قرأت لك.. رواية "غايكوب" مصائر الإنسان تقوده لمستشفى المجانين أو الانتحار

الجمعة، 12 أبريل 2019 07:00 ص
قرأت لك.. رواية "غايكوب" مصائر الإنسان تقوده لمستشفى المجانين أو الانتحار غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا للروائية أمل الجبرين، رواية جديدة بعنوان "غايكوب" عن "الآن ناشرون وموزعون"، حيث تتبع فيه الكاتبة حياة إنسان عربى يعيش فى قرية اسمها "أم النخل"، وهى قرية افتراضية لا توجد على الخريطة، وكذلك تلك الشخصية التى أطلقت عليها اسم "غايكوب" أو "يعقوب"، هى ليست مسجلة فى دفتر النفوس أو الأحوال المدنية، ولكنها حاضرة فى كثير من الوجوه التى تصادفنا فى الحياة.
 
أما زمن الرواية التى تقع فى 250 صفحة من القطع الوسط فهو يتناول الحاضر والمستقبل الذى نعيشه بكل تداعيات الألم والفجائع والمآسي، والموت، وهو الحاضر الذى يربض فوق أكتاف الناس وصدورهم كما الجبال، والمستقبل الذى يقع بين الجنون أو الموت.
 
حكاية غايكوب تتداخل فيها الأزمان السردية بين الخطى الحكائى والاسترجاعى التى تشكل نواقل لجماليات الحكاية وتتبع أسرار الناس الذين يتعرف عليهم غايكوب، وهولاء لا يقلون عنه مأساوية، سواء أكان والده بالتبنى سعد الأمام، أو العامل البنغالى عائد، وخالد المساعد، والطبيب العراقى الذى قتلت عائلته بوحشية.
 
هؤلاء مثلوا عوالم مضافة للسيرة الذاتية لغايكوب لتنفتح الحكاية على جملة من المرايا التى يرى فيها السارد ملامحه أو لا يراها، والتى يطلق فيها على عناوين الفصول أسماء إنكاريا، ومنها "لست أنا"، "لست هو"، "لست خالدا".
 
شخصية يعقوب ليست حالة انفصامية أو مرضية، بل هى انعكاس للواقع المتشظى الذى يجعلها تتوزع بين الواقعى والغرائبي، بين الجنى والإنسى والصالح والفاسد، حالة تكرر فى الحكاية كأنها لا تصوّر ذاتها بمقدار ما تتجسد فى عدد من الأجساد التى تكشف عن ضعف الإنسان ووحشيته فى آن معًا.
 
والرواية تنقسم إلى أربعة أبواب ومجموعة من الفصول التى تشبه التقطيع السينمائي، بل هى تمثل سيناريو جاهز لفيلم يعاين هواجس الإنسان العربى فى عقدى الألفية الثالثة.
 
ومع أن قرية أم النخل ليست موجودة على الخريطة، ولكن الرواية ترتحل إلى أمريكا وروسيا وبنجلادش والتيبت، وعلى امتداد البلاد العربية من المغرب إلى اليمن مرورًا ببغداد ودمشق التى تتشابه فيها الوجوه والأوجاع، التى تقود لمستشفى الأمراض العقلية أو الانتحار.
 
يقول الكاتب عبد الله ثابت على الغلاف الأخير للرواية: "تذهب بك هذه الرواية لأماكن كثيرة، وحالات أكثر تسحبك من شبح الموت واليتم إلى قفزات الفرح، من الأيام الهنية إلى اللوعة ومرارة الحنين، من هدأة السلم والحياة المخبأة إلى وحوش الحرب ورهبة الدم ووجوه الجثث، من ركن البيت والطمأنينة حتى آخر الشتات، ومن أرواح النساء المعذبة إلى تعاسة الرجال، هذا الحشد من التناقضات والهستيريا والضياع يعتمل كله فى رأس واحدة، ورواية واحدة، اسمها غايكوب، كتبت بوجع ساخن، ونفس مجروحة ولغة شديدة القرب".
 
ومن مناخات الرواية: "لا تستعر حياتى يا يعقوب"، أحلم بالدكتور قاسم وهو يحدثنى بذلك: "لا تحدثن أحدًا عني.. أى حياة أستعير، ليتنى أستطيع أن أهرب من هذه الحياة لأى حياة، نسيت كل شيء، كفرت بالكلام".
 
يذكر أن أمل الجبرين، مواليد فبراير 1976 فى مكة المكرمة حاصلة على الدكتوراه فى التخطيط من بريطانيا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة