أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

تحية لرجال الجيش والشرطة فى شمال سيناء

الجمعة، 28 يونيو 2019 02:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نتجادل ونختلف حول مستوى منتخبنا فى بطولة أفريقيا، ونحن نشجع بحماس وندعو إلى تغييرات حتى نقدم كرة أحلى، ونحن ننقسم حول استبعاد عمرو وردة أو رجوعه لتشكيل المنتخب، ونحن نرتاد المقاهى والمطاعم والاستادات ونعود إلى بيوتنا فرحين وننام مطمئنين، هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يواجهون فئران وكلاب وضباع الإرهاب الأسود فى شمال سيناء، فيقتلون منهم من يقتلون ويأسرون من يأسرون، وقد ينفجر أحد الكلاب بحزامه الناسف أو يلقى بقنبلة إسرائيلية تجاه كمين شرطة أو يطلق آر بى جى من سلاح تركى مهرب من أنفاق غزة، فيسقط شهداء أبرار حتى ننعم نحن بالأمن والأمان وحتى نفرح مع المنتخب فى بطولة أفريقيا وحتى نباهى الأمم بقدرتنا على تنظيم البطولات المبهرة واستضافة الآلاف من 24 دولة أفريقية. 
 
أدعوكم فقط وأنتم تتناولون طعامكم أو تشاهدون المباريات أو تحتفلون مع أقاربكم وأحبابكم فى مختلف المناسبات الاجتماعية، أن تتذكروا هؤلاء الرجال المخلصين من جيشنا وشرطتنا، وهم يواصلون الليل بالنهار لا يرهبهم أعداؤكم ولا يخافون من الموت، ولا يتأثرون بالخونة الذين يستهدفون أن يصيبوكم أنتم بالحزن والقلق أو يشعرونكم أنكم غير آمنين فى وطنكم أو أنكم غير قادرين على إنجاز شىء مبهر يمكن أن يتحدث عنه العالم.
 
من ناحية أخرى، تكشف الأحداث الإرهابية المتتابعة فى شمال سيناء ومحاولات عجز التنظيم الدولى للإخوان وخلاياه التابعة عن تعكير صفو المصريين والعكننة عليهم فى عز فرحتهم بتنظيم كأس الأمم الأفريقية أو إشعار الضيوف إن مصر غير آمنة، أو الإيحاء للعالم بأن الإنجاز الذى تحقق على مستوى التنظيم والتأمين والافتتاح المبهر للبطولة لن يكتمل، لأن الجماعات الإرهابية إياها تستطيع أن ترتكب جرائمها فى كل وقت.
 
لم يتبق لتنظيم الإخوان الإرهابى وخلاياه التابعة إلا أن يعبر عن نفسه بوضوح كتنظيم إرهابى ويرفع السلاح فى وجه الشرطة والجيش والمؤسسات الأمنية عموما، من خلال عمليات عشوائية لخلايا متناثرة تحاول أن تثبت عدم اندثار التنظيم بالكامل فى مصر، وأن له أذرع ورجالا يواجهون السلطة، رغم الضربات الموجعة التى تلقاها ورغم تجفيف النسبة الأكبر من منابع تمويله.
 
الجانب الإيجابى فى هذه الحوادث الإرهابية المتناثرة، أنها تجعل المواجهة مع تنظيم الإخوان وخلاياه التابعة أمنية تماما دون أى بعد سياسى أو أيديولوجى ودون أى غطاء حمائى من جهات دولية أو استخباراتية أجنبية، كما تجعل مظلوميتهم التى يسوقونها بالإعلانات المدفوعة فى وسائل الإعلام الغربية، وفى قنوات التحريض من الدوحة إلى أنقرة ولندن، مجرد كلام فارغ لا ينطلى على أحد لا فى مصر ولا خارجها.
 
ولعلكم تذكرون كيف اندفعت جماعة الإخوان الإرهابية، وفق قاعدة تقسيم الأدوار، إلى صناعة حدث كاذب على مواقع التواصل الاجتماعى، وعبر منصاتها فى قطر وتركيا ولندن على عدة مسارات، وقاد المسار الأول قطعان الهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو الذين تباروا فى لطم الخدود والنواح على من تم الحكم عليهم فى قضية النائب العام السابق، ثم يصلون إلى النقطة الفاصلة، وهى أن الممارسة السياسية فى مصر خطأ، وأنه لا بد من حمل السلاح والموت، ولكن بعد الإيقاع بأكبر قدر من المصريين، وهكذا دعا يحيى موسى وأحمد المغير وبلال حسام، مسؤول الإعلام فى شبكة رصد، وعبد الرحيم الصغير، إلى ضرورة القيام بأعمال إرهابية وحمل السلاح تجاه كل ما يمثل الدولة المصرية ومصالحها، لأن هدف كل عضو فى الجماعة هو الموت، ولكن مع أكبر عدد من المصريين.
 
المسار الثانى الذى تحركت فيه قطعان الجماعة، هو إحياء المظلومية الكاذبة من جديد لتصوير الجماعة وأعضائها ضحايا للنظام المصرى تارة وللقضاء المصرى تارة أخرى، فوجدنا من يظهر على القنوات الإخوانجية إياها ويقول: إن أعضاء الجماعة يقتلون بدون محاكمات فى مصر، ومن يقول إن الأحكام القضائية لا تتناسب مع طبيعة الجريمة، وأن هناك ترصدا لكل من ينتسب للإخوان.
 
المسار الثالث الذى تسير عليه جماعة الإخوان الإرهابية هو المسار الحقوقى، فالجماعة تتحرك بدعم قطرى تركى بريطانى لمخاطبة المنظمات الحقوقية الدولية، من خلال بيانات ومعلومات مغلوطة وتقارير مفبركة حول الأحكام القضائية والاختفاء القسرى والاعتقال بدون قرار قضائى والحبس الاحتياطى، مع الدعم الكامل من منصات قطر وتركيا ولندن لنشر هذه التقارير، ومن ثم اللعب على ترسيخ صورة نمطية حول حقوق الإنسان فى مصر، أولا اختزالها فى حقوق من يسمون بالنشطاء السياسيين، وثانيا حشر الإرهابيين وأعضاء خلايا الإخوان المسلحة والمتهمين فى قضايا الإرهاب والعنف ضمن زمرة النشطاء السياسيين أو المعارضة السياسية زورا وبهتانا.
 
ومع ذلك، فالتاريخ القريب والبعيد يقول بأن الجماعات الإرهابية الطارئة مثل جماعة الإخوان ستنتهى حتما إلى العدم، ولن يبقى إلا تضحيات الشهداء ورجال القوات المسلحة والشرطة الذين نجحوا فى حماية وطنهم والعبور به فترة مظلمة من فترات الاستعمار الجديد، فتحية مجددا لكل شهدائنا الأبرار ولرجالنا الذين يدافعون عنا فى شمال سيناء ضد المشروعات الاستعمارية الجديدة، وفى مواجهة كلاب الإرهاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة