمل، ولكن يكفى أن تكون لها أنشطة تقوم بها بين الحين الآخر، تمارس هواية أو رياضة لاسيما إذا كانت ترتاد على النوادى الرياضية بحكم تمارين أولادها، أن تقوم ببعض الأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية. المهم أن تنسحب من تلك الدائرة المفرغة ،فشعورها أن لها كيان مستقل حتماً سيؤثر على علاقتها بزوجها و أبنائها بالإيجاب، وسيحسن من حالتها المزاجية، فالاهتمام الطبيعى مهم بالحياة الزوجية ،ولكن الاهتمام المبالغ فيه والتركيز المفرط فى أدق التفاصيل قد يدمر الحياة الأسرية برمتها، لذا عليكى أن تحققى التوازن بين ميولك و نشاطاتك التى ترفع من معنوياتك وبين استمرارك فى صنع أسرة ناجحة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة