أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

خسرنا بطولة.. لكن كسبت مصر احترام العالم تنظيميًا وأمنيًا

السبت، 20 يوليو 2019 01:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم، منتخب مصر لكرة القدم خسر بطولة الأمم الأفريقية 2019 والتى أقيمت فى مصر، وفاز بها المنتخب الجزائرى الشقيق، لكن فازت مصر كدولة، تنظيميًا وأمنيًا وسياحيًا؛ ولو رصدت وزارة المالية كل ما تملكه فى خزانتها العامة من أموال، ولو أنفق البنك المركزى كل ما يمتلكه من احتياطى نقدى بالعملات المختلفة، للدعاية عن مصر فى كبرى وسائل الإعلام العالمية، ما استطاعا تحقيق هذا النجاح المبهر فى الدعاية عن استتباب الأمن والأمان فى مصر، وأنها تشهد استقرارا سياسيا، وتتمتع بإمكانيات وقدرات بشرية هائلة، تضعها فى مصاف الدول الكبرى.
 
يكفى أن افتتاح البطولة تابعه عن كثب مليار و500 مليون شخص فى أنحاء العالم، وتحدثت وسائل الإعلام المحلية والعربية والإفريقية والدولية عن البطولة، ونجاح مصر فى التنظيم المبهر فى خمسة أشهر فقط، وامتلاكها بنية تحتية قوية، ويمكن لها تنظيم أى حدث كبير، إقليميا كان، أو عالميا بكل سهولة ويسر، وهى نجاحات لا تعد ولا تحصى.
 
بجانب أن البطولة أظهرت الوجه الحقيقى للجماهير المصرية فى المدرجات، وتشجيعها المثالى، وما تتمتع به من انتماء لوطنها، والتحلى بالروح الرياضية ظهر بوضوح فى التصفيق لفريق جنوب إفريقيا، رغم خسارة المنتخب المصرى، وهو الرقى فى التشجيع الذى يضاهى ما نشاهده فى الملاعب الأوروبية، وكنا نمنى النفس بأن نراه فى ملاعبنا، والتأكيد بأن الرياضة مكسب وخسارة.
 
رئيس جمهورية "الفيفا" نفسه أكد أن مصر نظمت البطولة، وأثبتت قدرات فاقت كل تصور، وتأكد من خلال زيارته للمتحف المصرى، والأهرامات، مدى عظمة هذا الوطن، لذلك ساهم هذا الإبهار فى التنظيم، فى تغيير الصورة الذهنية تماما عند المسئولين عن الرياضة قاريًا وعالميًا، وأيضا عند مواطنى الدول فى مختلف العالم.
 
وتأكدت بما لا يدع مجالا لأى شك، قدرة الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، فى أن تكون خير سفير ودعاية للدول إذا أحسنت التوظيف، وتعاملت معها باعتبارها صناعة جوهرية، تضم مصانع متنوعة، منها ما ينتج البهجة والسعادة لغالبية الشعوب، ومنها ما ينتج بطاريات شحن الانتماء للوطن، ومنها ما ينتج وسائل دعاية كبرى عن الأوضاع الداخلية، ويصير اسم الدولة يتردد على كل لسان فى العالم، ولكم فى البرازيل والأرجنتين، عظة.
 
يكفى العالم أنه استشعر الحرج عندما شاهد هذا النجاح المبهر والقدرة المصرية على التنظيم الرائع لبطولة قارية تضم 24 فريقًا، فى المقابل فشل قطر حتى الآن، فى الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2022 وعدم امتلاكها البنية التحتية القوية لاستضافة 32 منتخبًا، والوفود التى تمثل هذه الدول، وأن جوزيف بلاتر، رئيس "فيفا" السابق، وميشيل بلاتينى، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبى لكرة القدم، ورطا الفيفا بإسناده ملف تنظيم البطولة، لدولة صغيرة، لا تمتلك بنية تحتية، ولا القدرة البشرية على تنظيم حدث هام مثل بطولة كأس العالم.
 
مكاسب مصر من النجاح المبهر والرائع لبطولة الأمم الإفريقية 2019 لا تعد ولا تحصى على كافة الأصعدة، اقتصاديًا وسياسيًا، ويجب أن يُغير هذا النجاح المبهر من نهج وتفكير الحكومة، فى كيفية التعامل مع ملف الرياضة باعتباره صناعة كبرى، يمكن أن يدر مكاسب لا حصر لها، فيكفى أن زيارة "راموس" نجم ريال مدريد للغردقة، ساهم فى تغيير القرار السياسى للدولة الأسبانية، عندما قررت رفع حظر السفر عن شرم الشيخ.
وللحديث بقية إن شاء الله..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة