قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها اليوم الخميس، إنه لمكافحة التبغ يلزم باتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطى منتجاته القاتلة، حيث تواصل حكومات عديدة إحراز تقدُّم فى مكافحة التبغ، فاليوم، يعيش 5 مليارات شخصٍ فى بلدان استحدثت تدابير فعالة لمكافحة التبغ، مثل حظر التدخين، ووضع تحذيرات صحية مصوّرة على الغلاف، أى بزيادة قدرها أربع مرات عن العِقد الماضي.
ويُشير أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمى إلى وجود قصور فى العديد من البلدان فى تنفيذ سياسات مكافحة التبغ التى من شأنها إنقاذ الأرواح، مثل مساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطيه.
ويوضح تقرير عام 2019 أن أكثر من نصف بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (14 بلدًا من أصل 22 بلدًا)، يطبق بالفعل سياسات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ، فهناك ثلاثة بلدان (الكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) تطبق سياسات لدعم الإقلاع عن تعاطى التبغ تطبيقاً كاملاً على أعلى المستويات؛ و17 بلدًا يغطى تكاليف خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ كليًا أو جزئيًا فى بعض المرافق الصحية أو أغلبها؛ وبلدان آخران يقدمان خدمات المساعدة للإقلاع عن تعاطى التبغ، ولكن دون تغطية التكاليف، ويتضح من ذلك ارتفاع مستوى الطلب العام على تلقى الدعم للإقلاع عن تعاطى منتجات التبغ.
ويحلل التقرير الصادر عن المنظمة الجهود الوطنية المبذولة لتنفيذ أكثر التدابير فعالية من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتى ثبُت تأثيرها فى الحد من الطلب على التبغ، فهذه التدخلات، مثل تدابير السياسات الــ6 قد أثبتت فعاليتها فى إنقاذ الأرواح، وتقليل التكاليف المتكبدة عن الإنفاق الذى يمكن تجنبه على الرعاية الصحية.
وأكدت المنظمة أنه لابد من تعزيز خدمات الإقلاع عن تعاطى التبغ، حيث ينصب تركيز تقرير منظمة الصحة العالمية السابع عن وباء التبغ العالمى على التقدم الذى أحرزته البلدان فى مساعدة متعاطى التبغ على الإقلاع عنه، وتُظهر البيانات الواردة من إقليم شرق المتوسط حالة الجمود التى أصابت التقدم المُحرز فى هذا الشأن، حيث اقتصر تقديم المساعدات للإقلاع عن تعاطى التبغ على مستوى أفضل الممارسات على 3 بلدان فقط فى الإقليم.
وأوضحت أنه بشكلٍ عام، حافظت 17 بلداً من أصل 22 بلدًا من بلدان الإقليم على مستوى التنفيذ والإنجاز لديها، بينما أظهر بلدان اثنان تحسناً ملحوظاً فى تنفيذ السياسات المعنية بمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ، ولكن شهدت 3 بلدان أخرى انخفاضاً فى تقديم خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ.
وفى هذا الصدد، قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "نُقر ونُشيد بالإنجازات التى حققها الإقليم فى مجال مكافحة وباء التبغ، ولكن انخفاض مستوى التقدم المُحرَز فى بعض البلدان يبعث فعلياً على القلق.
وأضاف تمارس دوائر صناعة التبغ والجماعات التى تمثل واجهة لها ضغطاً على البلدان، مما يجعل من الصعوبة بمكان الحفاظ على الإنجازات السابقة التى حققتها تلك البلدان، كما توجد مشاكل أخرى تتعلق بغياب الوعى العام وعدم وجود حملات إعلامية، وتقدم حزمة السياسات الــ6 للحكومات أدوات عملية لتساعد الناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ، لوضع حدٍ للأشخاص الذين يتوفون مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين.
وقال الدكتور المنظرى: "تقديم المساعدة للناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ قد ينقذهم من الموت مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بتعاطى التبغ". وأضاف "وبالتالي، بات ضرورياً أن تقدم الحكومات خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ لمساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم والنجاح فى الإقلاع عن تعاطى التبغ"، وتتضمن خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ توفير خطوط ساخنة وطنية، للمساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ، ووصول خدمات برنامج التكنولوجيا المحمولة للإقلاع عن التبغ، إلى عددٍ أكبر من الناس من خلال الهواتف المحمولة، وتولى القائمين على تقديم الرعاية الصحية الأولية إسداء المشورة فى هذا الشأن، وتغطية نفقات العلاج ببدائل النيكوتين.
ويُقدَّر فى الوقت الحالى عدد المدخنين على مستوى العالم بحوالى 1.1 مليار شخصٍ، يعيش نحو 80 % منهم فى البلدان المنخفضة، والمتوسطة الدخل، وقد تدل الاتجاهات فى مجال تعاطى التبغ على إحراز تقدم فى إقليم شرق المتوسط، إلا أن بيانات معدلات انتشار تعاطى التبغ فى بعض البلدان مدعاة للقلق، ولقد انخفضت معدلات تعاطى التبغ فى معظم البلدان، إلا أن معدلات النمو السكانى تعنى ضمناً أن إجمالى عدد الأشخاص الذين يتعاطون التبغ لا يزال مرتفعاً. وتبعث معدلات انتشار تعاطى التبغ بين الشباب فى الإقليم على القلق بصفة خاصة، لاسيما بين الفتيات، ويعتبر تدخين الشيشة أكثر صور تعاطى التبغ انتشاراً بين هذه الفئة.
ويرى الدكتور المنظرى أنه "من الضرورى أن تفكر جميع البلدان بجدية فى تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والسياسات الست للحد من الطلب على التبغ، فلقد أثبتت نجاحها فى الكثير من البلدان حول العالم، وسيكون من شأنها مساعدة بلدان الإقليم على بلوغ الغاية التى التزمت بتحقيقها، ألا وهى الحد من انتشار تعاطى التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025".
