أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

أسوان .. وهيئة تنمية الصعيد

السبت، 08 يونيو 2019 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعيش بعض محافظات الصعيد فجوة تنموية تخلق شعور عدم الرضا والسخط بسبب تأخر وزارة التنمية المحلية في تفعيل رؤية الحكومة المصرية في الاهتمام بمحافظات الصعيد وتنمية المدن والقرى التى تعاني من مشكلات عدة.

قضيت اجازة عيد الفطر المبارك في محافظة أسوان التي تعود أصولي وجذوري إليها، ولفت نظري خلال الزيارة عدد كبير من المشكلات التى تعاني منها المحافظة في عدة مجالات، البداية كانت مع الإعلان عن وصولنا إلى مطار أسوان الدولي في درجة حرارة تجاوزت الـ 45 درجة.

توافد المسافرون إلى صالة المطار الدولي الذي يستقبل رحلات سياحية مختلفة على مدار اليوم، وبمجرد نزولنا إلى صالة المطار بحثنا طويلا عن مكان لقضاء حاجيات أساسية لأي إنسان مثل شراء زجاجة مياه فلم نجد مكانا واحد نبتاع منه زجاجة مياه.

خرجت من المطار قاصدا المدينة التي انحدر منها وخلال رحلة المعاناة التي استمرت لساعتين بالسيارة عبر الطريق الصحراوي، وهو طريق تم تطويره مؤخرا بواسطة إحدى شركات المقاولات لكن دون جدوى، فالطريق غير مؤهل لسير السيارات فقد ظهرت عيوب كارثية تسببت في حوادث على الطريق، وشاهدت بعيني حادث سيارة توفي فيه أربعة أشخاص وأصيب عدد آخر، وبعدها ساعات وقع حادث مآساوى أدى لوفاة 7 أشخاص وإصابة 16 آخرين في طريق تستخدمه مئات الحافلات السياحية التي تنقل السياح من محافظة أسوان إلى الأقصر.

الطريق الصحراوي الذي يبدأ من محافظة قنا إلى أسوان يعاني يصفه كثيرين بطريق الموت نظرا لضيق الطريق ووضعه الكارثي، بالإضافة إلى الطريق الزراعي الذي يمثل مآساة حقيقة لكافة المسافرين عبر الطريق البري، ولو قدر لك السفر عبر طرق "إدفو – مرسى علم" فأنت على موعد مع ساعات الرعب والخوف بسبب عشرات الحوادث المرورية التي تحدث بشكل شبه يومي على جانبي الطريق.

وصلت إلى مدينة البصيلية في مركز إدفو بعد ساعات من الرعب والخوف على الطريق الصحراوي، وفي مدخل المدينة اكتشفت مآساة جديدة ترتكب في حق الدولة ومواردها المهدرة بعرقلة مشروع إدخال الصرف الصحي إلى المدن بواسطة أحد المقاولين بداعى تأخر وصول بعض المخصصات المالية، وترك المقاول مواسير الصرف الصحي التي خصصت ميزانية الدولة مئات الآلاف من الجنيهات لشرائها دون اهتمام، ما دفع بعض اللصوص لسرقة بعضها والعبث بجزء آخر لبيع بعض المواسير خردة مقابل حفنة من الجنيهات.

وخلال حديثي مع بعض الأسر أكدوا جميعا استعدادهم للمساهمة في إدخال شبكة الصرف الصحي، وذلك بسبب انفاقهم لأموال كبيرة للاستعانة بعربات تقوم بتنظيف ما يعرف بـ"بيارات الصرف الصحي" والتي تتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة.

ومع وصولي إلى المنزل لالتقاط الأنفاس بعد رحلتي الطويلة، حرصت على تشغيل "تكييف" المنزل نظرا للارتفاع الشديد في درجات الحرارة لكن الجهاز لم يعمل، وبسؤالي عن السبب اكتشفت أن غالبية سكان مدن وقرى أسوان لا يستطعيون تشغيل أي جهاز التكييف خلال ساعات الظهيرة، نظرا لضعف شبكة الكهرباء وعدم القيام بإحلال وتجديد للشبكة منذ عقود طويلة، وهي مشكلة جديدة يعيشها سكان المحافظة، والتي يمكن التغلب عليها عبر اللجوء لاستخدام الطاقة الشمسية وحل تلك المشكلة الكبيرة في أسوان.

يتطلع أهالي محافظة أسوان بشكل خاص والصعيد بشكل عام لتفعيل قانون هيئة تنمية الصعيد لرقم 157 لسنة 2018 على الأرض لتنفيذ خطة التنمية الشاملة المستدامة والنهوض بمحافظات الصعيد، ويهدف القانون إلى إنشاء هيئة عامة خدمية تسمى "هيئة تنمية الصعيد"، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعمل الهيئة على التخطيط للمشروعات المحققة لعائد تنموى ونسب مرتفعة من التشغيل، مع العمل على جذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، والعوائد الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة.

إن تنمية محافظات الصعيد تأتي ضمن أهداف رؤية مصر 2030 التى يتطلع أهالي مدن الصعيد لتفعيلها والقضاء على الفقر والجهل والمرض الذي يهدد أي عمليات للتنمية في أي دولة تسعى لتحقيق تنمية فى شتى المجالات.

يأمل أهالى صعيد مصر في حل المشكلات التي يعانون منها على مدار العقود الماضية بسبب تهميش الأنظمة السابقة لمحافظات الصعيد، مؤكدين ثقتهم في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص على تنمية الصعيد وتجلى ذلك خلال حديثه في مؤتمر الشباب الذي انعقد في محافظة  أسوان يناير 2017 والتي أشاد خلاله بصبر وصمود أهالي الصعيد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة