محمد عبد الحميد يكتب: الأم ُ كلمةٌ عظيمةٌ.. وهديةٌ لا تكفى

الأحد، 24 مارس 2019 04:00 م
محمد عبد الحميد يكتب: الأم ُ كلمةٌ عظيمةٌ.. وهديةٌ لا تكفى أم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأم، كلمةٌ عظيمةٌ ومعناها أعظم، الأمُ نعمةٌ أنعم الله تبارك وتعالى بها على البشرية تخففُ عنها آلامَها وتزيل عنها همومَها وترسم لها الحياةَ جميلةً وتزينها بالحبِ والتفاؤل،   قلبٌ عظيمٌ ملأه الرحمنُ حباً وصبراً ورحمة.....هى عطاءٌ بلا حدودٍ من فيضِ معين حبٍ لا ينضب.

إذا شغلتك الهمومُ وضاقت بك الدنيا فتوجه إلى قلبِ أمِّك تجدْه يفتح لك أبوابَ الأمل، وهل وجدتَ فى الدنيا مثل الأم تضحى بكل شئىء حتى بنفسها من أجل أبنائها، الأم هى التى تنير لنا الحياةَ وتملؤها بالأمل وتُعلِمنا كلَّ يومٍ كيف يكون الحبُ وكيف يكون الحنانُ وكيف تكون التضحيةُ، ومع كل هذا فكثير منا لا يتذكر أمه إلا فى مثل هذا اليوم يقدم لها هديةً ثمينة ثم يعاملها بغلظةٍ وجفاء.

الهديةُ أمرٌ طيبٌ، ولكن اعلمْ أن هديةً تقدمها لأمك لن تزيدَك شيئاً فى قلبها الممتلئ أصلاً بحبك ولكن قبل الهدية قدِّمْ لوالديك الولاءَ والطاعةَ فى غير معصية الله وأحسِنْ إلى من أحسَنَ اليك.

وتذكر أنه يوماً ما سيمضى بك قطارُ العمر الى حيث مضى بهما وستصبح فى مثلِ سنِّهما  وينحنى ظهرُك وتلين عظامُك ويذهب شىء كثيرٌ  من عقلك فتعود  كطفل ٍ صغيرٍ ضعيفٍ ما أحوجه إلى الرعاية من أقرب الناس إليه، تذكرْ ذلك جيدا وأنت أمام والديك وستكون فى أمس الحاجة الى من يحنو عليك ويعطف مثلما كنت تحتاج إليهما وأنت طفلٌ صغيرٌ فلم يبخلا عليك بشىء بل منحاك حياتَهما شبابَهما وصحتَهما ومالَهما وراحتَهما من أجلك.

وانظر الى أبنائِكَ وحبك إياهم وحزنك لأحدهم إذا مرِض وتذكر يومَ كنتَ فى سنِّ ابنائك كم تعبَ وسهر والداك من أجلك، وكم مرتْ عليهما أيام وليالى عصيبة  قضياها ساهريْن يتألمان لألمك ويمرضان لمرضك،  ينتظران  الأمل والشفاء مع طلوع الفجر فلا تبخل عليهما اذا تقدم بهما العمر بما لم يبخلا به عليك يوم كنتَ طفلاً صغيراً ضعيفًا لاحول لك ولا قوة.

واعلم أنه مهما اجتهدت فى طاعتهما فلن توفيهما إلا شيئا قليلاً من فضلهما عليك، وادعُ  لهما دائماً بالرحمةِ والمغفرة، واغتنم الفرصةَ قبل فواتِ الأوان، وإياك أن يغادر أحدُهما الدنيا وهو غيرُ راضٍ عنك، وإن كان أحدُهما قد غادر الدنيا أو كلاهما فلا تبخل  بالدعاء لهما قدر ما استطعت، وكن باراً بأقاربهما وأحبائهما مثلما كان والداك يفعلان فى الدنيا، فإن ذلك أجره عظيم، ودعاء من ولدٍ صالحٍ يصل عملَ والديه الحسن كما كان فى الدنيا، نسأل الله  عز وجل أن يرحم  ويفغر لأمهات ٍ قد رحلت بعد أن أدت رسالتها التى فطرها الله عليها، فعلمتنا كيف يكون الحب وكيف تكون التضحية، وعلمتنا معنى عظيما لكلمة عظيمة هى الأم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة