أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

العبور الكبير وكذبة "صفقة القرن"

الأحد، 05 مايو 2019 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالأمس كان العبور الثانى أو العبور الكبير الى أرض سيناء..هذه المرة كان عبورا بالبناء والعمران والتنمية بعد أن كان بالسلاح لتحرير الأرض فى المرة الأولى فى أكتوبر المجيد عام 73.

العبور الكبير شاهده المصريون والعالم بالأمس مع افتتاح أضخم عملية انشائية تحت جسر مائى فى التاريخ وتدشين 4 أنفاق بين الدلتا والوادى من جانب وبين سيناء من جانب آخر..بل أكبر عملية ربط فى التاريخ بين قارتين هما أفريقيا وآسيا.

الانجاز البشرى المصرى الذى يبلغ حد المعجزة فى حفر وتجهيز الانفاق هو الرد العملى وعلى أرض الواقع لأكاذيب وشائعات أهل الشر والقضاء على أكذوبة " صفقة القرن" التى روجها كارهو هذا الوطن. زعموا أن الصفقة تتضمن تنازل مصر عن جزء من أراضى سيناء لصالح اقامة دولة فلسطينية من أجل تصفية القضية.  التسريبات حول الصفقة واللجان الإلكترونية المشبوهة لم تتوقف لحظة عن الزعم بوجود هذه الصفقة السرية رغم نفى المبعوث الأمريكي للشرق ألأوسط جيسون جرينبلات، الجمعة قبل الماضية بأن خطة الرئيس دونا لد ترامب للسلام في الشرق الأوسط لن تشمل منح أرض من شبه جزيرة سيناء المصرية للفلسطينيين.ووصف جرينبلات ما يتردد بأنه كذب.

بحساب المنطق والعقل وكما يقول المثل الشعبى القديم " اذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل"..فهل يعقل أن نصدق بأن دولة تتورط فى صفقة القرن المزعومة وتبرم اتفاقات سرية ، فى الوقت الذى تقوم فيه بأضخم عملية تنمية فى سيناء وبتكلفة استثمارية تقدر بحوالى 800 مليار جنيه لأكثر من 990 مشروعا فى كافة المجالات وتبنى مدنا على الضفة الشرقية للقناه وفى عمق سيناء وعلى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة.

هل يعقل أن دولة تبنى مدن هى الاسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة ومدينة سلام بشرق بورسعيد وبئر العبد الجديدة، علاوة على بناء مئات البيوت البدوية لاستيعاب 1.1 مليون نسمة، وعلى آلاف الأفدنة ومدينة الإسماعيلية الجديدة على مساحة 2828 فدانا بإجمالى 52642 وحدة، لاستيعاب 250 ألف نسمة، ومدينة رفح الجديدة، لتضم 10016 وحدة سكنية و 400 بيت بدوى ومنشآت خدمية، فضلاً عن تطوير العشوائيات فى محافظات سيناء والقناة ، سوف تتخلى عن جزء من أراضى سيناء الغالية ..؟!

هل يعقل أن دولة تمد طرق وكبارى وانفقا لإنهاء عزلة سيناء تماما والى الأبد وتنميتها كمشروع قومى متكامل لتنمية أرض الفيروز ضمن المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية بمصر حتى عام 2052، و تسعى الى جذب الاستثمار الصناعى وتشجع الاستفادة من الثروات التطبيعية فضلاً عن تعظيم الاستفادة من مقومات السياحة المتمثلة فى البيئة المحيطة بهذه البقعة الغالية...هل يعقل أن تشارك فى صفقة مشبوهة على حساب أمنها القومى ومصالحها الوطنية.

ثم..هل تصدق أن دولة ضحت- ومازالت بأرواح الآلاف من خيرة شبابها طوال أكثر من نصف قرن لتحرير هذه الأرض من الاحتلال الاسرائيلى الغاشم ثم من الارهاب الأسود بتنظيماته وجماعاته فوق أرض سيناء وروت الدماء الذكية الطاهرة كل حبة رمل فيها ، ثم تتنازل عنها بهذه السهولة واليسر فى صفقة وهمية.

اقرءوا مشهد افتتاحات الأمس جيدا حتى يتبن لكم من هو الكذاب الآشر ، الذى يغيظه علو البنيان والبناء والتنمية والعبور الكبير.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة