أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فى نيوزيلندا.. الموضوع كبير

الأحد، 17 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمها نيوزيلندا، صارت الدولة الأشهر خلال الساعات القليلة الماضية، ليس لحصول أحد أبنائها على جائزة عالمية، وليس لأنها تقدمت باستراتيجية سلام بين الشعوب المتقاتلة، لكن لأن أسوأ حادث إرهابى وقع، مؤخرا، كان فيها، ففى مدينة كرايست تشيرتشراح، وفى مسجدين فقط، حصد الإرهاب أرواح 50 شهيدا غير المصابين.
 
كيف رأيت صورة نيوزيلندا، صباح اليوم؟! لقد ظهرت أمامنا غارقة فى دماء الناس الذين لم يفعلوا شيئا سوى أنهم ذهبوا ليعبدوا الله فى مسجد أعد للعبادة، وظهرت دموع الزوجات والبنات اللواتى فقدن رجالهن فى لحظة غدر، وصرن فى غربتين، غربة الدين وغربة الخوف، وبعضهن زادت عليها غربة الوطن.
ظهرت نيوزيلندا خلف سحابة من الكآبة ونظرة خوف فى عيون أطفال أغلقت الأبواب عليهم، حتى لا يقتحم الإرهاب البيوت ويشرب دمهم مثل الحكايات فى الأساطير، وظهرت أيضا فى حالة الدهشة التى سنشاهدها كل يوم وفعل الإرهاب نفسه يتكرر كل يوم.
 
الموضوع لا تكمن خطورته فى ذلك الإرهابى الذى صور نفسه وهو يقتل، ولا فى الآخرين المتورطين معه، بل فى طريقة التفكير التى بدأت تسود بقوة فى الغرب، فقد صار هناك مؤمنون أن لا بقاء للآخر المختلف.
 
كنا نعيب على الشرق وجود متشددين فيه لا يملكون رؤية ولا يؤمنون بتغير العالم، فإذا الجميع متشابهون، اليمينيون المتطرفون لا يقلون «خسة» عن الداعشيين الذين يطلقون نيرانهم طوال الوقت على البشر والحجر.
 
نعم كنا نظن أن الغرب مختلف كثيرا عن الشرق، لكن هذه الرؤية صارت غير واضحة الآن، مشوهة تماما، فقد صار القتل على الهوية أيضا، القاتل لا يعرف القتلى ولم يلتق بهم من قبل، لكن الكراهية التى تشكلت من الخطابات السياسية التى حملها اليمينيون وراحوا يملأون بها ثغرات برامجهم الانتخابية أثقلت قلوبهم بكراهية الآخر.
 
نعم منذ أن «جن» العالم واختار ترامب رئيسا لأمريكا، صار كل شىء متاحا، ومن قبل منذ سنوات أبعد، عندما أصابت اللوثة الأمريكيين، أيضا، فاختاروا جورج بوش الابن رئيسا لهم، ولأنه خائف وغير حكيم أعلن حروبا صليبة على بلاد المسلمين فقتل الأطفال والنساء والرجال.
 
نعم لقد تحقق لنا بعد هذه السنوات الطويلة أن كلمات مثل «العولمة» ليست سوى وجه آخر للاحتلال، شعار يرفعه القوى الذى يملك «المنتجات» ويبحث عن سوق استهلاكية، لكنها لا تعنى المساواة أو حتى الحريات.
 
بالطبع ليس كل الغرب إرهابيا، ولا كل الشرق إرهابيا، لكنهم هناك فى بلادهم البعيدة يريدون أن يضعونا فى سلة واحدة، بينما ينفخون فى أرواح أبنائهم كثيرا من السم ويدفعونهم دفعا نحو الكراهية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة