أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

حادث المنيل.. وإدارة الأزمة

الإثنين، 05 أغسطس 2019 11:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان من بين النقاشات الجيدة فى جلسات نموذج محاكاة الدولة المصرية ، ما طرحه شباب البرنامج الرئاسى وشباب الأحزاب السياسية من ضرورة وجود ما يسمى بإدارة الأزمة داخل الحكومة المصرية بمؤسساتها وأجهزتها وهيئاتها ووزارتها المختلفة حتى لا نقع فى حيرة وارتباك عند وقوع الأزمات والحوادث ويؤدى الارتباك فى التعامل مع تلك الأزمات الى سيل من الشائعات والأكاذيب وخاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعى.

حادثة المنيل التى أشار بيان وزارة الداخلية أخيرا وبعد حوالى 16 ساعة الى أنه عمل ارهابى خير دليل على حاجة الحكومة الى فريق ادارة أزمة بصورة عاجلة..فقد ترك الحادث لغير ذوى الاختصاص والعلم للادلاء برأيهم فيه والاسراع فى التصريحات المتضاربة والمتسرعة قبل انتقال قوات الأمن والخبراء الجنائيين والنيابة الى مكان الحادث.

فمع كامل التقدير للمسئوليين عن جامعة القاهرة التى يقع معهد الأورام تحت اشرافها فقد سارع الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة الى اصدار بيان سريع بأن المعلومات المبدئية عن الحادث بانه انفجار خارج المعهد نتيجة تصادم سيارة تسير عكس الاتجاه بمجموعة سيارات

أعقب ذلك مباشرة تصريح " مصدر أمنى" بأنه انفجار فى الطابق الثانى بالمعهد فى منطقة المنيل تسبب فى اشتعال النيران وبعده مباشرة صدر بيان آخر من المكتب الاعلامى لجامعة القاهرة ليؤكد ما قاله رئيس الجامعة الذى ذهب على عجل مشكورا لأداء واجبه فى تفقد المعهد والاضرار التى لحقت به. ثم ذهب وزير التعليم العالى الى المعهد ووزيرة الصحة.

وسط هذه التصريحات غابت الحقائق وخاصة بعد اعلان أرقام الوفيات فى الحادث وارتفاعها الى 19 وفاه و60 مصابا..وبدأ خبراء الفيس بوك وتويتر فى الإدلاء بأراءهم الإستراتيجية ومعلوماتهم التى لا يمكن انكارها..فهناك من قال أنه انفجار فى مخزن اسطوانات الأوكسجين بالمعهد ..وأخرون أكدوا أنها سيارة محملة بأنابيب البوتاجاز اصطدمت بسيارات أخرى أمام المعهد.

وسط غياب " ادارة الأزمة" تكاثر الخبراء وكثر اللغط وزادت الحيرة والتشويش لدى غالبية الناس التى ظلت تتابع الحادث حتى ساعة متأخرة من الليل وحتى الساعات الاولى من صباح اليوم الاثنين وحتى صدر البيان الرسمى لوزارة الداخلية عن الحادث وقطع الشك باليقين.

ما حدث من عشوائية وارتباك بشأن حادث المنيل الارهابى يعيد طرح السؤال من جديد

ما هو العائق حتى الآن أمام  الحكومة لتشكيل ادارة خاصة للأزمات تضم كافة الأجهزة المعنية، الأمنية والعسكرية والمدنية تكون متأهبة دائما لأية طوارئ أو حوادث ولديها الخبرة العملية والميدانية للتعامل ولديها متحدث رسمى واحد دون غيره للادلاء بالتصريحات واصدار البيانات وعقد المؤتمرات الصحفية العاجلة والطارئة للاجابة على كافة التساؤلات في حينها.

لماذا يظل الارتباك هو سيد الموقف فى كل حادثة او أزمة تحدث سواء داخل العاصمة أو خارجها فى المحافظات ويرتبك المسئولون ويدخلون فى متاهه و" لخمة"  ويضطر الناس للجوء الى وسائل اعلام أخرى لمعرفة الحقائق.

لماذا لا نستفيد من تجارب دول آخرى فى كيفية التعامل وادارة الأزمات

الحادث الأخير يكشف العديد من الأمور ، منها  سوء الادارة وعدم الجدية من الجهات الأمنية فى متابعة ملف السيارات المسروقة والمبلغ عن اختفاءها والسيارات التى تسير فى قلب العاصمة ومدن مصر بلا لوحات أو تحمل ملصقات جهات سيادية دون وجه حق وأيضا ملف الدراجات البخارية..وكل ذلك يصب فى قضية انضباط الشارع المصرى والفوضى الى تسوده من كافة أنواع مركبات النقل الجماعى. مصر الدولة التى تكاد تكون الوحيدة التى تعج شوارعها بكافة أنواع النقل الجماعى على عكس باقى الدول المتحضرة.

مصر تواجه تحديات كثيرة وأهل الشر يتربصون بها وحركة البناء والعمران والتنمية والتقدم التى تحققه يثير حقدهم و يشعل نيران كراهيتهم ويسعون بمحاولات ارهابية يائسة عرقلة مسيرة التنمية الناجحة ..لذلك لا بد أن نتيقظ دائما للمواجهه. وكما قال الرئيس السيسى ان الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة