أكرم القصاص - علا الشافعي

كامل كامل

المفروشات الإسلامية .. تجارة بالدين

الخميس، 22 أغسطس 2019 01:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إسلامية إسلامية مصر هتفضل إسلامية.. تكبير.. الله أكبر".. لعلك سمعت هذا الشعار عندما كان يشعل المسيرات والمظاهرات والوقفات إبان ثورة يناير، لعلك رأيت بعينك كم دغدغ هذه الشعار قلوب البسطاء، وسمعت بأذنك كم هزت صيحاته أركان عوام المواطنين.

هل تتذكر معى عندما كان يستدعى التيار الإسلامى "إخوان وسلفيين وجميع التيارات الإسلامية" الشعارات المغلفة بجمل دينية وآيات قرآنية وأحاديث نبوية وتكبير وتهليل وتحميد، ويصورن لمن حولهم أنهم الإسلام وغيرهم الكفر،وأنهم المؤمنون ومعارضوهم الكفار، أنهم أنصار الشريعة ومخالفوهم مناهضو الشريعة، أنهم أهل الجنة وغيرهم وقود النار فى جهنم مع الحجارة.

هل نسيت عندما كان يرفع أبناء "الإخوان والسلفيين" لافتات مدون عليها "لا إله إلا الله – مصر إسلامية"؟، هل نسيت عندما كانوا يرفعون المصاحف؟.. أظنك تتذكر معى كيف كانوا يخلطون الحديث فى الشأن السياسى بالدين، ويسقطون كلام الله عن مواقفهم، ويدعمون آراءهم بأحاديث نبوية؟ للأسف خلط الدين بالسياسة أو بالأحرى التربح فى الشأن السياسى والتجارة بالدين والتدين أمر قديم وليس حديث العهد، الأمر الذى يدعونا جميعا لتوخى الحذر والاحتراز والاحتراس.

لا أحتاج إلى ضجة وأن أستدل بأبحاث عملية وغير علمية، ودارسات عليا وأخرى "واطية" وتقارير عربية وأجنبية،  لكى أثبت لك ولنفسى أن هناك من يتربح في التجارة والسياسة بـ"الدين" ويجمعون ثروات ويعتلون فى المناصب بهذه التجارة التى ننخدع للأسف فيها.

خد عندك هذا المثل، لتعرف قصدى الكريم ومقاصدهم الخبيثة، تجد بائع "مفروشات" يضع على باب محله يافطة كبيرة بعنوان "المفروشات الإسلامية".. ويضع  بجوار اسم محله آية قرآنية ولافتة تحمل حديثا نبويا، ممكن للتبرك، أو لأغراض أخرى خبيثة، لكن دعنى أسالك لماذا سمى صاحبنا دكانه بهذا الاسم؟، هل لأن من ضمن بضائعه بطانية تحرض مستخدمها على "الصوم والصلاة"؟ الإجابة قطعا لا، طيب هل لأن من ضمن بضائعه مفروشات سرير تبث فى نفوس مستخدميها العلم والإيمان؟ الإجابة قطعا لا.

 دعنى أقول لك الحقيقة المرة، صاحبنا هذا ألصق تجارته بالشعارات الدينية من أجل المزيد من الربح دون أن يعى أنه بذلك خلط تجارته فى المفروشات بالدين.

أضرب لك مثالا آخر، هل صادفت مرة اسم لمكتبة تحمل عنوان "المكتبة الإسلامية"؟ أظنك رأيت ذلك كثيرا، لكن هل سألت مرة نفسك ماذا يقصد صاحب المكتبة بهذا الاسم الرنان؟، وهل فعلا أدواته المكتبية إسلامية وضد الكفر؟ الإجابة ستجدها عندك وعندى "لا".

ما أقوله لكم وأفوض أمرى إلى الله أن العلاقة بينكم وبين ربكم علاقة خاصة ليس فيها وسطاء، فلا تنخدعوا بتجار الدين أو أصحاب شعارات "إسلامية إسلامية" فى البيع والشراء أو الحياة عامة.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة