لماذا حذرت دار الإفتاء من تداول كتاب "إدارة التوحش"؟.. "أبو بكر ناجى" أراد أن يصنع إرهابيا باسم الإسلام.. أسس لقيام داعش وأباح الإتجار فى المخدرات.. وخبراء: يخدم مخطط الفوضى لتفتيت الدول العربية

الخميس، 04 أبريل 2019 11:17 ص
لماذا حذرت دار الإفتاء من تداول كتاب "إدارة التوحش"؟.. "أبو بكر ناجى" أراد أن يصنع إرهابيا باسم الإسلام.. أسس لقيام داعش وأباح الإتجار فى المخدرات.. وخبراء: يخدم مخطط الفوضى لتفتيت الدول العربية داعش
كتب أمين صالح - إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحد من أخطر الكتب وأكثرها دعوة للتطرف والإرهاب، كتاب "إدارة التوحش" لأبى بكر ناجى، وهو الكتب الذى أدرجته دار الإفتاء ضمن 13 كتابا ومرجعا محظور تداولها بين الشباب، إذ يعد الكتاب مرجعا رئيسيا فى تأسيس تنظيم داعش الإرهابى فهو يشرح فكر واستراتيجية تنظيم الجهاد من مفهوم المتطرفين، الكتاب الصادر فى عام 2004 تم منعه من التداول فى كثير من الدول العربية واهتمت أمريكا بترجمته وتوزيعه على المسئولين فى البنتاجون بصفته مرجعا أساسيا يشرح ما يدور فى فكر التنظيمات المتطرفة.

أبو بكر ناجى هو اسم مستعار لأحد الشخصيات المرتبطة ارتباطا كبيرا بتنظيم القاعدة يخمن البعض أنه أبو مصعب السورى أحد أبرز منظرى تنظيم القاعدة الإرهابى إلا أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن شخصية أبى بكر ناجى الحقيقية، ومن قرأ هذا الكتاب يمكن أن يطلق عليه عنوان آخر وهو "كيف تصنع إرهابيا؟"، فالكتاب يقوم على فكرة واحدة وهى كيفية صنع مناطق للتوحش يستطيع من خلالها تكوين مجموعات صغيرة تحدث نوعا من الفوضى الخلاقة تضغط على الحكومات تؤدى إلى هدم الدول وتشكيل إدارات عسكرية تقوم على إدارة مناطق صغيرة باسم الخلافة الإسلامية.

تزامن إصدار الكتاب بعد قرابة الثلاث سنوات من أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وحاول مؤلفه أن يجد مبررا لنشأة التنظيمات الإرهابية،وبالرغم من أن الكتاب رأى ضرورة توجيه الجهاد المتطرف ضد الغرب إلا أنه اختار مجموعة من الدول العربية والإسلامية ليحدث فيها مخطط الفوضى الخلاقة وينشأ فيها مناطق جديدة لإدارة التوحش واختار كل من الأردن وبلاد المغرب واليمن والسعودية ونيجريا كوجهة لتنفيذ مخططه الإرهابى ، أراد المؤلف أن يوهم القارىء بأن تنظيم القاعدة ينشط فى كثير من البلدان إلا أن حقيقة الأمر أن إسقاط الدولة العربية كان هدفا استراتيجيا للجماعات المتطرفة حتى وإن لم يتطرق الأمر لدول الغرب.

تحذير دار الإفتاء من تداول الكتاب جاء وفقا لدلائل واضحة أهمها أن الكتاب يحرض بشكل مباشر على استخدام العنف والإرهاب ضد الحكومات ويؤسس لقيام جماعات دينية متطرفة تدير دول مفتتة لا هى تعترف بقانون ولا هى من الدين فى شيء،فالإسلام لم يبح القتل أو استخدام العنف والتطرف، ولم يسع لأن تكون هناك مناطق متوحشة كما حاول المؤلف أن يلصق هذه التهمة برسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أن المؤلف لم يستبح الدماء فحسب وإن لا يجد مانعا من الإتجار فى المخدرات على حد حتى يجد لنفسه موارد مالية تنفق على أعضائه منها.

يستهدف الكتاب بشكل رئيسي أن تقوم الجماعات المتطرفة بضرب البعد الاقتصاد للدول العربية من آبار للبترول والغاز من ناحية أو استهداف قطاع السياحة من ناحية أخرى، فى طرح بعيد كل البعد عن الدين، كما أنه حاول أن يصبغ صبغة إلهية على الجهاد المتطرف الذى يدعو إليه على الاعتبار زورا بأن الجماعات الدينية هى الوحيدة التى تفهم الشرع وتطبقه، ليس ذلك فحسب بل حاول الكتاب أن يجد مخرجا للحرب ضد الدول الإسلامية نفسها زاعما بأن المسلمين فى الوقت الحالى مرتدين على الدين ويجب محاربتهم، على غرار حروب الردة بعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

وفى هذا السياق يقول الباحث الإسلامى هشام النجار ، أن هذا المؤلف لا ينتمى للمسلمين فى شىء ، ويسيطر عليه الفكرة التتاري وما كان يمارسه التتار من السيطرة على الارض مما يشبه الصدمة والرعب والهجوم بهمجية ووحشيه والاعتماد على بث الرعب فى من يسمع عما جرى فى منطقة ما ليخافوا ويستسلمون قبل ان يطولهم ما حدث لغيرهم .

وشدد على أن الكتاب يحث على القدر الاكبر من الدموية والعنف والبشاعه ، مؤكدا أن تنظيم داعش يعتمد على هذا الكتاب فى منهجه اليومى ،وهذا هو الفرق بينه وبين تنظيم القاعده الذى يسعى دائما أن يحيد المدنيين بينما تكفر داعش السكان المحليين والقبائل والعشائر ويعتبر كل من يكون خارج التنظيم كافر ومستحل دمه.

واعتبر " النجار " ان هذا الكتاب من الفروق الأساسية بين مرجعيات داعش ومرجعيات القاعده والتى تعتمد على كتب أبو مصعب السورى وأيمن الظواهرى ، بينما "إدارة التوحش " من المرجعية الأساسيه لداعش ، وخطورته الكبرى تتمثل فى تواجده على الانترنت بسهولة تامة .

فيما قالت الكاتبه الصحفية سكينة فؤاد ، أن كتاب إدارة التوحش كان نهج اعتمدت عليه "داعش " فى كافة عملياتها الإرهابية ، وتم تطبيقها فى كثير من الدول العربيه ، وأبرز ضحايا هذا المنهج العنيف والدامى كانت العراقى التى كانت من أقوى دول الأمة فلننظر لما وصلت علية الآن ومن الذى يعبث فى ليبيا الآن واليمن .

وأوضحت أن الفلسفه التى يعتمد عليها هذا الكتاب باطله فلا يوجد ما يسمى بالخلافه الإسلاميه وأى خلافة يتحدثون عنها والكيان الصهيونى يستولى على المنطقه يوما بعد يوم،مؤكدة أن ما تعمل عليه "داعش " لا يخدم إلا مخطط الفوضى الصهيونى فى تفتيت المنطقة العربية والفائز الوحيد هو الكيان الصهيونى والإدارة الأمريكيه التى تدعمه .

وتساءلت سكينة فؤاد ، " لماذا لا يضم هذا الكتاب مواجهة العدو الحقيقي للاستقرار والأمن بالمنطقة العربيه والمتمثل فى الكيان الصهيونى "، موضحة أن ما يرفعونه من مزاعم الخلافه الإسلاميه تقوم به دول مثل تركيا وقوى آخرى صغرى تريد أن تصنع لنفسها مكانة عبر هذه الجماعات.

ولفتت أن هذا الفكر المتطرف لم نتمكن بعد من القضاء عليه ولازلنا نعانى من انتشار هذه الكتب وتداولها بين الشباب ، خاصة وأن هناك دول تمول لبث هذه السموم الفكريه فى المجتمع المصرى وايصالها ليد الشباب بأى شكل ، قائلة :"مقاومة الفكر لا تقل أهمية عن مقاومة الوجود على الأرض ويجب مراقبة كل المصادر التى تمول وتوزع هذه الكتب ..كما أنه علينا تنوير العقول وإثبات ما فى صحيح الدين من حضارة واستنارة لا يقبل بإسالة الدماء واحترام جميع الأديان والتأكيد على أن المستهدف الأول من تقسيم المنطقة هو الكيان الصهيونى فقط ويخدم أجنداته ".

ومن جانبها حذرت الدكتورة آمنة نصير ، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية  ، من انتشار هذه الكتب على المواقع الالكترونية والتى تجعل تداوله سهل بين الشباب المصرى ، مؤكدة أن الوسائل الإلكترونية هى التى ساهمت فى توصيل الفكرة المتطرف أكثر عن ذى قبل خاصة وأن أكثر المستعملين لها الشباب .

واعتبرت "نصير " أن نهج هذا الكتاب لا يعتمد عليه إلا الأوغاد الذين  ضلوا الطريق ودخلوا إلى أقرب الطرق لجهنم ، مؤكدة أنه لا يمت بالإسلام بصلة ولا يوجد فى الشريعة الإسلامية نظام حكم مسمى بذاته وغيره مرفوض .

وتابعت قائلة: " الدواعش اتخذوا من هذا المصطلح حتى يصلوا إلى مآربهم الجهنمية من خلال وسائل الالكترونيات ".

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة