أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

الموت بأخطاء الآخرين على الطريق

الجمعة، 14 يونيو 2019 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حادث مروع شهده طريق الأوتوستراد، أسفر عن مصرع 14 شخصا وإصابة 10 آخرين عقب تصادم سيارتين بسبب السرعة المرتفعة.

الحادث المروع فى تفاصيله، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فحوادث الطرق ارتفعت بصورة ملحوظة وملفتة للانتباه، وضحاياها ربما تخطوا عدد ما فقدتهم مصر فى حروبها.

وبالرغم من الإجراءات الحاسمة التى تتخذها الإدارة العامة للمرور ضد المخالفين للتعليمات المرورية سواء فى تجاوز السرعة أو عدم فحص السيارات بصفة مستمرة وغيرها من المخالفات الأخرى، تبقى سلوكيات السائقين والمواطنين السبب الرئيسى فى معظم الحوادث.

السرعة الجنونية لقائدى المركبات خاصة "الميكروباص" تقف وراء معظم الحوادث التى تحصد مزيدا من الأرواح، فلا يبالى السائق المتهور بحياة المواطنين الذين يستقلون سيارته، ويدخل فى سباق مع زملائه "على الخط" فى محاولة للحصول على أكبر عدد من "التوصيلات" وجمع الأموال، حتى لو كان الأمر على جثث الأبرياء.

الأخطر من ذلك القيادة بسرعة جنونية مع تعاطى السائق للمخدرات، فتكون المصيبة متوقعة لا محالة، ويمكنك الوقوف على عدد متعاطى المخدرات من صفحات الحوادث التى تعلن يومياً عن نجاح رجال المرور فى ضبط سائقين "مبرشمين".

الإهمال يقف فى كثير من الأحيان وراء حوادث الطرق، من خلال عدم الكشف الدورى على السيارات وإجراء الصيانة الدورية، وعدم الكشف على الإطارات التى تتسبب فى معظم الحوادث.

الأمر لا يحتاج لقوانين لتقليص حوادث الطرق، بقدر الحاجة لضمير ووعى وثقافة، فضمير السائق والتزامه بالتعليمات المرورية يحمى الأرواح، وثقافتنا بالسلوكيات المرورية السليمة تحد بالتأكيد من نزيف الدماء على الأسفلت.

كلنا بالتأكيد مأمورون بالحفاظ على الأنفس وحمايتها من المخاطر، فلن تنقلب الدنيا رأساً عن عقب لو التزمنا ولم نتحدث فى الهاتف المحمول أثناء القيادة، ولن نخسر شيئا إذا تركنا مسافات أمان كافية بيننا والسيارات الأخرى.

لا يعقل أن نسمع الأغانى بأصوات صاخبة داخل السيارات دون سماع من حولنا، فلا نفهم من ينبهنا على خطر، وأحياناً ننشغل بالأغانى عن الطريق، ونأكل ونشرب و"ندردش" على الفيس بوك والواتس والقيادة مستمرة.

لن تضيف مواكب العُرس التى تتمايل بالسيارات يميناً ويساراً بهجة على الزفاف، لكن الأمر قد لا يستقر فـ"عش الزوجية"، وإنما ينتهى الموكب غالباً فى مياه ترعة أو بحر، أو حادث مروع على الطريق، فتتحول الفرحة لحزن وألم وندم بعد فوات الأوان.

إذا كنا جميعاً ـ أنا وأنت ـ نعانى من حوادث الطرق بفقد قريب أو حبيب، علينا أن نبدأ بأنفسنا، نلتزم أثناء القيادة، فنجبر من حولنا على الالتزام، ونتوخى الحذر حفاظاً على أرواحنا وحياة آخرين، فكم من أشخاص فقدوا حياتهم بسبب أخطاء الآخرين.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة