أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عبد المنعم فؤاد

من روائع الأخلاق «6» - النهى عن الكذب

الجمعة، 31 مايو 2019 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنا  فى السابق تحدثنا عن الصدق، وروعته، ففى هذا المقال نُحذر من الكذب، وقبائحه، فالمؤمن هو أكبر من أن يتصف بهذه الخصلة المنبوذة، وإذا كان الصدق يهدى إلى البر، والبر يهدى إلى الجنة فإن الرسول الأكرم يواصل الحديث فى ذلك، قائلًا: «وإن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذّابا».
وحسب الكذوب من البلية.. بعض ما يُحكى عليه.
فإذا سمعت بكذبة..  من غيره نُسبت إليه.
فالكاذب منبوذ بين الخلق، مطرود من رحمة الخالق، ولم يجرؤ مشرك فى عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،  أن يصف النبى بهذه الخصلة المشينة بالرغم من أنهم وصفوه مرة بالجنون، وأخرى بالكهانة، وثالثة بكونه من الشعراء لكن وصفه بالكذب «لا».
وها هو زعيم المشركين، العدو الأول للرسول الكريم: أبو جهل، وهو يتكلم مع رسول الله قائلا: «يا محمد إننا لا نكذبُك، وما أنت فينا بمُكذب ولكن نُكذّب ما جئت به!، فنزل قوله تعالى:
«فإنهم لا يُكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون»، الأنعام /33-
وفى مشهد آخر يُقابل الأخنس بن شُريق أبا جهل يوم بدر، فيقول:
«يا أبا الحكم ليس هنا غيرى، وغيرك يسمع كلاما؛ أخبرنى عن محمد:  أصادق أم كاذب؟ قال أبو جهل: والله إن محمدا لصادق وما كذب قط»،
لذلك كان النبى الكريم دائما ينصح أصحابه بتحرى الصدق، قولا وتطبيقا لكون هذه الخصلة تجمع كل الإيمان، وتمنع صاحبها من المهالك، وتزيد من يتحلى بها وقارا، ومكانة بين الخلائق، وعلى العكس من ذلك خصلة الكذب، ولنرى تطبيق هذا الأمر فى مجلس لرسول الله عليه الصلاة والسلام: إذ يدخل عليه أعرابى بدوى ويقول  للرسول، صلى الله عليه وسلم: «إن فىّ خلالا ثلاثة لا أقدر على التخلى عنها أبدا، أما الأولى فهى:  النساء، وأما الثانية: فهى الخمر،  أما الثالثة: فهى الكذب، وقد جئتك يا رسول الله لتختار لىّ خصلة من الثلاث، وأعاهد ربى عليها، وهنا ننظر إلى رد الرسول الكريم  كيف يعالج هذا الأعرابى من هذه الداءات، وكل داء أشرس من صاحبه؟ فيقول للأعرابى:
«كن صادقا وما عليك».
ويذهب الأعرابى بهذه الروشتة النبوية، إن صح التعبير، وليس مكتوبا فيها سوى هذا الدواء الواحد وهو:  التوبة عن الكذب.
 يقول الأعرابى كنت حين أحب أن أشرب كأس خمر أتساءل:
 وماذا لو سألنى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أشربت الخمر؟
فامتنع عن الخمر حتى لا أكذب على الرسول.
وحين أختلس النظر إلى امرأة أقول  لنفسى:
 وماذا إن  سألنى الرسول، وكيف أخزى نفسى بصفة لا تليق بمسلم؟.
 فامتنع عن النظر إلى المحارم.
 وهكذا سيطر الصدق على الرجل، فتهذب سلوكه، واستقام أمره.
ونرى النبى يُسأل فى مشهد آخر:  
«أيكون المؤمن جبانا؟ قال نعم».
 أيكون بخيلا؟ قال نعم.
 فقيل له أيكون كذّبا؟ قال لا».
لذا أتعجب من انتشار الكذب فى المجتمع بطريقة لافتة، بل جعل البعض  له مواسم، وصورًا،  فيقولون:
  هذه كذبة أبريل، وهذه كذبة بيضاء!، ولا أدرى من أعطى الكذب هذه الصبغة البيضاء أو الحمراء؟!
إن الكذب يا سادة بكل ألوانه هو ثوب قبيح، ومن عُرف عنه الكذب،  ولو مرة: سقط من العيون، وأبغضته القلوب، ولا يليق أن ينتشر الكذُب كالتنفس عند البعض حتى أصبح هذا البعض، للأسف،  أشبه بماكينة للكذب، ولله الأمر من قبل ومن بعد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة