أين ذهب مسرح الجرن؟.. حلم الفلاح فى الستينيات يبحث زيادة الميزانية اليوم

الجمعة، 08 مارس 2019 06:00 م
 أين ذهب مسرح الجرن؟.. حلم الفلاح فى الستينيات يبحث زيادة الميزانية اليوم مسرح الجرن
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحد من أهم المظاهر المسرحية التى اندثرت، تقريبا، كان مسرح (الجرن) الفلاحيين، الذى مثل حالة فنية ظهرت فى ستينيات القرن الماضى، وبرز منها نجوم لامعين، وكان متنفسا أمام أهل القرى والنجوع، للتعرف على "أبو الفنون"، وإظهار مواهبهم التمثيلية.
 
مع أواخر ستينيات القرن العشرين كانت الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية (هيئة قصور الثقافة حاليا)، بدأت فى التوجه إلى عرض مسرحياتها الفنية بالقرى المختلفة، ومع مطلع السبعينيات ازدهرت تلك الحركة، وظهرت العدد من الفرق الخاصة بذلك النوع من العروض، ولعل من أشهرها الفرقة التى كونها عباس أحمد، والتى تعد أول مسرح محترف يذهب للفلاحيين.
 
وبحسب مقال للكاتبة منى صلاح الدين، نشرته مجلة صباح الخير فى يوليو عام 2018، تحت عنوان "مسرح الفلاحين"، فإن العروض، كان يحضرها مايقرب من 10 آلاف شخص من أهل  القرية والقرى المجاورة، وكان اليوم الذى لا يحضر فيه سوى ألفى متفرج، يعتبر العرض قليل الجمهور، لافتة إلى أن ديكورات مسرح الفلاحين أو مسرح الجرن، كانت فى الهواء الطلق ومن الطبيعة مع كشافات إضاءة عادية من الشجر والسماء، وكان السلك الشائك فى رفح، هو الديكور الذى قدم عليه مسرحية "سالم أبو طويلة" البطل الذى اغتالته إسرائيل.
 
ومن التجارب الهامة التى قدمها مسرح الفلاحين، ما ذكرته الكاتبة إيمان إمبابى فى مقال لها بجريدة الأهرام بعنوان "مسرح الجرن.. مشروع قومى للفلاحين تتجاهله الدولة"، هى التجربة الأولى المكتملة لهذا اللون قدمها - مخرجنا - المبدع الراحل هناء عبد الفتاح عام 1969.. بمسرحية "ملك القطن" للأديب الراحل يوسف إدريس، وقد أعاد صياغتها الممثلون من الفلاحين، الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، موضحة أن هذه البصمة التى سجلها التاريخ المسرحي، كانت من أهم تجارب الثقافة الجماهيرية، التى سارت بالتوازى مع سير عبد الرحمن الشافعى الشعبية.
 
لسنوات طويلة اختفى مسرح الفلاحين عن الوجود، وظل ذكره مجرد ذكرى فى عقول الفنانين ورواد الثقافة الجماهيرية ومحبى المسرح المصرى خاصة تلك المرتبط بعقلية الفلاح والريف المصرى، ومع مطلع الألفية الجديدة كانت ظهرت العديد من المبادرات والأفكار حول عودة المشروع، وبدأ بالفعل فى العمل تحت إشراف الفنان أحمد إسماعيل، قبل أن يتوقف مع حلول عام 2011.
 
المسرح عاد مرة أخرى على يد المخرج أحمد اسماعيل صاحب فكرة المبادرة التى بدأت عملها منذ 6 سنوات فى قرى عدد من المحافظات مثل الإسماعيلية، الغربية،  الدقهلية، الفيوم، اسيوط وقنا، لكن يبدو مبلغ الميزانية المقررة من وزارتى التربية والتعليم والثقافة، لا يسمح بعمل فعاليات كثيرة بمختلف المحافظات، حيث أن الميزانية الإجمالية تبلغ نحو 250 الف جنيه فقظ.
 
والمشروع يعمل الآن، تحت مسمى "مسرح الجرن" وهو مشروع ثقافى متنقل تُشرف على عروضة الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، يعمل على ثلاثة محاور هى تحقيق التنمية الثقافية لطلاب المرحلة الإعدادية والمحور الثانى بناء مسارح مفتوحة فى القرى الأم قليلة التكلفة والمحور الثالث تنشيط إبداعات القرية .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة