أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

مصر التى فى المدرجات

السبت، 22 يونيو 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صلاح جاهين كان ولم يزل رأس الرمح للموهبة المتعددة، فهو المهاجم والمغامر والرفيق لكل قصص الحب والعشق للوطن،ورغم أن القلق ظل رفيقا له فى حياته ورحلته الفنية العملية، لكنه كان يصطرعهذا القلق فى عالم لم يسكنه غيره ولم يهدأ له فيه بال حتى يرى كل الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح، فكان الخلود من نصيب أشعاره ورسوماته، وأصبح رمزاً خالداً للأجيال الجديدة.

كان هدف صلاح جاهين الدائم هو رؤية مصر فى أبهى صورها أمام العالم أكلمه، لذلك أصيب بحالة من الاكتئاب بعد هزيمتنا فى حرب 67، واليوم تذكرت شاعرنا الكبير الراحل، بعد أن شاهدت حفل افتتاح النسخة 32 لكأس الأمم الإفريقية 2019، وما صاحبه من إشادات واسعةمنكلوسائلالإعلام العالمىبعدماقدمنااحتفاليةمميزةللغاية فى مشهد حضارى يحاكى قدرة مصر على مواجهة المواقف الصعبة وتخطى المحن بكل سهولة ويسر بفضل أبنائها المخلصين، فالجميع لم يصدق حتى الآن أن ما رآه نتاج 5 أشهر فقط بعد إسناد مهمة تنظيم البطولة للقاهرة.

هذه هى طبيعة الشخصية المصرية التى تتسم بالبعد الأسطورى، فالمشهد الذى وجدناه فى المدرجات وأثناء الحفل الافتتاحى يؤكد أننا فى بلد تستطيع أن تروِّض المستحيل بسواعد شبابها صاحب الفكر المختلف دائماً والذى نجح بديناميكية خارقة فى تحويل الأحلام إلى واقع ملموس بعد بلورة هويتهم وتاريخهم الخاص فى مشهد واحد.

جو الانسجام البارز والمفعم الآن بين الشارع وبين كرة القدم، خلال إقامة "كان 2019" على أرض المحروسة، يؤكد أننا قد نتوه فىبعض الأحيان أمام زحام الحياة، فمن الوارد أن تضيع منا أشياء ، لكن الأحلام تظل تنال من قلوبنا ونبحث معها عن الذات فى حوارى القاهرة، حتى تأتى النقطة الفارقة التى نستطيع خلالها إظهار المعدن الحقيقى لنا جميعًا.

 لولا الجمال المتسلل من الحالة الحماسية التي تعترى الجميع فى مصر لما ظهر مشهد الافتتاح كما رأيناه، فلا شيء على الإطلاق أكثر تأثيراً وإغراء بالنسبة لي، من مشهد حمية الجماهير المتراصة فى المدرجات أو أمام الشاشات لتشجيع منتخب بلدها فى مشهد يغلف عليه الحب الصادق تجاه الوطن من أجل رؤيته دائماً فى المقدمة.

أنا ذات نفس ضعيفة أمام الجمال، لذلك حينما رأيت مشاهدة الأسر المصرية والأطفال والشباب فى المدرجات بهذا المشهد الأكثر من رائع، واتقادهم الذهني والبدني مع هذه المستديرة الصغيرة، فقديما كنت أتساءل: كيف يقف هذا الكم من الجموع أمام أقدام لاعبين؟!

كنت أقف وقتها متأملا وجوه الجماهير حينما تراوغ أقدام لاعبين أكثر إندفاعاً ومحاربة لتداولها،  فكنت أحدق ملهوفا في الوجوه، لكن لم تدغدغ أحلامي هذه المخاتلة، المخادعة، ولا حتى أضناني إنتظار مبارياتها أو نتائجها، وأتظاهر حينها بقبولي فكرة الفرجة وطقسها الانفعالي، لكن مع مرور الوقت أصبحت أكثر شغفا لمتابعة المباريات وأصبحت متعصباً لفكرة تشجيع منتخبنا الوطنى، فلا أقبل فكرة رؤيته مهزوماً يوما، ولا أقبل أن يقال علينا بأننا فشلنا فى استضافة أو تنظيم بطولة، ومن هنا كانت فرحتى كبيرة جدًا بالمشهد الحضارى أثناء افتتاح أمم أفريقيا على أرض ستاد القاهرة التاريخى.

 أكثر ما أعجبنى بعد مشهد الافتتاح الأسطورى، هو العودة إلى زمن التشجيع الجميل، وانتهاء فكرة الألتراس إلى الأبد، بعد أن تسببت هذه الفئة فى الخلط بين الرياضة والسياسة وقضت على براءة التشجيع الرياضى المثالى وقت تصدرهم المشهد، أما اليوم فيجب أن نظهر سعادتنا بعد استعادة المفهوم الحقيقي للتشجيع للرياضى الذي يرفض التعصب ويرحب بالمنافسة الشريفة وينادي بالتسامح وبالحب ولا الكراهية والعنف.

ختامًا: "المشهد  الذى أتمنى رؤيته مع نهاية البطولة، هو خروج الجماهير حاملة أعلام مصر إلى كل شوارع المحروسة والفرحة والرقصات والزغاريد هى عنوانها بعد فوز منتخبنا الوطنى بلقب أمم أفريقيا للمرة الثامنة فى تاريخنا.. بإذن الله".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة