أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

البغدادى وألغاز داعش والاستخبارات والإرهاب

السبت، 30 مارس 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفرض قضية داعش نفسها على الجدل السياسى والاجتماعى فى أوروبا، وهى قضية تخص العالم كله، لكنها تثير الأسئلة، ما بعد إعلان هزيمة التنظيم، خاصة أن هناك تقارير تشير إلى هزيمة جغرافية، لكن التنظيم ما يزال يشكل لغزا يحتاج لكشف أوراقه وتفاصيله. 
 
هناك تساؤلات جدية حول مصير أبوبكر البغدادى الخليفة المزعوم الذى ما يزال غيابه عن الصورة يمثل لغزا، بل أن البغدادى نفسه أحد أهم الألغاز فى الأوراق المتداخلة لداعش، فقد تم الإعلان أكثر من مرة عن مقتله، وفى كل مرة يصدر نفى، لكن البغدادى لم يظهر طوال شهور فى أى من الصور أو الفيديوهات التى اعتاد التنظيم بثها عبر قنواته. 
 
الغموض ما يزال يحيط بشخص البغدادى، وعلاقاته الاستخبارية، ولهذا يراهن بعض المحللين على أنه ربما لا يظهر مرة أخرى حيا، لأن ظهوره ربما يكشف الكثير من الأوراق حول قيام وانهيار التنظيم، وهو ما قد يكشف مفاتيح غامضة فى نشأة داعش وهو ما قد تسعى بعض الجهات لإخفائه، وهناك عدة أطراف ربما لا تكون راغبة فى ظهور البغدادى حيا، حتى لا تتكشف أوراق التمويل والتنظيم.
 
وهناك إشارات إلى علاقات لأجهزة استخبارات غربية، وإقليمية دعمت ظهور التنظيم وتوظيفه فى الحرب بالوكالة، وهذه الدول ما تزال على علاقة بالتنظيم، وعلى رأسها تأتى تركيا التى كانت معبرا لدخول وخروج الإرهابيين لسوريا والعراق، وما تزال على علاقة بالدواعش، ومؤخرا عرضت قناة العربية، تقريراً مصوراً ظهرت فيه مراسلة القناة، وهى تعرض صوراً لجوازات سفر عناصر تنظيم «داعش» الأجانب مع عائلاتهم، وعليها أختام المعابر الحدودية التركية، كما ظهر فى الفيديو جوازات تابعة لنساء وأطفال «داعش» من جنسيات مختلفة.
 
ومن هنا فإن تركيا ما تزال طرفا فى تقاطعات داعش، حيث تسهل للقيادات ملاذات آمنة، حتى لا يتحولوا لخطر عليها أو يقوموا بأنشطة داخل تركيا نفسها.
 
اللغز الآخر هو مصير آلاف النساء والأطفال من بقايا داعش، وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير لها أن 12 ألف طفل وسيدة أجنبية، انخرط عائليهم فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى، يواجهون مصيرا مجهولا، فى المخيمات السورية فى بعد إنهيار التنظيم الإرهابى.
 
وقالت الصحيفة، إن الإعلان عن خسارة داعش يثير تساؤلات ملحة بشأن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين انضموا للمتطرفين من كل أنحاء العالم، ولم يعد لديهم مكان ليذهبوا إليه الآن، وهناك مخيمات يوجد بها بعض الناجين من العراق وسوريا وليبيا، حيث يدير الإدارة التى يقودها الأكراد فى شمال شرق سوريا ثلاثة منها.
 
وإلى جانب عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين، فإن المخيمات السورية فقط يوجد بها نحو 12 ألف امرأة أجنبية وطفل، بحسب ما يقول مسؤول بارز فى القوات الديمقراطية السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، ويوجد لدى القوة أكثر من 8 آلاف مقاتل بينهم ألف من الأجانب فى سجونها.
 
واستعادت دول قليلة منها فرنسا وروسيا والشيشان عدد قليل من مواطنيهم أغلبهم من النساء والأطفال والأيتام، إلا أن أغلب الدول لا تريد استعادة مواطنيها من المقاتلين الذين انضموا لداعش، ولذلك، فإن هؤلاء عالقين بلا دولة وبلا أرض مستقرة.
 
وتشير «نيويورك تايمز» إلى أن غياب طريقة للتعامل مع الدواعش يمكن أن يساعد داعش على إعادة بناء نفسه، بينما تشير توقعات إلى أن الدواعش المطاردين قد يتحولوا إلى خطر وقنابل قابلة للانفجار فى أى لحظة وأى مكان.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة