أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

المناخ فى مصر معتدل

الخميس، 23 مايو 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكل يشكو من ارتفاع درجات الحرارة، مع حديث مستمر ومتواصل عن طبيعة الطقس فى مصر والتغيرات التى طرأت عليه خلال السنوات الأخيرة، و نقاشات ممتدة حول الأجواء المصرية التى لم تعد معتدلة كما كانت، والحقيقة أن هذه العبارات لا تخل من المبالغة، ويجب تفنيدها، لأن الحديث عن الطقس السيئ فى أى دولة تبحث عن السياحة والاستثمار يعتبر قضية هامة، ويجب الرد عليها، خاصة إن كان ما يساق غير دقيق.

يجب علينا أولا أن نفرق بين الطقس والمناخ، وهذا درس بسيط جدا كان يحفظه طلاب المدارس الابتدائية، فمصطلح الطقس يطلق على حالة الجو في مكان ما خلال فترة زمنية قصيرة، وغالبا ما يشير إلى درجات الحرارة اليومية صعودا أو هبوطا، أما المناخ فهو ملخص للأحوال الجوية لفترة زمنية قد تمتد لشهر أو فصل  كامل – ثلاثة أشهر -  ويتحكم هذا المناخ فى الزراعة وتوقيتاتها وأنواع وكمية المياه السطحية والجوفية، وينعكس بشكل مباشر على نمط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، فالمناخ المصرى مازال معتدلا حتى وإن تقلب الطقس فى موجات حارة أو بادرة بين الحين والآخر، بدليل أن نمط وأشكال الزراعات ونوعيات المحاصيل فى مصر لم تتغير منذ آلاف السنين، وكذلك الظواهر الطبيعية المختلفة.

بالطبع المناخ فى الكرة الأرضية بأكملها تأثر بظاهرة الاحتباس الحرارى، وهى فى أبسط تعريف لها تعنى زيادة متوسط درجة حرارة الهواء على سطح الأرض، نتيجة زيادة كميات ثاني أكسيد الكربون،وغاز الميثان، وتشير الأرقام الموجودة على شبكة الانترنت ومحركات البحث إلى أن درجة الحرارة الأرض فى الوقت الراهن هى تقريباً ضعف الدرجة قبل 200 عام، نتيجة الاحتباس الحرارى، إلا أن الوضع فى مصر مستقرا والمناخ فى حالة  جيدة تماما، بشكل عام سواء فى المدن الساحلية على الاتجاه الشمالى، أو الصعيد فى الجنوب، ودرجات الحرارة تتحرك صيفا وشتاء بين الحدود الآمنة، فلم نسمع بأن درجات الحرارة فى القاهرة تصل إلى 30 درجة تحت الصفر كما يحدث فى موسكو وسيبيريا، وعدد كبير من دول العالم، أو تجاوز الـ 50 درجة كما فى دول الخليج والمنطقة العربية.

الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية أكد بالأمس أن درجات الحرارة التى تشهدها البلاد ليست ظاهرة نادرة أو تحدث لأول مرة، وقد سجلت الحرارة العامين الماضيين 46 درجة مئوية، ولا داع للفزع أو القلق من مستوى درجات الحرارة فى مصر، بما يؤكد ما ذكرته فى السطور السابقة أن هناك مبالغة غير واعية عن طبيعية المناخ فى مصر، دون فهم أو إدراك ما قد يترتب على هذه المبالغات من نتائج سلبية، خاصة ما يتعلق بالسائح القادم من أوروبا أو البلاد الباردة.

التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة بإجراءات لها علاقة بتأجيل الامتحانات أو إعطاء إجازات لأصحاب المهن الشاقة تصرف إنسانى بامتياز، ينم عن وعى وتقدير لقيمة المواطن، ولكن لا يجب أن نعتبر درجات الحرارة عائقا أمام العمل والإنتاج، بل يمكن أن نتجاوز كل ذلك من خلال استعداد جيد ونصائح عملية، دون مبالغة أو تهويل .  









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة